تتطوّر القدرات البحرية العسكرية للجمهورية الإسلامية كماً ونوعاً، يوماً بعد يوم، وهذا ما أثبتته أحداث الأسبوع الماضي، من تسليم لصواريخ كروز ومعدات بحرية متطورة للقوات البحرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية والجيش الإيراني، مروراً بالمناورات التي أُجريت في الجزر، وصولاً الى لقاء قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي مع قادة وأفراد طاقم المجموعة 86 من البوارج الحربية التابعة للقوة البحرية في الجيش وعائلاتهم، صباح الأحد 6/8/2023.
فقد أشاد الإمام الخامنئي بالمهمّة العظيمة التي أنجزتها هذه المجموعة، والتي تمثّلت بالإبحار حول العالم، حيث قال بأن هذا الإبحار "أثبت أنّ المياه الحرّة ملكٌ للجميع"، وأنّ الثورة الإسلاميّة هي التي منحت الجمهورية الإسلامية الجرأة على خوض البحار. معتبراً أن الإبحار 65 ألف كيلومتر في نحو 8 أشهر، هو افتخار غير مسبوق في تاريخ الملاحة البحرية الإيرانية، مشدداً على أن أنه لا ينبغي النظر إلى هذه الحركة الهادفة والعميقة على أنها حدث عسكري وبحري فقط، لأن كل عامل من عوامل تشكيله يستحق الاهتمام واستلهام الدروس. فبنظر الإمام الخامنئي شكّلت هذه المهمة ارتقاءاً بمستوى القدرات العسكرية للبلاد، وعزز شعار "نحن قادرون" الذي يُعد محور تقدم البلاد عسكرياً وسياسياً (على صعيد صورة إيران الدولية)، كما يساهم في ردع أعداء إيران.
ورأى الإمام الخامنئي أن الحضور البحري لقوات الجمهورية الإسلامية البحرية في المناطق البعيدة وأقاصي المحيطين الهادئ والأطلسي هو عامل صانع لأمن البلاد.مؤكداً في المقابل، بأن النهب والاستئثار بالمصالح البشرية جزء من خصال أمريكا والقوى العظمى. مضيفاً "لو استطاعوا، ما توانوا عن تسجيل المحيطات باسمهم أيضاً لكي يحجبوها عن متناول الآخرين". لذلك أثبتت هذه المجموعة "أن البحار المفتوحة ملك للجميع".
فما هي أبرز التفاصيل حول هذه المهمة؟
_ضمّت هذه القوة البحرية حوالي 350 عنصر وضابط في بحرية الجيش الإيراني، متوسط أعمارهم لا يتعدى الـ 30 عاماً.
_تكوّنت هذه القوة من المدمّرة الإيرانية "دنا" الإيرانية الصنع ذات الرقم 75 المجهزة بأسلحة مختلفة مثل صواريخ كروز المضادة للسفن والطوربيدات والمدافع البحرية، وحاملة الطائرات "مكران".
_ عبرت هذه القوة العديد من المحيطات والبحار والمضائق المهمة والخطيرة في العالم (قامت بالعبور في أكبر منطقة بحرية في العالم المحيط الهادئ)، واستغرقت رحلتها 232 يوما من الإبحار، لذلك وُصفت بالمهمّة المستحيلة.
_ في الـ 30 من أيار / مايو، رست السفن في بندر عباس.
_أبرز الإنجازات التكتيكية التي استطاعت هذه القوة تحقيقها:
1)التمكّن من تحسين استهلاك الوقود لتقليل التزود به.
2)التمكن من إنتاج برنامجين محليين للتنبؤ بالظروف الجوية وتوزيع الوزن على السفن. فبسبب العقوبات وإجراءات الحظر والحصار، قام المتخصصون في الجيش في الجامعة البحرية الى إنتاج برنامج أرصاد جوية خاص بهم، والذي بواسطته استطاعوا مراجعة وتحليل ظروف الغلاف الجوي للمحيط الهادئ والأطلسي المحيطات خلال 50 العام الماضي.
3)مقاومة العديد من العواصف القاسية، والقدرة على حماية السفن رغم درجة الميل التي وصلت الى حدود قياسية 48 درجة (صُممت مدمّرة دنا لميل أقصاه 28 درجة).
4) استمر التخطيط لهذه المهمة عام واحد.
5)تجهيز مستشفى بحري في الأسطول، استطاع إجراء 3 عمليات ناجحة أثناء الإبحار (اثنتان في المحيط الهادئ وواحدة في المحيط الأطلسي).
6)تأمين مرافق للترفيه لطاقم المهمة، مما ساهم في رفع معنوياتهم.
الكاتب: علي نور الدين