منذ انطلاق جبهة المساندة اللبنانية للمقاومة الفلسطينية في الـ 8 من تشرين الأول / أكتوبر 2023، شكّل سلاح "ضد الدروع" أساس عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، بوجه جيش الاحتلال الإسرائيلي. وهذا ما يعبّر عنه إحصاء صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية مؤخراً، الذي بيّن بأن 39 مستوطنة من أصل 42 تم إخلاؤها تعرّضت لنيران مضادة للدروع من حزب الله على الحدود الشمالية منذ بدء المعركة.
لكن اللافت في المسار التصاعدي للمواجهة، استخدام حزب الله للعديد من منظومات ضد الدروع المتطوّرة، التي وجهت رسائل قوية للإسرائيلي، بأن أي تصعيد من قبله في هذه الجبهة، سيعني استخدام المقاومة لمفاجآت نوعية بعد المفاجآت الكمية (منذ بدء المواجهة)، بما يجعل كل الأهداف العسكرية الإسرائيلية تحت ناره.
وفي هذا السياق، نفذت المقاومة عدة عمليات مؤخراً، مستخدمةً منظومات ضد دروع جديدة لم يكشف النقاب عنها رسمياً حتى اليوم (بمدى يتجاوز الـ 4 كم وبخاصية الهجوم من الأعلى)، لكن العديد من المتخصصين العسكريين يرجحون منظومة ألماس الإيرانية الصنع، التي يمكن للمقاومة امتلاكها واستخدامها، لا سيما بوجود الافتراض الذي توافق عليه إسرائيل أيضاً، من أن كل تطوّر عسكري تصل إليه الجمهورية الإسلامية في إيران أو أي ساحة من ساحات محور المقاومة، سيتم نقله الى باقي الساحات حتماً.
فما هي أبرز مواصفات هذه المنظومة التي من المرجّح أنها باتت بحوزة حزب الله واستخدمها أو قد يستخدمها في المواجهة الحالية؟
يمكن إطلاق صواريخ عائلة ألماس (ذات الصناعة الإيرانية بالهندسة العكسية للمنظومة الإسرائيلية Spike) من قواعد أرضية أو من طائرات بدون طيار أو من طائرات هليكوبتر، ويتراوح مداه ما بين 4 – 8 حتى 10 كيلومترات (حسب جيل الصاروخ ألماس – 1، ألماس – 2 ، وألماس – 3). يستخدم هذا الصاروخ أيضاً رؤوساً حربية شديدة الانفجار مضادة للدبابات ورؤوساً حرارية من مرحلتين، كما يقع الرأس الحربي الماسي خلف الكاميرا الموجهة مباشرة عند طرف الصاروخ (والتالي يمكن تسجيل مسار اطلاق الصاروخ من القاعدة حتى وصوله الى الهدف).
ومن مميزات هذه المنظومة أنها تعمل وفق خاصية "أطلق - انسَ"، ما يعني أنه بعد إطلاق النار، لا يحتاج المستخدم إلى توجيه الصاروخ إلى الهدف، مع ضمان إصابة الصاروخ لهدفه بدقة عالية. وبالإضافة الى ذلك، لا يتطلب تشغيل هذه المنظومة سوى وجود شخص واحد، وهذا ما يزيد من قدرات المناورة، والقدرة على إصابة أضعف نقطة في دروع الآليات والدبابات مما يؤدي إلى تدميرها.
وهذه بعض المزايا لكل جيل:
1)صاروخ ألماس 1 :
يُستخدم ضد الأهداف المدرعة والتحصينات والأفراد باستخدام الباحث عن الصور والألياف الضوئية. يتراوح الحد الأدنى والحد الأقصى لمداه من 200 متر إلى 4 كيلومترات، ويتم توجيهه كهروضوئياً وحرارياً.
طول الصاروخ: 1100 ملم، قطر الصاروخ: 130 ملم، وزنه: 11.5 كغ، الوزن الإجمالي للنظام (الصاروخ + القاذفة): 15 كغ، نوع الرأس الحربي: مرحلتين مع القدرة على اختراق 600 ملم من الدروع. وله قدرات مثل إمكانية تغيير الهدف بعد إطلاق النار، إمكانية تدمير الأهداف البعيدة عن الأنظار، إمكانية إلغاء (تدمير الصاروخ من قبل المشغل) إرسال الفيديو مباشرة إلى المشغّل.
2)صاروخ الماس 2:
وهذا الصاروخ هو من الجيل الأحدث من صاروخ الماس 1 ويبلغ مداه 8 كيلومترات (إذا ما تم إطلاقه من منصة جوية يصبح المدى الأقصى 25 كم). تم تصميم هذا الصاروخ وتصنيعه لزيادة القوة القتالية العملياتية للتعامل مع الأهداف التي تقع في عمق جبهة العدو وليست في خط النار المباشر، ويستطيع هذا الصاروخ اختراق 1000 ملم من الدروع. كما يتمتع ألماس 2 بالقدرة على الإطلاق من القواعد الأرضية والطائرات دون طيار والمروحيات.
3) صاروخ الماس 3: هو الإصدار الأحدث ويميّز عن الإصدارين الأخرين بأنه أكبر منهما حجماً. الرأس الحربي لهذا الصاروخ هو من النوع شديد الانفجار أو الحراري ذو مرحلتين، ويستخدم صاروخ موجه بالأشعة تحت الحمراء وباحث كهروضوئي للتوجيه، ولديه القدرة على اختراق 1000 ملم من الدروع، ضد أهداف على مدى 10 كم. وإذا تمت إزالة الألياف الضوئية وتم استخدام جهاز إرسال لاسلكي لتوجيه هذا الصاروخ وإطلاقه من الطائرات، فمن المتوقع أن يصل مداه إلى حوالي 16 كم.
الكاتب: غرفة التحرير