يمكننا أن نسمي ليلة الجمعة السبت 27/28 أيلول ليلة "انطلاقة الحرب المفتوحة" بين المقاومة الاسلامية في لبنان ومن ورائها كل المحور، وبين الحلف الإسرائيلي الامريكي. وهي إن تم تحليلها عبارة عن معركة هجومية كاملة بين تكنولوجيا السلاح الفائق الذي يديره التوحش وبين إرادة بيئة المقاومة في مقارعة استخدام السلاح الفائق واستخدام قوة الارادة الفائقة والعزم المجبول بالصبر. فعند الساعة 18:22 من مساء يوم الجمعة 27-9-2024 نفذ تشكيل جوي إسرائيلي عملية اغتيال استهدفت أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ومجموعة من إخوانه في مجمع سكني بحارة حريك مما أدى إلى استشهاده وعدد من إخوانه وتدمير 6 مباني من المجمع السكني تدميراً كاملاً، وبلغ استعداد هذا التشكيل 33 طائرة من جميع الأنواع:
- 12 طائرة من طراز F35I-STRIKE EAGLE أقلعت من قاعدة نيفاتيم الجوية.
- طائرة سطع إلكتروني من نوع غولفستريم المطورة من طراز ORON تابعة للسرب 122 أقلعت من قاعدة رامون الجوية.
- بحماية وتغطية ما لا يقل عن 20 طائرة F15 وF16 أقلعت من عدة مطارات عسكرية صهيونية.
الترتيب والاستعداد والانتشار العسكري الإسرائيلي الحالي في المنطقة الشمالية
على المستوى الميداني البري أعاد الاحتلال الترتيب والاستعداد والانتشار العسكري في المنطقة الشمالية، فقد حل الفرقة 146 وصرف الفرقة 98 كوماندوس وأعاد توزيع وتعديل ترتيب الألوية التابعة للفرق: 210 و36 و91 على الشكل التالي:
الفرقة 210 الاقليمية:
وتنتشر في الجولان وينتشر لواءين قتاليين منها في الجولان هما:
- لواء هاهاريم الاقليمي الذي جرى فيه دمج اللواء الجبلي 810 والذي جرى حله بعد رفع استعداده بتجنيد كتيبة ونصف جديدة (منطقة عملياته شبعا وكفرشوبا).
- لواء 474 الاقليمي (منطقة عملياته من الغجر حتى دير ميماس ).
- لواء الاحتياط التاسع مشاة وجرى نشره في مدينة حيفا ومحيطها لتأمينها.
الفرقة 36 المدرعة:
وتنتشر جنوب غرب محمية كمون انتزع لواء غولاني منها بعدما أصبح لواءً مستقلاً ويتموضع ثلاثة ألوية من الفرقة شمال منطقة استقرار الفرقة على الشكل التالي:
أ – لواء الكوماندوس 89 (عوز) وينتشر على ميمنة الفرقة قرب شلالات بارود جنوب شرق عين الاسد (منطقة عملياته من عيترون مروراً بيارون ورميش).
ب- لواء 35 المظلي وينتشر في قلب الفرقة في محيط مدينة هاراشيم (منطقة عملياته بين رميش ورامية)، حالياً يعمل كاحتياط قتالي للواءين 228 و300.
ت ـ اللواء السابع المدرع: وينتشر على ميسرة الفرقة شرق مستعمرة كيشور (منطقة عملياته من مروحين وحتى الناقورة).
الفرقة 91 الإقليمية:
وتنتشر في بيريا وتتموضع ألويته المقاتلة الثلاثة في الاماكن التالية:
- فوج استخبارات الجمع 869 المعروف بـ "شاحاف" والذي اعيد نشره في "يسود هامعلاه"
- لواء 769 الاقليمي وينتشر في وسط الفرقة بين مستعمرات المنارة وبيت هليل ومرغليوت (منطقة مسؤوليته من كفركلا وحتى بليدا).
- اللواء 300 الاقليمي المعروف بلواء "برعام" وينتشر على ميسرة الفرقة بين مستعمرتي ميتات ونطوعة (منطقة عملياته من بليدا حتى عيتا الشعب) وتتداخل منطقة عملياته مع منطقة عمليات اللواء الكوماندوس 89.
