لطالما جرى الحديث عن اليهود في الولايات المتحدة، وعن قوتهم وتأثيرهم في صناعة القرار، كذلك جرى الحديث عن قوة اللوبي الإسرائيلي. لكن كيف وصل اليهود الى الولايات المتحدة؟ وما هو تاريخهم في هذا البلد؟
يبدأ تاريخ اليهود في أميركا مع بداية كريستوف كولومبوس، حيث أُخرج أكثر من 300 ألف يهودي من إسبانيا في 2 آب/أغسطس1492، وأبحر كولومبوس حاملاً معه عدداً من اليهود. وكانت رسالته الأولى التي شرح فيها اكتشافاته موجهة إلى شخص يهودي. وقد نال أنصار كولومبوس عدداً من الامتيازات مكافأة لهم. أما هو فقد غدا ضحية المؤامرة التي حاك خيوطها طبيب الباخرة اليهودي.
ومنذ ذلك الوقت بدأ اليهود بالتطلع إلى أميركا وشرعوا بالهجرة اليها، وأكثر فأكثر الى أميركا الجنوبية وبالأخص البرازيل. ولما وقع النزاع بين الهولنديين والبرازيليين اضطروا الى الهجرة من جديد الى المستعمرة الهولندية التي تدعى اليوم "نيويورك".
سيطر اليهود على صناعة السينما والسكر والتبغ وعلى نصف صناعة اللحوم المعلبة وصناعة الأحذية وغيرها وعلى التجارة بصورة خاصة. الأمر الذي جعل الشعب الأميركي لا يرضى على خطة اليهود العالمية في نقل الأسواق المالية الى الولايات المتحدة.
ويتمتع اليهود بنفوذ قوي ومطلق في أميركا وهم لا يخفون ذلك، ويزعمون "ان جوهر الحياة الأميركية يهودية وليست مسيحية" وأنه "يجب إعادة كتابة التاريخ الأميركي للاعتراف بأمجاد يهوذا وفضل اليهود". كما أن المشكلة ليست مشكلة شعب يهودي، بل مشكلة فكرية يهودية واستخدام الشعب كأداة مُسّخرة للفكرة. التي من أولى أهدافها تحطيم القيم الحقيقية للعمال. وقد كان أثر اليهود على تفكير العمال سيئاً جداً. وكال المجال الآخر للفكرة اليهودية منصباً على الكنائس. فقد غزوا مئات الكنائس المسيحية. وسيطروا على الكنيسة في عقائدها.
لقد غزت الأفكار اليهودية عقول طلاب الجامعات، حيث تزّعم اليهود كل الحركات الثورية أو الفوضوية في الحقل الطلابي. وعملوا على علمنة المدارس العامة، وإبعاد الأطفال في أولى مراحله الدراسة عن أية كلمة قد تساعد الطفل الأميركي على التعرف على "العنصر اليهودي"، فمن خلال علمنة المدارس أصبح في الإمكان "تهويد الجامعات".
إن اليهود على الأغلب رجال لا دين لهم، وهم يستخدمون شعار "الاضطهاد الديني" لاستثارة مشاعر الناس، ولكن المسألة هي مسألة عنصر وقومية وليست مسألة دينية. وإن أي رئيس من رؤساء الولايات المتحدة لا يجرؤ على تضمين خطابه الرئاسي الأول أي مقتطفات من "العهد الجديد" مخافة أن يتعرض لسخط اليهود واستنكارهم. وليس باستطاعة أي رجل من رجال الخدمة العامة في أميركا القول بأن الديانة المسيحية هي التي يؤمن بها، لأنه في هذه الحالة يتعرض للوم وتصنيف اليهود. ولأن آمال اليهود في النبوءة اليهودية (القضاء على المسيحية).
ان عدد اليهود في أميركا لا يعرفه حقاً غير اليهود، فالأرقام ملك خاص بالسلطات اليهودية وحدها، وكلما حاولت دوائر الولايات المتحدة معرفة ذلك كان النفوذ اليهودي بالمرصاد لها للحؤول دون ذلك.
ان ازدياد الهجرة اليهودية الى الولايات المتحدة جعل اليهود يطلقون عليها اسم "بلاد اليهود"، حيث اليهودي:
وعلى هذا فلن يكون تعداد لليهود في الولايات المتحدة.
وإذا أردنا الكلام على قومية أو دين لليهودي... فإن "كل يهودي سواء رغب في ذلك أم لم يرغب مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقومية اليهودية كلها". وأن "الديانة اليهودية فوق كل شي...هي وطنية يهودية". حيث قال قاضي المحكمة العليات في الولايات المتحدة " أن غرائزنا وأعمالنا حددت لنا معنى كلمة اليهودي".
اللافت، ان حفل افتتاح "اللجنة الأميركية اليهودية" في عام 1906 حضرها مندوبون يمثلون 222 جمعية يهودية من دينية وسياسية وصناعية وطائفية، بعد سنة أصبحت المنظمات الخاضعة لهذه اللجنة 688 منظمة، ثم ارتفع الرقم سنة 1921 الى أكثر من 1000. وبعد ذلك غابت الإحصاءات.
كما حاول اليهود أن يجعلوا من نيويورك مدينة يهودية وبالتالي الولايات المتحدة بلداً يهودياً، وقد أحس اليهود المحافظون بالهلع إذ توقعوا ألا يحتمل الشعب الأميركي ذلك، فكانت في البداية اللجنة المسماة كهيلا نيويورك، ثم وسّعت أعمالها وأصبحت تسمى المؤتمر اليهودي العالمي. وكان يهود نيويورك يؤلفون القوة المحركة للجهاز اليهودي العالمي.
هذا غيض من فيض عن تاريخ اليهود في الولايات المتحدة، وهكذا كانت بدايتهم في الولايات المتحدة.