تصدّر اسم الأسيرة المختطفة سميرة مارش عملية تبادل الأسرى التي أنجزت منتصف نيسان/ ابريل بين صنعاء والسعودية، ليشكّل علامة فارقة بين أسماء الأسرى الذين تم الافراج عنهم كونها السيدة الوحيدة بينهم. وفيما كان من اللافت إصرار ميليشيا حزب الإصلاح على الإبقاء عليها لأكثر من 5 سنوات، تكشف مارش في حديث خاص لموقع "الخنــادق" عما تعرّضت له خلال فترة الاعتقال.
عام 2018، اختطفت الميليشيات التابعة لحزب الإصلاح السيدة سميرة مارش من بين أطفالها الثلاثة، من مدينة الحزم في محافظة الجوف، على خلفية اتهامها بـ "التجسس لصالح حركة أنصار الله، والتدرب على اعداد العبوات الناسفة وزرعها".
وتؤكد مارش في حديثها لموقع "الخنـادق"، انهم قد "طلبوا مني خلال استجوابها تحت التعذيب، ان أعترف بحمل العبوات الناسفة للمعسكرات والمواقع وانا لم أكن اقم بهذا الفعل". وتابعت "أرادوا ان أكذب على لسان السيد -عبد الملك الحوثي- وانا ما رضيت أكذب كانوا يعذبوني عذاب شديد... وجهوا لي الاتهامات بأني قد تلقيت التدريب ونسبوا لي عادات أعوذ بالله".
وعن تفاصيل ما تعرضت له خلال الاعتقال، كشفت مارش عن انها قد قضت "سنة كاملة في غرفة صغيرة كسجن انفرادي، ولم يسمح لي بالاتصال مع عائلتي". مؤكدة انها قد تعرضت لمختلف أنواع التعذيب الذي "لم ترَ مثله من قبل لا من إنس ولا جن... لقد تم تكبيل أطرافي وتعصيب عيوني، وتعليقي في مروحة في السقف. ضُربتُ على وجهي وحلقي حتى فقدت الوعي أكثر من مرة لشدة الضرب".
تبكي السيدة مارش عندما تذكر بأن مَن قاموا بضربها هم من الرجال لا النساء، وهذا من أشد أنواع "التعذيب النفسي الذي تعرضت له". وتشير إلى انها قد سجنت وحيدة لم يكن معها أيٍّ من النساء الاخريات.
وفي رسالة للذين اختطفوها من منزلها، تتوجه السيدة مارش بالقول "ما هم برجال. لو كانوا رجالاً ما اختطفوا امرأة من بيتها". وتتابع "السيد أشرف منهم، لم يستخدم النساء لقلب الموازين أو ليحاربن، ما يستخدم إلا الرجال للقتال في المواقع والمعسكرات".
في اليوم الثالث لعملية التبادل، ضمن الصفقة التي تضم 105 أسيراً ومختطفاً كانوا في سجون عصابات حزب الإصلاح، وصلت الأسيرة المحررة سميرة مارش في الطائرة الثالثة إلى صنعاء، مقابل إطلاق سراح 4 من خلية إجرامية تابعة للسعودية كان قد حكم عليهم بالإعدام.
ويقول رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى أنه "بعد اختطاف الحرة سميرة مارش من منزلها لم يستجب المرتزقة رغم كل المخاطبات للإفراج عنها"، واصفاً جريمة اختطاف مارش بـ "وصمة العار في جبين حزب الاصلاح والتي ترفضها الأعراف القبلية والقوانين المحلية والدولية".
منذ بدء الحرب على اليمن عام 2015، انتهجت السعودية وادواتها في الداخل سياسة خطف النساء لابتزاز اليمنيين، لما يمثّله الاقدام على مثل هذه الأفعال من "جريمة شرف" لا تسقط بالتقادم ولا يمكن التغاضي عنها.
في الوقت الذي تنشغل فيه الرياض بتقديم نفسها للعالم كـ "وسيط" لإنهاء الحرب، وتخصص اموالاً طائلة لتبييض صورتها التي تلطخت بدماء المعارضين والمدنيين في اليمن وسوريا والعراق... جاء الافراج عن مارش في وقت شديد الحساسية، وكأنها أرادت برفع يدها لدى وصولها إلى مطار صنعاء ان تقول: هذه أنا، سميرة مارش، الامرأة التي اعتقلت ظلماً أمام أعين أطفالها، بينما كان بن سلمان يحاضر بحقوق المرأة في الرياض.