شنت قوى العدوان الأمريكي الإسرائيلي أو على الأقل طرف واحد منهما، عملية اعتداء جوي ضد العراق، استهدفت قاعدة ً تستخدمها القوات المسلحة العراقية: الجيش والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية. وقد أدى الهجوم الجوي الى وقوع انفجار ضخم في مركز قيادة بالقاعدة، ما أدى الى ارتقاء شهيد من عناصر الحشد الشعبي فيما أصيب 8 آخرون.
وبحسب بيان للجيش العراقي، فإن الاعتداء وقع في الساعة الواحدة قبيل فجر اليوم (20/04/2024)، وتبع الانفجار حريق داخل القاعدة التي تقع شمالي محافظة بابل على الخط الدولي. وكشف الجيش بأنه تم "تشكيل لجنة فنية عليا مختصة من الدفاع المدني والصنوف الأخرى ذات العلاقة لبيان أسباب الانفجار والحرائق في موقع ومحيط منطقة الحادث".
لذلك كل الترجيحات تشير إلى ان إسرائيل هي الجهة الأكثر استفادةً من هذه العملية، كونها ستتيح لها بعض الشيء، محو آثار عمليتها الانتقامية الفاشلة في أصفهان (التي حصلت فجر 19/04/2024). ولأنها القادرة على تنفيذ هكذا اعتداء دون أن يتم كشفها من قبل وحدات الدفاع الجوي العراقي، عبر استخدام طائرات F-35 الشبحية أو ربما عبر طائرات دون طيّار.
وقد تفقد رئيس هيئة أركان الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي "أبو فدك"، موقع الانفجار في بابل في أول ساعات الحادث، مثلما أظهرت الصور المتداولة له، والتي بيّنت أيضاً بأن الحفرة التي خلفها الانفجار عميقة جداً، مما يعزّز فرضة العدوان الإسرائيلي.
المقاومة الإسلامية في العراق تردّ
وفي رد على ما وصفته المقاومة الإسلامية في العراق ببيانها بـ"انتهاك العدو الصهيوني للسيادة العراقية في استهدافه الغادر لمعسكرات الحشد الشعبي"، استهدف مجاهدوها بواسطة الطائرات دون طيّار، هدفًا حيوياً في إيلات في فلسطين المحتلة. وأكّدت المقاومة العراقية في بيانها، على استمرارها في "دكّ معاقل الأعداء استكمالاً للمرحلة الثانية لعمليات مقاومة الاحتلال، ونصرة اهلنا في غزة".
وبحسب ما ورد في مصادر إعلامية، فإن الهدف الحيوي الإسرائيلي في إيلات، هو القاعدة الجوية "عوفدا"، التي تبعد عن العراق أكثر من 476 كم، والتي يتمركز فيها السرب 115 في جيش الاحتلال الإسرائيلي والذي يتكون من طائرات مقاتلة F-16 ومروحيات.
بيان حركة حماس
وأدانت حركة حماس هذا الاعتداء في بيان لها، واصفة إياه بـ"العدوان الغاشم"، والذي عدّته اعتداءً وانتهاكاً لسيادة العراق وأمنه، وتجسيداً للهمجية الصهيونية التي توسع عدوانها باستمرار على كل المنطقة.
كما حملت الحركة إدارة الرئيس الأمريكي بايدن مسؤولية التصعيد في المنطقة، عبر "إمدادها ودعمها لحرب الإبادة النازية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ونجدّد تأكيدنا بأن المنطقة لن تشهد استقراراً أو سلاماً إلا بإنهاء الاحتلال الصهيوني لأراضينا الفلسطينية والعربية المحتلة".
ما هي قاعدة كالسو؟
قاعدة كالسو هي منشأة عسكرية تقع في محافظة بابل على بعد حوالي 32 كم من العاصمة العراقية بغداد، وتبعد عن فلسطين المحتلة أكثر من 833 كم. ويتمركز فيها مجموعات تابعة للحشد الشعبي (الذي يستخدم القاعدة كمقر للعمليات في المنطقة ويقوم بتخزين الأسلحة والعتاد فيها) والجيش والشرطة الاتحادية. وقد شغلتها سابقاً قوات الاحتلال الأميركي (التي كانت تُطلق على المنطقة التي تتواجد فيها هذه القاعدة مثلث الموت لكثرة عمليات المقاومة العراقية فيها وقتذاك)، قبل أن تنسحب منها في 11 كانون الأول / ديسمبر 2011، كجزء من عمليات انسحابها من البلاد.