مرت الأيام والأشهر والسنين، فأثبتت سوريا بالدم كما بالأصوات الانتخابية، أن شعبها حر ولا يقبل أن يترك خيار المقاومة ويتبع الإرادة الأمريكية وينفذ مصالحها، مهما بلغت التضحيات والتحديات والتهديدات بالإرهاب أو بالحروب. فبالأمس أثبت الشعب السوري أن خياره طوال 11 عاماً، لم يتبدل ولم يتغير، حيث فاز الرئيس بشار الأسد بالانتخابات، بنسبة 95.1% من نسبة المقترعين، ليرد مرة أخرى بعد رده في العام 2014، على الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" الذي قال في 18 آب 2011، أن مستقبل سوريا يجب أن يقرره شعبها، زاعماً أن الرئيس الأسد يقف في طريقه، وداعياً الرئيس الأسد للتنحي لمصلحة الشعب السوري!
أرقام ودلالات
أعلن رئيس مجلس الشعب السوري "حمودة صباغ"، خلال مؤتمر صحفي في مبنى المجلس أن الرئيس الأسد حصل على الأغلبية المطلقة ب 13,540,860 صوت، وما نسبته 95.1% من الأصوات داخل وخارج سوريا.
أما بالنسبة للمشاركة الشعبية اللافتة، فمن أصل 18,107,109 مواطن يحق له الاقتراع، صوت 14,239,140 منتخب، أي بنسبة 78.64 %، ما يدل على أن سوريا استعادت عافيتها وحيويتها السياسية، كما يدل على القرار الشعبي الواضح في الداخل والخارج، بالإصرار على الحفاظ على وحدة البلد، والانتقال الى مرحلة إعادة بناء الدولة والإعمار، بقيادة رئيس شرعي يمثل تطلعاتهم ويؤمنون بجدارته.
احتفال شعبي في كل المناطق
وقبل صدور النتائج الرسمية، شهدت مختلف الساحات العامة في المحافظات، حشود جماهيرية كبيرة تنتظر إعلان النتائج، عبر شاشات تلفزيونية كبيرة. وما إن تم إعلان فوز الرئيس بشار الأسد بفترة رئاسية جديدة، ستمتد لـ 7 سنوات قادمة، حتى اشتعلت الساحات بهتافات مؤيديه، وشهدت ساحات دمشق احتفالات جماهيرية استثنائية.
تداعيات خارجية
_ استعادة سوريا لعمقها العربي والإقليمي، وعودتها لممارسة دورها التاريخي كدولة محورية داعمة لخيارات ومصالح شعوب المنطقة، والوقوف بوجه سياسات أمريكا وحلفائها.
_ إعادة الزخم لحل القضية الفلسطينية عبر المقاومة، ولتكون الدولة العربية الوحيدة في دول الطوق، التي ستواجه كيان الاحتلال الإسرائيلي عسكرياً، بالتعاون مع حركات ودول محور المقاومة.
_ فشل المخطط الأمريكي الذي حاول طوال 11 سنة، وفي ظل 3 رؤساء أمريكيين (أوباما – ترامب – بايدن)، من جعل سوريا دولة ممزقة إلى عدة أقسام، ما سيؤدي إلى غيابها عن دورها العربي والإقليمي. والذي سيسمح لهم بتشكيل شرق أوسط جديد، تكون فيه "إسرائيل" راعية مصالح واشنطن والدولة الأقوى في المنطقة.
_ ستعود العلاقات المباشرة بين سوريا والعديد من الدول العربية والغربية، الذين عملوا وشاركوا وسهلوا المؤامرة عليها. بعد أن فشلوا في رهاناتهم عسكرياً وبالأمس ديمقراطياً وشعبياً.
_ ضرب كل محاولات إحياء داعش والتنظيمات الإرهابية من جديد، التي كانت فرصة لتطور محور المقاومة على جميع الصعد.
_ سيتسارع مسار تطور الدول المناهضة لأمريكا في المنطقة والعالم، وبالتزامن سيتسارع مسار أفولها كدولة عظمى حاكمة للعالم.
الكاتب: غرفة التحرير