بقيت سرايا القدس في حالة صمت لمدة 11 ساعة بعد جريمة اغتيال القادة، وبقيت مدافع وصواريخ المقاومة صامتة 35 ساعة، إلا أن المسح العام أكد أن المنظومة الاعلامية والحرب النفسية لمحور المقاومة الذي دخل نصيراً لسرايا القدس، لم تصمت أبداً، بل انطلقت منذ الدقائق الأولى للاغتيال في وسائل الاعلام الجديد على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان معظم المحتوى المنشور يحضّر الجمهور لردٍ مزلزلٍ، ويفسر أسباب صمت المقاومة، وعزز الثقة بها رغم محاولات بعض الجيوش الالكترونية التي انطلقت باللغة العربية من الامارات والكيان المؤقت، لتشوّش على الرسائل التي كانت تُبث من قبل جيوش المحور الالكترونية، وشارك بذلك بشكل مضحك الناطق باسم الاحتلال آفيخاي أدرعي، الذي عمل واعظاً دينياً في فترة الصمت تلك، إلاّ أنّ عاملاً إضافياً ساهم في لفت النظر إلى ما تحضّر له المقاومة، وهو مجموعة "آنونيموس سودان"، التي هددت بتحويل حياة المستوطنين إلى جحيم، مطلقة رسائل حرب نفسية تتعلق بكفاءة القبة الحديدية ومتوعدة بتحويلها إلى خردة من اللحظة الأولى لرد المقاومة.
كان الصمت يوحي للعدو بأنه ضعف وارتداع من قبل المقاومة، وذلك لزيادة ثقة العدو بنفسه، حتى إذا ما بدأ الرد، تتحول هذه الثقة إلى إحباط وانعدام حيلة، ومهما حاول العدو بآلته العسكرية والدعائية واغتياله قائد القوة الصاروخية في السرايا ونائبه، وذلك لاستفزاز وإخراج السرايا والمقاومة عن صمتهما، إلاّ أنهما كانتا في اتجاه آخر، رابطتي الجأش تنتظران ساعة الصفر للرد.
المصدر: مركز دراسات غرب آسيا