توازياً مع الغارات الأميركية البريطانية التي وصل عددها إلى أكثر من 85 ضربة، يواصل اليمن بتنفيذ التزامه بقطع الممرات البحرية في البحرين الأحمر والعربي أمام مختلف السفن الإسرائيلية وتلك الداعمة والمتوجهة إلى كيان الاحتلال. هذا الاستمرار بالمواجهة للشهر الرابع على التوالي، يحمل في مضامينه رسائل عدة، أوضحها قائد حركة أنصار الله، مؤكداً على أن ما يضع حداً للاستنزاف الإسرائيلي الأميركي البريطاني في عدد من الجبهات، هو بوقف الحرب والاستجابة لمطالب المقاومة الفلسطينية.
رد السيد عبد الملك الحوثي، في خطابه على رسائل الوساطة التي تصل إلى صنعاء لثنيها عن موقفها بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ورسم حدود المواجهة وبوصلة المرحلة المقبلة في حال استمرار الحرب مبيناً عدداً من الخطوط الحمراء التي سيكون تجاوزها صعباً على المصالح الأميركية البريطانية في المنطقة.
وخلال خطابه حول آخر المستجدات، شرح السيد الحوثي الموقف الحرج لأطراف الحرب على القطاع. مشيراً إلى أن الجانب الإسرائيلي متعوّدٌ على الحروب الخاطفة، لا الحرب الطويلة جدًّا، والإنهاك الذي يعاني منه جيشه واضح، وكثيراً ما يخرج ألوية عسكرية بأكملها لإعادة ترميمها من جديد، وأيضاً له مشاكله الداخلية، وخسائره الكبيرة على المستوى الاقتصادي والمعنوي، والخسائر الكبيرة في وضعه الداخلي المهزوز بشكلٍ غير مسبوق، هناك عوامل كثيرة". مضيفاً بالنسبة للجانب الأميركي فإن الانتخابات الرئاسية والمشاكل الداخلية والخسائر الاقتصادية التي من الممكن ان تزيد أكثر مع توسع نطاق الحرب، كذلك الأمر بالنسبة لبريطانيا.
مع استمرار الغارات الأميركية البريطانية على محافظات يمنية عدة، وزعمهما تحقيق أهدافها، يؤكد السيد الحوثي على أهمية جبهة اليمن، كجبهة مساندة. وقال أن القوات المسلحة استمرت" باستهداف العدو الإسرائيلي في (أم الرشراش) التي يسميها العدو الصهيوني إيلات... وهي على كل المستويات لم تعد آمنة، في بداية العدوان على غزة كان العدو الإسرائيلي يأمل أن تكون (أم الرشراش) التي يسميها إيلات آمنةً تماماً، وأن تتجه إليها مجامع من الصهاينة، من المناطق التي فيها مواجهات ساخنة، مثل ما هو الحال فيما يطلقون عليه غلاف غزة، لكنها أصبحت منطقةً مستهدفةً بالصواريخ، وهذا شيءٌ واضح، ويصيح منه الصهاينة المتواجدون بها، فهم في حالة قلق وخوف مستمر". وأضاف أنها قد تضررت اقتصادياً وبشكلٍ واضح، والمعنيون هناك يتحدثون عن خسائرهم في الوضع الاقتصادي، عن أضرارهم وكانت من قبل بالنسبة لهم منطقة سياحية.
وعن العمليات المستمرة في البحرين ومضيق باب المندب، والتي استهدفت سفناً تجارية وحربية أميركية وبريطانية وتسببت بحرق عدد منها، أشار السيد الحوثي إلى ان حركة السفن المرتبطة بإسرائيل تكاد تكون منعدمة. واصفاً ما يجري بـ "الإنجاز الحقيقي".
حاولت واشنطن التسويق لسردية تقوم على أن عملياتها ضد صنعاء تأتي في إطار حماية الملاحة الدولية، وهذا ما نفاه السيد الحوثي بقوله أن كل من واشنطن ولندن لا يفعلان شيئاً من أجل الدول الأخرى، "هل أمريكا ستفكِّر بحماية الملاحة الصينية، أو ملاحة أي دولة هنا أو هناك، أو بحماية الملاحة الروسية، أو بحماية دول وبلدان أخرى من البلدان التي ليس لها أي أهمية لدى أمريكا؟". مشدداً على أن الأميركي لا يجرؤ على احتلال اليمن "هو يبحث عمن يقاتل ميدانياً وبرياً بالنيابة عنه، بدلاً من أن يرسل جيشه إلى الميدان، هو يبحث عن مرتزقة، عن أدوات رخيصة، ليس لدمائها قيمةٌ عنده، يبحث عمن ليس لأرواحهم، ولا لدمائهم، ولا لحياتهم أي قيمة عنده، ليكونوا هم من يقاتلون بالوكالة عنه، وبالنيابة عنه، كأدوات رخيصة".
الكاتب: غرفة التحرير