توالت التحليلات الأميركية والإسرائيلية حول الهجوم الذي شنّته إيران على كيان الاحتلال يوم 14 نيسان 2024، تحت اسم عملية "الوعد الصادق" الذي سيحفر عميقاً في وعي "إسرائيل" على غرار يوم 7 تشرين الأول، وفتح باباً لمرحلة جديدة من الصراع مع الكيان المؤقت، في ظل تأكيد القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية على وجوب الرد في الزمان والمكان المناسبين.
التحليلات الإسرائيلية: حدث غير مسبوق
من أبرز ما جاء في الصحف ومراكز الأبحاث الإسرائيلية:
- حرب الطائرات من دون طيار: اعتبرت صحيفة Jpost أن "قرار إيران باستخدام الطائرات بدون طيار لاستهداف إسرائيل في 13 أبريل/نيسان، يرفع الستار عن حقبة جديدة من حرب الطائرات بدون طيار"، وأضافت" إنه عصر حروب الطائرات بدون طيار الإيرانية، وأصبحت إسرائيل الآن هدفًا متزايدًا".
- دعوة للاستيقاظ من المخاطر التي تشكلها إيران: قال آفي ميلاميد، مسؤول المخابرات الإسرائيلية السابق والمتخصص في الشؤون العربية، إن الهجمات كانت بمثابة دعوة للاستيقاظ من المخاطر التي تشكلها إيران.
- الرد الإسرائيلي سيؤدي إلى تصعيد خطير: أعتبر معهد INSS الإسرائيلي أن "الكرة الآن في ملعب إسرائيل، والرد على أحداث الليلة الماضية سيحدد ما إذا كنا نتجه نحو تصعيد خطير أم أننا سننهي الدورة الحالية"، وختم التقرير واصفاً خطورة الحدث بأنه " حدث غير مسبوق قد يستدعي رداً شديداً لمنع مثل هذه الأحداث في المستقبل ولرسم خط في الرمال لإيران حتى لا تكرر رداً مماثلاً مرة أخرى. ومع ذلك، فإن أي هجوم على إيران يزيد بشكل كبير من احتمال نشوب صراع إقليمي، ويمتد إلى ما هو أبعد من مجرد سيناريو إسرائيل ضد إيران. ولذلك، سيكون من المستحسن تنسيق أي رد مع الإدارة الأمريكية". أما "عساف رونل" - محلل إسرائيلي وكاتب سابق في صحيفة هآرتس، فقد أعتبر أن "المساعدات الدولية التي تلقيناها لم تكن من باب اللطف أو بسبب حبهم لنا أو كرههم لإيران. لقد فعلوا ذلك لتجنب حرب إقليمية شاملة".
إضافة إلى ذلك، أشارت العديد من الصحف أن إسرائيل خرجت من عزلتها الدولية نتيجة الهجوم الإيراني الذي أعاد النظر إلى الكيان باعتباره في موقع دفاعي ويتعرّض للتهديد، فيما رأى آخرون أن الضربة تعكس تجنّب إيران للحرب الإقليمية. وانتقد أحد الكتاب "صمت القيادة الفلسطينية" على الضربة التي تعرضت لها الكيان.
التحليلات الأميركية: التنسيق مع حلفاء إسرائيل
كتب ديفيد ماكوفسكي - مدير برنامج العلاقات العربية الإسرائيلية في معهد واشنطن: "عندما يتم سرد القصة كاملة، سيفهم الناس أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا تخططان لهذا اليوم خلال الأيام العشرة الماضية بعد الضربة الإسرائيلية". وأضاف "تنسيق ممتاز بين الولايات المتحدة وإسرائيل وسط هجمات الطائرات بدون طيار وصواريخ أرض-أرض. العشرات إن لم يكن الكثير من الطائرات في الجو في نفس الوقت بالإضافة إلى طبقات متعددة من الدفاع الجوي. هذه عملية سنتذكرها لفترة طويلة!". وفي سياق آخر، أعتبر الكاتب أنه ثبت التعاون مع حلفاء إسرائيل الذين وقفوا إلى جانبها مثل الولايات المتحدة وبريطانبا والأردن وأشار إلى الدور العربي بشكل ضمني خلف الكواليس.
ووصف الهجوم الإيراني أهرون بريجمان، الخبير في جامعة كينجز كوليدج في لندن، بأنه "حدث تاريخي" مضيفاً "لقد جلبت حرب الظل الطويلة التي تخوضها إيران ضد إسرائيل إلى العلن. ولا توجد لدى الخصمين قنوات اتصال مباشرة، الأمر الذي قد يؤدي إلى حسابات عسكرية خاطئة خطيرة".
أظهرت العديد من التحليلات الأميركي أيضاً سردية تقلل من أهمية الهجوم الإيراني، ورأت أن إيران فشلت في تحقيق أهدافها. حتى أن التصريحات الرسمية تشيد بتصدي إسرائيل وإحباط الهجوم الإيراني. مما يشير إلى أن الأميركي يريد القول لإسرائيل أن الهجوم تم التصدي له بفعالية ولا داعي للرد خوفاً من توسيع رقعة المواجهة في الشرق الأوسط.
كان يوم 14 نيسان، حدث مهيب على الإسرائيليين وتجاوز الحدود المرسومة سابقاً، باعتباره أول هجوم إيراني على الأراضي الإسرائيلية، وانعكس ذلك على آراء الكتّاب الأميركيين والإسرائيليين، من جانب اعتباره حدثاً تاريخياً وخطير على المنطقة، ومن جانب آخر تعمّدت الصحف التقليل من حجم الرد واعتباره لم يحقق أهدافه. لكن يترقّب الجميع إلى خطورة الرد الإسرائيلي القادم على منطقة الشرق الأوسط، وما سيتبعه من ردود متبادلة قد يفتح المجال إلى حرب كبرى في المنطقة.
الكاتب: غرفة التحرير