كثر في الآونة الأخيرة تهجم العديد من السياسيين اللبنانيين، على حل مشكلة البنزين في لبنان، من خلال استقدام البنزين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد طلب الدولة اللبنانية ذلك، لقاء الدفع بالليرة اللبنانية. وقد طرح هذا الحل مرات عدة، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي أكدت إيران مراراً بأنها موافقة على تنفيذه. ويدعي هؤلاء السياسيين بأن إيران لن تستطيع الالتزام بذلك لأمها من مستوردي هذه المادة أصلاً، فكيف لها أن تعطينا ما لا تنتجه أصلاً، وعندها بأي كلفة سيكون ذلك. وهم من خلال هذا الهجوم ينفذون المصالح الإمريكية من جهة، والتي تقتضي زيادة الضغوط الاقتصادية على اللبنانيين، ولتوفير الدعم للشركات المحتكرة من جهة أخرى.
ولهذا الأمر قمنا بالبحث للتأكد من صحة هذا الادعاءات، وتبين لنا التالي:
1_أن إيران منذ العام 2018، تمكنت من تحقيق الاكتفاء الذاتي لإنتاج المحروقات بما يؤمن حاجة السوق الداخلية، بالإضافة إلى استطاعتها القيام بتصدير الفائض. وقد استطاعت من تحقيق هذا الإنجاز من خلال مهندسيها وطاقاتها الذاتية، رغم الحصار المطبق عليها، والمفروض من قبل الدول التي يناصرها جعجع، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
2_ تنتج 110 ملايين ليتريوميا مقابل استهلاك بمعدل 75 مليون ليتريوميا، ما يعني توفير فائض 35 مليون ليتر(حاجة لبنان اليومية 10 ملايين ليتر).
3_ البنزين الذي تنتجه إيران يتمتع بمواصفات قياسية تفوق المواصفات الأوروبيةEuro5)).
4_ هناك 10 مجمعات كبرى لتصفية وتكرير النفط والغاز في إيران، منشأة مصفاة "نجمة الخليج الفارسي" تنتج لوحدها يومياً ما يفوق 41 مليون طن. مع الإشارة الى أنها افتتحت عام 2018.
5_ من أهم أسباب التي كانت تدفع إيران للاستيراد سابقاً هو التهريب، الذي كان يحصل بكميات كبيرة الى البلدان المجاورة، بسبب سعر البنزين المتدني جداً فيها.
6_ تقوم إيران بتصدير البنزين إلى سوريا وفنزويلا بمعدل شهري ثابت يقدر ب 6 ناقلات.
7_ تشكّل الصين والعراق والإمارات وأفغانستان وتركيا، أهم الأسواق المستهدفة لتصدير البنزين الإيراني.
8_ بلغت قيمة صادرات البنزين خلال 7 أشهر فقط من العام 2020 أكثر من 1.4 مليار دولار.
منشأة "نجمة الخليج الفارسي"
تعتبر هذه المنشأة من أهم إنجازات إيران على هذا الصعيد، فهي تحتوي على أكبر مصفاة للغاز المسال بالعالم، وتقع في مدينة بندر عباس (أي بالقرب من مضيق هرمز)، وتلعب دورًا استراتيجيًا مهماً في إنتاج الطاقة. فبعد تدشينها عام 2018، تمكنت إيران من التحول لأول مرة من دولة مستوردة للبنزين إلى دولة مصدّرة له.
وتمّ استحداث منشأة "نجمة الخليج الفارسي" النفطية والغازية الكبيرة، بهدف مواصلة استخراج الغاز من حقل "بارس" الجنوبي، وضمان بلوغ إيران مرحلة الاكتفاء الذاتي، في مجال توفير المشتقات النفطية والمكثفات الغازية الحيوية كالبنزين والديزل، بأفضل المواصفات العالمية.
الكاتب: غرفة التحرير