"سأعود إلى منزلي مشيًا على الأقدام بعد هذا اللقاء وأمام غانتس 60 دقيقة لاتخاذ القرار وتجهيز طائراته... لن يرمش لي جفن"، بهذه العبارة اختتم رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار مؤتمره الصحفي الأول بعد معركة "سيف القدس"، متحديًا بذلك وزير الحرب الإسرائيلي بني غانتس الذي هدد بعيد وقف إطلاق النار، الجمعة الفائت قائلاً "لا ضمانة بألا يتعرض السنوار أو محمد الضيف قائد كتائب القسام للاغتيال".
الصحافة العبرية تهاجم قادة الاحتلال
طيلة الـ 11 يومًا من العدوان الذي شنته قوات الاحتلال على قطاع غزة ومحيط القدس المحتلة، لم تهدأ الطائرات الإسرائيلية في حركاتها سعيًا لتحقيق طليعة بنك أهدافها وهو اغتيال كل من السنوار والضيف، وذلك بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل.
وكان الجنرال الإسرائيلي أمير أفيفي، قد انتقد فشل قوات الاحتلال في اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه في حال لم تستطع القوات من اغتيال كلا المسؤولين خلال هذه المعركة، فإنها "لن نستطيع القيام بذلك مستقبلاً، وسنظهر بأننا هُزمنا أمام أعدائنا الآخرين، وإذا ظهرنا بمظهر الضعفاء فإن ذلك سيعني حرباً في جبهة أخرى، لأننا سنكون قد فقدنا الردع".
وتعقيبًا على الخطوة التي قام بها السنوار أمس بعد مؤتمره الصحفي، هاجمت الأوساط الاعلامية العبرية قادة الاحتلال، حيث اعتبرت وسائل اعلام عبرية أن ما فعله السنوار هو صفعة قاسية على وجه "إسرائيل"، مشككة بقدرة قيادة الاحتلال على اغتياله: "أين جنرالات إسرائيل يشرحون ويفسّرون لنا ما يحدث؟". وكانت صحيفة "إسرائيل هيوم" قد أشارت إلى أن السنوار استهزأ بوزير الحرب الإسرائيلي "زعيم حماس في غزة يواصل الاستهزاء بوزير الدفاع بيني غانتس، وتهديداته"، في الوقت الذي لفت الصحفي دايان إيلماس إلى لا مبالاة السنوار بالتهديدات الاسرائيلية "كما وعد في المؤتمر الصحفي، عاد السنوار اليوم إلى منزله سيرا على الأقدام، مُتحديا أي جرأة على اغتياله".
السنوار يحضر بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي
ما فعله رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار أمس، أقل ما يقال عنه بأنه "عرض ثوري" أدهش الإسرائيليين بل وأثار جنونهم، لكنه في المقابل لاقى ترحيبًا واسعًا من قبل جمهور المقاومة داخل وخارج فلسطين، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات ظهر فيها السنوار ومرافقوه في شوارع قطاع غزة وبين الناس.
لقد أعطى السنوار قادة الاحتلال الذين ينتهجون دومًا سياسة التهديد باغتيال قادة المقاومة، موعد خروجه من المؤتمر الصحفي، وأخبرهم بأنه سيتجول في الشوارع مدة نصف ساعة أو ما يزيد، إضافة إلى إخبارهم بذهابه إلى بيته الجديد الذي تعرف "إسرائيل" موقعه، قائلاَ لهم "تفضلوا اغتالوني إن كنتم تملكون الجرأة"، ليسير على مهل وببطء في الشارع ويلقي التحية والسلام على أهالي غزة عن قرب وينجح في التحدي.
لقد كشف هذا "العرض الثوري" عن عدة أمور:
أولا: أن معركة "سيف القدس" أفرزت توازن ردع أتاح للسنوار أن يمشي في الشارع متحديا قادة كيان الاحتلال، والذي برز جليًا بقول السنوار "ضربنا القدس أولاً ليعلم قادة الاحتلال أن للأقصى رجالاً يحمونه، وأننا مستعدون أن نضحي بالغالي والنفيس من أجل الأقصى والقدس والشيخ جراح".
ثانيا: أوضح السنوار بذلك أن معركة "سيف القدس" قلبت المعادلة، حيث الكيان الاسرائيلي هو المردوع بعد أن هدد بالاغتيال ثم اكتشف أنه غير قادر على تنفيذ تهديداته بقوله "لم يكن هناك اتفاق بل وقف إطلاق نار متزامن ولنترك الأمور تتفاعل".
ثالثا: إن اي خرق للتوازن الذي أحدثته معركة "سيف القدس" سيؤدي لاندلاعها من جديد، وهذا يعني أن المقاومة في غزة قادرة على استئناف المعارك فورًا، وأن بنيتها الأساسية لم تتضرر، حيث أعلن في المؤتمر أنه "لن ينقضي هذا العام والمشاكل الناجمة عن الحصار مستمرة، وسنحرق الأخضر واليابس حتى نحسن من حياة شعبنا، ولن يمر هذا العام ومشاكل قطاع غزة قائمة بسبب الحصار، سنحرق الأخضر واليابس حتى نخرج شعبنا من هذه الضائقة".
الكاتب: غرفة التحرير