بعد قرار إلغاء مسيرة الأعلام التي كان من المقرر إجراؤها اليوم الخميس، وبعد اجتماع للمجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر (الكابينت) تقرر تأجيل المسيرة إلى يوم الثلاثاء القادم الذي يصادف اليوم الثاني بعد قسم اليمين للحكومة الجديدة التي من المفترض أن تكون قد تشكلت برئاسة نفتالي بينيت.
وبعيد الاجتماع قال رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو "لن نخضع لحماس. أنا أعتقد أنه يجب علينا إقامة المسيرة. هذا لا يهدف إلى تخريب الحكومة، خلافاً لما يقال". هذا القرار اعتبرته صحيفة هآرتس في افتتاحيتها هديةً مسمومةً قدمها نتنياهو لبينيت، من المتوقع أن تنفجر في وجه حكومته المقبلة وأنها ستشعل فتيل التوتر من جديد.
النص المترجم:
بعد إعلان رئيس الكنيست عقد جلسة لأداء الحكومة الجديدة اليمين يوم الأحد المقبل، قرر رئيس الحكومة تقديم أول هدية مسمومة إلى حكومة التغيير- فقد قرر المجلس الوزاري المصغر أمس إجراء مسيرة الأعلام يوم الثلاثاء، أي بعد يومين من أداء الحكومة اليمين.
مسيرة الأعلام يجب ألّا تقام أبداً في هذه الفترة المتوترة - ليس ضمن مخطط حذر وآمن، ولا ضمن مخطط استفزازي. لكن في دولة تديرها مجموعة من مفتعلي إشعال الحرائق توضع الاعتبارات الموضوعية جانباً لمصلحة استفزازات لا ضرورة لها.
القائد العام للشرطة كوبي شبتاي وقائد إقليم القدس دورون ترجمان ومسؤولون آخرون رفيعو المستوى في المؤسسة الأمنية أظهروا مسؤولية وطنية عندما أحبطوا محاولات حزب الصهيونية الدينية ومنظمات اليمين إقامة المسيرة يوم الخميس، ومرورها بالقرب من بوابة نابلس وفي الحي الإسلامي في القدس، لتشتعل الأرض من جديد. لكن بدلاً من الاستماع إلى الجهات المهنية، أمر نتنياهو ووزير الأمن الداخلي أمير أوحنا شبتاي بتقديم مخطط بديل تمر به المسيرة، بحيث يكون من الممكن القيام بها.
يجب ألّا نخطىء، ليس هناك خلاف موضوعي مع القائد العام للشرطة وقائد إقليم القدس بشأن الوقائع. يعرف نتنياهو جيداً سبب رفض شبتاي وترجمان الموافقة على مخطط المسيرة المضطرب. كل عاقل يدرك - وكم بالأحرى رئيس حكومة إسرائيل- أن المسيرة يمكن أن تؤدي إلى تصعيد أمني وتجدد إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ونشوب اضطرابات في المدن المختلطة. لكن بالنسبة إلى نتنياهو والمشجعين له، فإن هذا كله لا يشكل سبباً لإلغاء المسيرة بل لإجرائها. ليس هناك طريقة أُخرى لرؤية ما يجري: رئيس حكومة إسرائيل ووزير الأمن الداخلي يقفان مع العنصريين من الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
ورد في القرار الذي اتخذه أمس المجلس الوزاري المصغر: "أعطى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أهمية كبيرة للتوصل إلى اتفاق واسع بشأن إجراء المسيرة". لا يمكن أن نرى في هذا القرار سوى محاولة لئيمة من نتنياهو لإفشال الحكومة الجديدة في أيامها الأولى. يفترض نتنياهو أن الذي حل محله نفتالي بينت الذي يتعرض أيضاً لهجمات شديدة من العناصر القومية، سيكون من الصعب عليه إلغاء المسيرة. وحقيقة أن تعقيد وضع الحكومة يمكن أن يُلحق ضرراً حتمياً بالإسرائيليين لا تدخل ضمن اعتبارات نتنياهو. هو يسعى فقط لإيذاء هؤلاء الذين تجرأوا على إنهاء حكمه المدمر.
بعكس رغبات نتنياهو اليائسة، نأمل بأن يُظهر بينت وشركاؤه في الائتلاف زعامة حقيقة، وأن يتجنبوا الفخ الذي نُصب لهم. وهذا سيكون الاختبار الجدي الأول لحكومة التغيير.
المصدر: صحيفة هآرتس