حزب الله حركة جهادية مقاومة، وحزب سياسي لبناني يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة، لديه كتلة نيابية وازنة في البرلمان. أُعلن عن تأسيسه عام 1985، وأمينه العام الحالي السيد حسن نصر الله.
حقق انتصارات على كيان الاحتلال الاسرائيلي أهمها تحرير الجنوب عام 2000، تموز 2006، وهزيمة الجماعات الارهابية عام2017. ومن أهم أهدافه مقاومة الاحتلال، تحرير الأرض المحتلة، كما يُعد من أبرز حركات وقوى محور المقاومة.
لعب حزب الله دورا كبيرا في فترة الثمانينات وظهر كقوة مقاومة لبنانية كبيرة تقاتل ضد الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان، وكلل كفاح الحزب بالانسحاب الإسرائيلي عام 2000، مما اكسبه رصيدا كبيرا في الشارع اللبناني، وزاد من التفاف اللبنانيون حوله.
ومنذ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، استمرت المقاومة الإسلامية بالمناوشات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها.
لم يكن استشهاد أمينه العام السابق السيد عباس الموسوي عام 1992 ليُثني الحزب عن اكمال مسيرته بل ازداد اصراراً على إكمال هذه المواجهة، ليستلم القيادة بعده السيد حسن نصرالله، وبالرغم من موجة الاعتقالات والمجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي إلا أنه وجد نفسه مضطراً للتراجع والانسحاب عام 2000.
عام 2004 وبوساطة المانية بين كيان الاحتلال وحزب الله تمت أكبر صفقة تبادل للأسرى بين الطرفين، قام الحزب بمقتضاها بإطلاق سراح رجل أعمال إسرائيلي، وسلَّم رفات ثلاثة جنود إسرائيليين أُسروا في لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول 2000. وفي المقابل أطلقت إسرائيل سراح ما يقرب من 400 معتقل فلسطيني و35 محتجزاً من بلدان عربية أخرى، وأغلبهم لبنانيون، كما سلَّمت رفات 59 لبنانياً قضوا على أيدي جيش الاحتلال، ودُفنوا في فلسطين المحتلة. ومن أبرز الأسرى اللبنانيين ضمن الصفقة الشيخ عبد الكريم عبيد، ومصطفى الديراني، ليتم بعدها عملية تبادل أخرى عام 2008 حيث تم تحرير عميد الأسرى سمير القنطار الذي استشهد فيما بعد أثناء القيام بواجبه الجهادي في سوريا.
انخرط حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية حيث فاز ب12 مقعداً برلمانياً في أول انتخابات برلمانية يشارك فيها في عام 1992 وهو أكبر عدد من المقاعد تفوز به كتلة حزبية منفردة، لتتوسع قاعدته الشعبية أكثر فأكثر في عام 2005 حيث فاز ب14 مقعداً ليشارك في الحكومة لأول مرة ب 3 وزراء، ويكمل نضاله بطريقة أخرى، ويتصدى للعديد من القرارات التي كانت من شأنها أن تنتهك سيادة لبنان على كافة أراضيه، كما يتمتع الحزب بحضور فاعل في انتخابات النقابات وبخاصة نقابتي المهندسين والأطباء، والاتحادات الطلابية والمهنية والعمالية.
بعدما تبين للولايات المتحدة أن أحدا في الداخل لا يستطيع تنفيذ قرار 1501، قررت تكليف إسرائيل بالمهمة وانتظرت الظرف المناسب للتنفيذ، واستغلت أميركا وإسرائيل عملية أسر جنديين إسرائيليين على الخط الأزرق في جنوب لبنان من قبل المقاومة بغية تحرير الأسرى المعتقلين للتبادل، وشنت عدواناً واسعاً على لبنان، ارتكبت خلالها أبشع الجرائم والمجازر بحق المدنيين والأطفال ونذكر في هذا السياق مجزرة قانا حيث استهدف العدو فيها مركزأ لليونيفل كان يضم حوالي 60 شخصاً من الأطفال والنساء ، بالإضافة إلى فشلها في تحقيق غايتها حيث اضطرت لوقف اطلاق النار بعد 33 يوماً كانت تعرضت خلالها لإخفاقات جوهرية وخسائر تكبدتها منذ أسر الجنود، إلى تدمير الدبابات من نوع ميركافا (من أفضل المدرعات في العالم)، إلى تدمير البارجة ساعر (ذات القدرات المميزة عسكرياً في النار والمراقبة والحماية).
عام 2011 ومع بداية الحرب السورية قرر حزب الله المشاركة بشكل مباشر لمنع المجموعات التكفيرية والارهابية من الوصول إلى بيروت، وبالتالي كشف ظهر المقاومة وخطوط امداداتها، فسوريا هي خاصرة المقاومة ولا يمكن أن السماح أن تكون خاصرة رخوة أو مستهدفة وهو الهدف الرئيس للحرب على سوريا، فأرسل الآلاف من المقاتلين إلى جانب الجيش السوري، إضافة إلى خوصه المعارك على امتداد الحدود مع سوريا من عرسال إلى رأس بعلبك حيث اعتبرت هذه العملية ت بمثابة تحرير ثان ، ليكتسب مقاتلوه خبرة قتالية عالية ودقيقة وشاملة في التعامل مع شتى أنواع الهجمات إن كانت حرب عصابات أم حرب شوارع أو حتى ضد جيش نظامي رسمي لأي دولة وهذا ما أثار قلق جيش الاحتلال على الحدود مجدداً وبشكل أكبر.
تمتلك المقاومة الإسلامية وهي الجناح العسكري لحزب الله ترسانة صاروخية قوية ونوعية تطورت شيئاً فشيئاً مع تطور قدرات الحزب العسكرية والسياسية.
ويعجز جيش الاحتلال وأجهزة الاستخبارات العالمية من معرفة حجم وقوة حزب الله العسكرية الحقيقية، ويعتبر الحزب اليوم قوة مؤثرة وفاعلة على الساحتين الإقليمية الدولية، وشريك في رسم التوازنات الإقليمية بحيث لا يمكن استبعاده منها.
الكاتب: غرفة التحرير