تتصاعد الأجواء الحماسية والتنافسية، في الانتخابات الرئاسية بالجمهورية الإسلامية في إيران بدورتها الـ 14، حيث بدأت الحملات الانتخابية للمرشحين الـ 6، بإطلاق الشعارات واستعراض البرامج من كل مرشح. فالشعار الانتخابي يدل على أسلوب المرشح وطريقته في الانتخابات، وبرنامج عمل حكومته في حال النجاح.
فعلى صعيد التيار المحافظ والأصولي، تركزت الشعارات على استكمال ما بدأه الشهيد السيد رئيسي من تكريس لمبدأ خدمة الشعب، فكانت على النحو التالي:
_اختار سعيد جليلي شعار: "یک جهان فرصت، یک ایران جهش؛ هر ایرانی یک نقش باشکوه"، بمعنى: عالم من الفرص، قفزة إيرانية؛ كل إيراني له دور رائع.
_ محمد باقر قالیباف اختار شعار: "خدمت وپیشرفت"، بمعنى: الخدمة والتقدم.
_ الشيخ مصطفی پور محمدي اختار: "دولت قرار؛ عدالت ثروت، قدرت"، بمعنى أن الحكومة ستركز على التوزيع العادل لثروات البلاد، كما ستعتمد في سياساتها على قدرات إيران.
_ علي رضا زاكاني: "دولت خدمت"، أي حكومة الخدمة.
_ امیر حسین قاضي زاده هاشمي: "دولت مردم و خانواده"، أي حكومة الشعب والأسرة.
أما مرشح التيار الإصلاحي مسعود پزشکیان فقد اختار شعار "برای ایران"، والذي يعني من أجل إيران.
من جهة أخرى، ستشهد الأبام المقبلة 5 مناظرات تلفزيونية ما بين المرشحين على الشكل التالي:
_الاثنين 17 حزيران الساعة 7:30 الى 11:30 بتوقيت بيروت.
_الخميس 20 حزيران الساعة 7:30 الى 11:30 بتوقيت بيروت.
_الجمعة 21 حزيران الساعة 7:30 الى 11:30 بتوقيت بيروت.
_الاثنين 24 حزيران الساعة 7:30 الى 11:30 بتوقيت بيروت.
_الثلاثاء 25 حزيران الساعة 7:30 الى 11:30 بتوقيت بيروت.
المنافسة تحتدم
تظهر نتائج استطلاعات المشاركة، احتمالاً كبيراً في أن تتجاوز نسبة المشاركة الشعبية في الدورة الأولى من الانتخابات، نسبة المشاركة التي حصلت منذ مدة لانتخاب أعضاء مجلس الشورى وأعضاء مجلس خبراء (حوالي 43%).
ففي أحدث استطلاع للرأي لمركز استطلاع آراء الطلاب الإيرانيين(ISPA)، حتى قبل إعلان أسماء المرشحين، ظهرت النسب التالية:
_ 44.4% سيشاركون بالتأكيد، و7.3% سيشاركون بنسبة كبيرة، أي بإجمالي 51.7% سيشاركون في الانتخابات.
_في المقابل 28.7% لن يشاركوا بالتأكيد، و4.8 لن يشاركوا بنسبة منخفضة، أي بإجمالي 33.5% لن يشاركوا في الانتخابات.
التحديات أمام الرئيس المقبل
ومما لا شك فيه، سيكون التحدي الأبرز أمام المرشحين الستة، هو من سيستطيع منهم استكمال ما بدأه السيد رئيسي من سياسات داخلياً وخارجياً، في ظل ما تشهده منطقتنا من عدوان أمريكي إسرائيلي متوحش على قطاع غزة، ورغبة أمريكية في إعادة رسم خارطة نفوذ جديدة بما يؤمن لها مصالحها.
لذلك سيحاول المرشحون في الأيام المقبلة، تبيين ما ستكون عليه برامجهم حول التحديات التالية:
أولا: الملفات الإقليمية: فقد أعطى السيد رئيسي خلال ولايته الأولوية لتعزيز العلاقات مع دول الجوار ودول الشرق والجنوب، في ظل غياب ارادة التوافق والتعاون عند الدول الغرب التابع بشكل كبير للولايات المتحدة الأمريكية. لذا من المتوقع أن تظل هذه السياسة ثابتة مستقبلا مع الرئيس الجديد، لكن الإشكالية ستكون حول الأسلوب.
ثانيا: العلاقة مع أمريكا والاتفاق النووي: يعد هذا الموضوع من أبرز التحديات التي ستواجه الرئيس المقبل، خاصةً إذا فاز الرئيس السابق دونالد ترامب مرة أخرى بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع عقدها أواخر 2024، فهو قد يعود إلى اتباع سياسة الضغط بالحد الأقصى وفرض العقوبات.
ثالثا: المواجهة التصاعدية بين محور المقاومة وإسرائيل.
رابعاً: التحديات الاقتصادية. فالجمهورية الإسلامية حققت نمواً اقتصادياً لافتاً يبلغ 5.7%، خلال العام المالي الإيراني الماضي الممتد من 21 آذار / مارس 2023 إلى 20 آذار / مارس 2024، وهو الرقم الأعلى منذ العام 2017.
وبالتالي على الرئيس المقبل مسؤولية الحفاظ على هذا النمو، بالإضافة الى مقاومة العقوبات (إجراءات الحصار الأمريكي)، وتأمين أجواء مناسبة لنمو الاستثمارات بهدف خلق فرص عمل جديدة.
الكاتب: غرفة التحرير