استقال العديد من المسؤولين رفيعي المستوى من فريق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري وهو المسؤول عن وحدة المعلومات أو الدعاية الإسرائيلية، المعنية ببناء السردية الإعلامية للجيش وهي من الوحدات التابعة له. وذكرت القناة 14 الإسرائيلية - المقرّبة من اليمين الإسرائيلي المتطرّف - أن "الرجل الثاني في فريق دانييل هاغاري، موران كاتس، إلى جانب العديد من المسؤولين رفيعي المستوى قدّموا استقالاتهم على ضوء الصراع في غزة".
الاضطراب داخل وحدة المعلومات
سلطت التقارير الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة الضوء على الخلافات العميقة بين الحكومة والجيش فيما يتعلق بإدارة الحكومة للحرب وإستراتيجيتها بعد الحرب في غزة. الاستقالات الجماعية جاءت نتيجة احتجاج ضباط على أمور تشغيلية وشخصية، مما يعكس حالة من الاضطراب في دائرة الإعلام التي يديرها هاغاري.
بالإضافة إلى ذلك أعلن آخرون تقاعدهم من الجيش رغم استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة ومن بين المتقاعدين، الرجل الثاني في الوحدة "الكولونيل" بوتبول، واللفتنانت ريتشارد هيشت، الذي وصف بأنه رجل مخضرم ومنظم للغاية وهو المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لشؤون الإعلام الأجنبي. وبرروا موقفهم بأن "الأمور لم تسر على ما يرام على المستويين المهني والشخصي". كما استقال المقدم ميراف جرانوت ستولر بعد عدم ترقيته، وكان هذا هو الحال أيضاً مع المقدم تسوبيا موشكوفيتش.
تعيين هاغاري داخل وحدة المعلومات
قبل تعيين هاغاري متحدثاً باسم الجيش، كان الأخير يتولى قيادة وحدة "الشيطيت 13"(وحدة كوماندوز بحرية التابعة للبحرية الإسرائيلي)، كما عمل أيضاً، مساعداً لرئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت، بالإضافة إلى عمله أيضاً مع الفريق الأساسي للوزير بيني غانتس، ولفتت "القناة 14"، تقرّب الفريق المستقيل، من آيزنكوت وغانتس. ومن الجدير ملاحظة أن هاغاري تم تعيينه من القيادة العليا، دون أن يخدم في أي منصب من هذا القبيل في الوحدة، وأتى من خارج الوحدة لأول مرة في تاريخها. لكن هذا في حد ذاته ليس أمراً نادراً، لكنه بالمقابل، يبدو أنه كان السبب في استقالة العديد من كبار المسؤولين في وحدته.
الخطاب الإعلامي لهاغاري
يبدو هاغاري بوضوح بارداً في الخطابات التي يلقيها. يقرأ من دون الحفاظ على التواصل البصري مع المتلقّي، كما لو أنه ليس لديه أي خبرة بالتحدّث أمام الكاميرا، كما يظهر الارتباك عليه بشكل واضح. وهو ما أثار حوله انتقادات عديدة في الكيان الإسرائيلي بالنظر إلى أن الأداء على هذا النحو تجعله يفتقد للمصداقيّة والإقناع، خاصة وأنه الجهة الوحيدة التي تصرّح للجمهور مجريات الأحداث العسكرية. يتفاعل هاغاري ببطء مع الأحداث الجارية في العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة. وفي توصيفه لهذا الواقع، يقول ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي: "كان اليومان الأولان بمثابة كارثة من وجهة نظر المتحدث الرسمي".
في خضم هذه الصورة المعقّدة التي تعصف بوحدة المعلومات للجيش، يؤكّد الإعلام الإسرائيلي أن عدد الذين ذهبوا إلى التقاعد خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، غير طبيعي. مما يدل على تزايد الاعتراضات داخل النظام العسكري على سلوك جيش الاحتلال والحكومة ومواقفها السياسية في الحرب الدائرة على قطاع غزة.
الكاتب: غرفة التحرير