طرحت التساؤلات مؤخرًا عن الهدف الحقيقي لإنفاق الولايات المتحدة 500 مليون دولار وتخصيص ألف جندي وبحار أميركي لإنشاء رصيف عائم في قطاع غزة، هذا على الرغم من توافر 6 معابر بريّة إلى القطاع جميعها تقع تحت سيطرة حلفاء مباشرين للولايات المتحدة. فما هي تفاصيل إنشاء الرصيف العائم قبالة شاطئ قطاع غزة؟
جاء الرصيف بناء على خطة (مقترح) مشترك ما بين الإدارة الأمريكية الحالية (الرئيس جو بايدن)، والمفوضية الأوروبية. على أن تتولى الولايات المتحدة الامريكية الشق الخاص ببناء الرصيف، وأن تتولى المفوضية الأوروبية الشق الخاص بإيصال المساعدات. ويأتي المشروع تحت مسمى مبادرة (جلوتس – JLOTS)، هو نظام لوجستي تابع للجيش الأمريكي يُستخدم لتحميل وتفريغ الشحنات والمعدات من السفن في المواقع الساحلية التي تفتقر إلى مرافق الموانئ التقليدية.
- بتاريخ (11.3.2024) تحركت سفينة الدعم اللوجستي (فرانك إس بايسون) من ولاية فيرجينيا إلى شرق البحر المتوسط (أي قبالة شواطئ غزة).
- بتاريخ (25.4.2024) باشرت القوات الأمريكية في بناء السفينة ببناء الرصيف العائم بشكل محاذي للسفينة وبعد أسبوع قامت القوات الأمريكية بنقله إلى ميناء اسدود نظراً لسوء الأحوال الجوية.
- بتاريخ (15.5.2024) قامت القوات الأمريكية بنقل الرصيف العائم إلى منطقته المخصصة من قِبل الاحتلال والتي تقع قبالة منطقة (البيدر: نسبة إلى صالة البيدر) وهي منطقة واقعة على ساحل غزة بين الزهرة ومنطقة الشيخ عجلين.
- الرصيف البحري بموقعه الحالي (قرب صالة البيدر) يظهر وفقاً لصور الأقمار الصناعية قريباً جداً من الخط اللوجستي الذي حمل اسمه الرقم (794) أو (خط نيتساريم) كون الخط جاء بناءه على أنقاض مستوطنة نيتساريم التي انسحب منها الاحتلال في العام 2005.
تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تعاني من معضلة آلية توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية منذ أشهر، محاولة بذلك درء المجاعة وحالة النقص الحاد في الوقود لشاحنات المساعدات، وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان أعلنت فيه رسو الرصيف في مكانه المخصص إنه من المتوقع أن تبدأ الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية في التحرك إلى الشاطئ في الأيام المقبلة لكن الهيئات الإغاثية قالت إنه لا تزال هناك تحديات يتعين حلها.
في هذا السياق، قال بوب كيتشن، نائب رئيس لجنة الإنقاذ الدولية لحالات الطوارئ: "بمجرد وصول الغذاء أو الإمدادات إلى قطاع غزة، سواء كان ذلك من الرصيف أو نقاط العبور (يقصد معبر رفح)، فإن القطاع لا يوجد فيه أمن ولا يوجد وقود"، كذلك أكدت الأمم المتحدة بشدة أن الوصول البحري ليس بديلاً عن البر، الذي يجب أن يظل محور عمليات الإغاثة في غزة. ومنذ فترة طويلة، اشتكت الأمم المتحدة ومجموعات المساعدات من الأخطار والعقبات التي تواجهها في توزيع المساعدات في غزة. وقد فقدت الأمم المتحدة حتى الآن 191 موظفًا.
وفقاً لما تشير له تقارير فإنه سيتم بناء رصيفين عائمين أحدهما على بعد عدة أميال قبالة الشاطئ خارج غزة، في حين سيتم دفع الآخر إلى الشاطئ، الذي يسمى رصيف ترايدنت، أو الجسر إلى شاطئ غزة وربطه به. وسيتم استخدامهما معاً لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفقاً للمصادر من المتوقع في البداية أن تمر حوالي 90 شاحنة محملة بالإمدادات عبر الجسر كل يوم وتشق طريقها إلى غزة. وعندما تصل العملية إلى طاقتها الكاملة، فإن ما يصل إلى 150شاحنة سوف تشق طريقها إلى غزة يوميًا.
وصلت بتاريخ 18-5-2024 الحمولة الأولى من المساعدات الغذائية عبر الرصيف البحري، حيث إنه في الأسبوعين السابقين، تباطأت دخول المواد الغذائية والوقود إلى غزة إلى مستويات منخفضة بشكل خطير - حيث لم تدخل غزة سوى 100 شاحنة من المساعدات يومياً، أي أقل بكثير من 600 شاحنة مطلوبة يومياً لمواجهة خطر المجاعة، في ظل استمرارية العملية العسكرية في رفح واغلاقها لمعبر رفح.
ضمن هذا الإطار، قال السكرتير الصحفي للبنتاغون رايدر أن "هذه العملية معقدة وتتطلب تنسيقاً مع العديد من الشركاء، حيث ان هذا الجهد يتطلب دعم المجتمع الدولي بقيادة الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي وجمهورية قبرص ودول شريكة أخرى. (ملاحظة: لم تشارك الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي في أي أعمال مشابهة).
الكاتب: محمد حُسني