"نحذر من اقتراب مسيرة الأعلام الإسرائيلية من مدينة القدس والمسجد الأقصى... أرجو أن تصل هذه الرسالة واضحة حتى لا يكون يوم الخميس مثل يوم 11 أيار... نقول للوسطاء بشكل واضح، إنه آن الأوان للجم هذا الاحتلال، وإلا فالصواعق ما زالت قائمة"، بهذه العبارات هدد نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية كيان الاحتلال بعد دعوة الجماعات اليمينية إلى "مسيرة أعلام" جديدة في القدس المحتلة يوم الخميس القادم.
هذه التهديدات أتت بمثابة صفعة لسلطات الاحتلال لتذكرهم بالضربات الصاروخية للفصائل الفلسطينية التي جاءت بعد عدم التزام الكيان بشروط المقاومة والتراجع عن قراره؛ ما تسبب بإلغاء المسيرة الأولى التي كان من المقرر اجراؤها في العاشر من شهر أيار الماضي. ويمكن القول ان تأجيل أو إلغاء المسيرة هو ترجمة فعلية لانتصار المقاومة في معركة "سيف القدس" الأخيرة.
تعارض في آراء الداخل الإسرائيلي
وكان المنظمون للمسيرة قد طالبوا في إعلان رسمي بـ "توحيد القدس إلى الأبد، وبضرورة العودة للسير في شوارع القدس برأس مرفوع مع أعلام إسرائيل يرافقها الرقص والغناء من أجل أرض صهيون والقدس"، الأمر الذي اعتبره وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس -أبرز المعارضين للمسيرة- مضرًا بأمن الكيان واستقراره "تنظيمها في الوقت الحالي يمكن أن يضر بإجراءات سياسية ويجر المنطقة إلى حالة أخرى من التوتر"، لينتقده رئيس حزب الصهيونية المتدينة بتسلئيل سموتريتش بقوله "غانتس جبان ويرضخ للإرهاب".
في السياق نفسه أكد عضو الكنيست رام بن براك أن "مسيرة الأعلام المخطط لها في القدس يوم الخميس المقبل، ما هي إلا محاولة أخرى لتأجيج نار التصعيد بغية إحباط تشكيل الحكومة الجديدة... وان جهات يمينية متطرفة تقف وراء هذه المبادرة"، مشددًا على "إنها ليست مسيرة الأعلام إنها مسيرة أعواد الثقاب". الأمر الذي أكد عليه رئيس حكومة الاحتلال السابق ايهود باراك " مسيرة الأعلام المخطط له يبدو على أنه محاولة لإشعال العنف مرة أخرى في توقيت حساس... لا يجب الوثوق في هذا التوقيت بمن يسكن في بلفور (نتنياهو) وبأوحانا (وزير الأمن الداخلي)".
في الجهة المقابلة استنكرت الجماعات اليمينية قرار إلغاء المسيرة واعتبرته خضوعًا واستسلامًا لحركة حماس، ما عبر عنه رئيس كتلة الليكود البرلمانية في تغريدة له على حسابه على تويتر "خضوع للإرهاب"، وفي تغريدة أخرى قال بتسلئيل سموتريتش "بينما نخوض جدلا حول طابع الحكومة التي سنشكلها، تبين أن يحيى السنوار هو الذي يدير الأمور في إسرائيل؛ وهذا يجلب العار والخجل... من حق الشعب الإسرائيلي أن تكون له قيادة قوية تستحق ثقة الشعب".
وتجدر الإشارة إلى أن المسيرة كان من المقرر أن تمر من باب العامود، أحد أبواب القدس القديمة، عبر شوارع البلدة، وصولاً إلى حائط البراق، الذي يُطلق عليه المستوطنون اسم "حائط المبكى"، حيث ستقام صلاة جماعية. و يترقب المنظمون للمسيرة الاجتماع الذي سيعقده المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) بعد ظهر اليوم الثلاثاء لمناقشة البدائل الممكنة لها.
الكاتب: غرفة التحرير