يعتبر العراق من أخطر الساحات على كيان الاحتلال الإسرائيلي، التي لطالما سعت حكوماته خلال السنوات الماضية، إلى تقسيم العراق من خلال اتباع أي أسلوب يضمن لها ذلك. وهو ما عبّر عنه وزير حربها الأسبق "أفيغدور ليبرمان" في العام 2016، بقوله إنه من أهم ما يمكن للعالم أن يستنتجه من النزاعات التي تدور في المنطقة، هو ضرورة تقسيم العراق وسوريا.
وقبلها بسنوات، قدم العديد من الخبراء "الإسرائيليين" مذكرة لرئيس حكومة الاحتلال وقتها "إيهود أولمرت"، والتي تضمنت ضرورة أن يضغط الكيان بقوة على الولايات المتحدة، لمنعها من الانسحاب قبل تفتيت وحدة العراق الجغرافية، لما له من تأثير على تحقيق أهدافها في المنطقة. وتضمنت تلك المذكرة إشارة مهمة وذات دلالة، تكشف لنا مدى اهتمام الكيان بالعراق، وأن كل ما يتعرض له من تداعيات وأحداث، سيكون للكيان دور أساسي حتماً. فقد أشار الخبراء أن لغياب العراق عن الخارطة السياسية (عبر الكونفدرالية التي تقسمه الى ثلاث أقاليم مثلاً) سيشكل أحد العوامل في تقليص المخاطر الاستراتيجية ضد "إسرائيل".
الشيخ الخزعلي يكشف تفاصيل خطيرة
كما في كل إطلالات أمين عام عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، التي يكشف فيها عن معلومات خطيرة جداً، كانت إطلالته الإعلامية الأخيرة. فقد كشف في هذه المقابلة عن دور وساحات عمل جديدة، لجهاز استخبارات "الموساد" في العراق. ومن أبرز ما تم كشفه:
_الموساد يعمل على اغتيال شخصيات من كتائب حزب الله وسرايا السلام، من اجل الفتنة بينهما ودفعهم نحو الاقتتال الداخلي.
_ تواجد الموساد في العراق، أكبر بكثير من توقعات البعض كماً ونوعاً، حيث يتواجدون مباشرة في محافظات مثل الأنبار والبصرة والنجف وغيرها. فلم يعد وجودهم يقتصر فقط على كردستان، بل صاروا متواجدين بأنفسهم في أكثر من محافظة.
_ هذا التواجد في مدينة الانبار مثلاً، يتم عبر واجهات كثيرة كمنظمات المجتمع المدني، أو من خلال شركات تجارية. ويتحركون بحرية من خلال حيازتهم لجوازات سفر أجنبية مزورة.
إقليم كردستان ساحة نشاط دائم
لكيان الاحتلال علاقة قديمة بالإدارة المحلية في إقليم كردستان، فمنذ الستينيات هناك علاقات سياسية وعسكرية واستخباراتية بين الطرفين، خلال عهد "مصطفى البرزاني". ثم تطورت هذه العلاقة لاحقاً، ليصبح الكيان في المرتبة الأولى من الدول، التي تستورد النفط الخام من إقليم كردستان العراق، حيث كشف عن هذا الأمر الشركة الأمريكية "كليبير داتا" عام 2017.
فعلى صعيد التعاون والتنسيق الاستخباراتي، فإن للموساد وجود منذ الستينيات، وتطورت هذه العلاقة خصوصاً، بعد احتلال العراق عام 2003.
أما أبرز أشكال وجود الموساد في الإقليم:
_ شركات أمنية تشارك في بناء أنظمة أمنية للمنشآت المختلفة، وتقوم باستيراد المعدات التكنولوجية من الكيان. وقد تم الكشف عن مشاركة لخبراء إسرائيليين في بناء أنظمة الأمن الخاصة بمطار أربيل.
_ كما أن العمل في الإقليم يمثل هدفاً، لكل المسؤولين العسكريين والأمنيين السابقين في الكيان، الذين يتقاعدون رسمياً ويريدون توظيف خبراتهم تجارياً من أجل الكسب المادي.
_ شركات تجارية متنوعة حتى في مجال الأدوات المنزلية والسياحية، ليكون الإقليم مركز عبور لهم إلى المناطق العراقية المختلفة.
ومن أهم الحوادث التي كشف عنها سابقاً، لدور الموساد في داخل العراق، هي بعد انكشاف فضيحة تعذيب معتقلين في سجن أبي غريب. حينها قامت المسؤولة الأمريكية عن السجن الجنرال" جانيت كاربينسكي" بالتصريح خلال التحقيق معها، أنها تعرفت مرة واحدة على أقل على سجين عرف عن هويته بأنه إسرائيلي. فعقب الحرب الأمريكية عام 2003، انصب جهد "الموساد" الرئيسي على البحث عن خبراء المخابرات العراقية، الذين كانوا متخصصين بالشئون "الإسرائيلية"، بالإضافة الى البحث عن العلماء العراقيين في مختلف المجالات لاغتيالهم، وقد جرى اغتيال الكثير منهم حينها.
الكاتب: غرفة التحرير