مع دخول المواجهات في غزة يومها العاشر، تستمر الأطراف الدولية في بذل جهودها المكثفة من أجل الوصول إلى اتفاق وقف لإطلاق النار لا سيما في الساعات الأخيرة الماضيةوالتي شهدت اتصالًا هاتفيًا بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بالتوازي مع استمرار الوساطات مع حركة حماس التي كان آخرها اتصال بين القيادة المصرية ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية.
ومع عدم حصول أي تغيّر أو تخفيض في مستوى التصعيد والقصف الممنهج على قطاع غزة، أكدت حركة حماس انه "ليس صحيحاً ما تتناقله بعض وسائل إعلام العدو من أن حماس وافقت على وقف إطلاق النار يوم الخميس"، مؤكدة أنه "لم يتم التوصل لاتفاق أو توقيتات محددة لوقف إطلاق النار".
مشيرة في بيان لها اليوم الأربعاء الى ان "الجهود والاتصالات من الوسطاء جادة ومتواصلة، ومطالب شعبنا واضحة ومعروفة".
وكانت مصر قد تقدمت باقتراحٍ لوقف إطلاق النار يوم الخميس بدءًا من الساعة السادسة صباحاً.
وبالنسبة لفصائل المقاومة الفلسطينية فقد أكدت على شرطين لقبولها اتفاق وقف إطلاق النار، والتي كانت قد أبلغت القيادة الإسرائيلية -عبر الوساطات- انها لن تتراجع عنهما؛ الأول يتمثل بوقف الاعتداءات على المسجد الأقصى والامتناع عن طرد المقدسيين من منازلهم في حي الشيخ جراح، والثاني هو مبادرة "إسرائيل" إلى وقف إطلاق النار أو التوصل إلى ذلك بالتزامن مع الفصائل، وهي شروط كانت قد وضعتها الفصائل منذ الأيام الأولى لبدء المواجهات، وتتوافق مع الهدف الاستراتيجي لها وهو وقف الاعتداءات عن القدس المحتلة والمسجد الأقصى.
في المقابل يطلب كيان الاحتلال من المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس، أن تبادر هي إلى وقف إطلاق النار، ويرفض رفضًا قاطعًا طرح موضوع القدس على طاولة التشاور، مع سعيه لتحقيق هدفه الذي شن لأجله هذه الحرب وهو القضاء على قدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ تجاه "إسرائيل".
"إسرائيل" تريد إنهاء العملية في غزة
أوساط سياسية إسرائيلية قالت: "إنّ الجميع يدرك أنّ العملية ضد غزة يجب أن تنتهي في غضون عدة أيام".
مؤكدة انه "يتبين في الأيام الأخيرة في جزء من تقديرات الوضع، أن هناك خشية من أن استمرار العملية لفترة طويلة يمكن أن تسبب أضراراً سياسية بسبب الضغط الأميركي".
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر رفيعة في الكبينت أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي "يلّمح أنه يريد إنهاء العملية لكن المستوى السياسي لا يريد الظهور بأنه يريد إنهاء العملية". وأضافت: "نحن في المرحلة الأخيرة من العملية".
وتستمر هذه الجهود بعد ان شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا لافتًا ارتكب خلالها الكيان الإسرائيلي مجازر عديدة، إضافة لمنعه من وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع خاصة عبر معبر كرم أبو سالم.
الكاتب: غرفة التحرير