محور المقاومة على موعد آخر مع استحقاق انتخابي مفصلي جديد، وذلك بعد أيام على الاستفتاء الشعبي السوري وما أفرزه من ثورة شعبية حقيقية رسخّت المفاهيم والقواعد التي تسير عليها سورية.
يقترب موعد الانتخابات الرئاسية الايرانية، التي يعتبرها البعض مصيرية، وتأتي في وقت حساس تمر به الجمهورية الاسلامية الايرانية، لكن هنا يُطرح السؤال، هل مرّت على إيران استحقاقات في السنوات السابقة، ولم تكن مصيرية وحساسة، وعلى صلة بملفات إقليمية ودولية شائكة؟
كلنا يعلم أنه ومنذ انتصار الثورة الإسلامية عام 79 لم تتوقف ولا للحظة واحدة المؤامرات والحروب والحصار والأحداث الأمنية على إيران وشعبها، اذن لا شيء جديد بالنسبة للإيرانيين، والأعداء يعرفون انه وبغض النظر من سينجح في هذه الانتخابات، إلا أن سياسة إيران الخارجية مبدئية وثابتة، لا سيما فيما يتعلق بآليات التعامل مع ملفات المنطقة، ووقوفها الى جانب الشعوب المستضعفة، ومساندتها لحركات وقوى المقاومة فيها.
ما يتم التعويل عليه او ما يحاول الاعداء ان يراهنوا عليه اليوم هو نسبة المشاركة وتفاعل الناخبيين والشعب الايراني مع هذه الانتخابات، من هذا المنطلق يسعى الإعلام الغربي ومعه بعض الإعلام العربي إلى تشويه صورة هذا الاستحقاق، والتأثير سلبًا على الناخب الإيراني، لكن من منطلق معرفتنا لهذا الشعب، خصوصًا في مواجهة التحديات، فهو رغم الحصار والعقوبات الاقتصادية وما يعانيه جراء الحصار الأميركي الظالم، إلاً انه يزداد حضورًا وقوة وعزيمة واصرارَا كلما زادت ضده المؤمرات وتكاثر عليه الأعداء.
إن جوهر القضية متعلق بنسبة المشاركة، وخروج الشعب الإيراني الى هذا الاستحقاق، أي ان الصراع والتحدي اليوم حول صورة هذا الاستحقاق، وهنا لا بد أن نشير إلى أن الصورة التي أفرزتها الانتخابات الرئاسية السورية من ثورة حديثة، ستتكرر بقوة في الشوارع والمدن الايرانية وعلى صناديق الاقتراع، سنكون أمام انتصار جديد يؤسس لمرحلة جديدة، عنوانها المزيد من الانتصارات من فلسطين الى سورية، مرورًا باليمن ومن ثم إيران و العراق، بانتظار انجازات أخرى واستحقاقات جديدة في مناطق أخرى، واللبيب من الاشارة يفهم.
ومن المقرر أن تجري العملية الانتخابية في ال18 من شهر يونيو/ حزيران الحالي، ويبلغ عدد الناخبين 59 مليونًا و310 آلاف و307 اشخاص، من بينهم مليون و392 ألفا و148 شخصًا يشاركون لأول مرة في الانتخابات، ويتنافس فيها سبعة مرشحون من التيارين الاصلاحي والمحافظ كان أصدر مجلس صيانة الدستور في ال 25 من أيار لائحة بأسماءهم بعد التصديق على أهليتهم للترشح وهم: السيد ابراهيم رئيسي، محسن رضائي، محسن مهر عليزاده، سعيد جليلي، علي رضا زاكاني، عبد الناصر همتي وأمير حسين قاضي زاده هاشمي.
هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي الموقع
الكاتب: حسين مرتضى