ألوية مستقلة:
- لواء احتياط المشاة السادس المعروف بلواء "ايتزيوني" وينتشر قرب محمية "نخال كتزيف" الطبيعية (منطقة عملياته من مروحين وحتى الناقورة) وتتداخل منطقة عملياته مع اللواء السابع المدرع.
- لواء احتياط المشاة 228 المعروف بلواء "آلون" وينتشر غرب مستوطنة "حرفيش" (منطقة عملياته من يارون إلى عيتا الشعب).
- لواء كوماندوس الاحتياط الحادي عشر المعروف بلواء "يفتاح" (منطقة عملياته من بليدا حتى عين ابل).
- لواء غولاني النخبوي النظامي الأول وينتشر شمال محمية ناحال شعاش الطبيعية (منطقة عملياته من الغجر حتى عين ابل).
- فوج المدفعية 282 وينتشر شمال محمية وغابة كتسرين الطبيعية.
استشراف عام لأيام الحرب الخمسة القادمة:
من المرجح أن تشهد الأيام الخمسة المقبلة تصعيداً خطيراً في الحرب بين حزب الله والكيان الاسرائيلي، ورغم عدم إمكانية التنبؤ بالتفاصيل بدقة، إلا أن التحليل العسكري يشير إلى عدة سيناريوهات محتملة:
حزب الله:
- تكثيف الضربات الصاروخية: من المتوقع أن يواصل حزب الله استهداف العمق الإسرائيلي بصواريخ أكثر دقة وعددًا، مستهدفاً مواقع حساسة مثل المطارات والقواعد العسكرية ومحطات توليد الطاقة والموانئ، بهدف شل الحياة في الكيان وإجباره على وقف العدوان.
- الاعتماد على أسلحة مفاجئة: قد يلجأ حزب الله إلى استخدام أسلحة جديدة لم تكن معروف امتلاكه لها من قبل، مثل طائرات مسيرة أكثر تطوراً أو صواريخ بحرية قادرة على ضرب المنصات الغازية الإسرائيلية في البحر المتوسط.
- فتح جبهات جديدة: قد يقوم حزب الله بفتح جبهات قتالية جديدة من خلال استهداف مواقع إسرائيلية انطلاقاً من الأراضي السورية أو من خلال تكثيف العمليات عبر حدود الجولان المحتل.
إسرائيل:
- تكثيف القصف الجوي والبحري: من المتوقع أن يستمر الكيان الإسرائيلي في قصف الأراضي اللبنانية بشكل مكثف جواً وبحراً، مستهدفا البنية التحتية ومواقع حزب الله ومخازن أسلحته، على الرغم من صعوبة تحديد هذه الأهداف بدقة وتزايد احتمالية وقوع ضحايا مدنيين.
- محاولة الاغتيال المتكررة: من المحتمل أن يواصل الكيان الإسرائيلي محاولات اغتيال قيادات حزب الله عسكرياً وأمنياً، سواء عبر الغارات الجوية أو عبر عمليات خاصة داخل الأراضي اللبنانية.
- الضغط الدولي لوقف إطلاق النار: من المتوقع أن يكثف الكيان الإسرائيلي من اتصالاته الدولية لخلق ضغط على لبنان وحزب الله لوقف إطلاق النار، والقبول بشروط إسرائيلية لإنهاء الحرب.
سيناريوهات محتملة أخرى:
- تدخل أطراف إقليمية أو دولية: لا يمكن استبعاد احتمالية تدخل أطراف إقليمية أو دولية في الصراع، سواء عسكرياً أو سياسياً، سواء لدعم أحد الطرفين أو لفرض وقف لإطلاق النار.
- اتفاق وقف إطلاق النار: قد تنجح الجهود الدولية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، لكن من غير المرجح أن يكون هذا الاتفاق مستداماً في ظل التوتر الشديد وعدم وجود حلول جذرية للأزمة.
وعليه من المرجح أن تشهد الأيام الخمسة المقبلة مواجهات عنيفة وتصعيداً خطيراً في الحرب بين حزب الله والكيان الاسرائيلي، مع تأثيرات كارثية على الوضع الإنساني في لبنان والمنطقة بشكل عام.