وصل 250 أسيراً يمنياً إلى صنعاء، كدفعة أولى ضمن صفقة تبادل الأسرى التي جرت في إطار المفاوضات الجارية مع السعودية. وفيما أكدت التصريحات الصادرة على إيجابية المباحثات طيلة 6 ايام حضر فيها السفير السعودي، محمد آل جابر، رصدت غرفة ضباط الارتباط اليمنية 90 خرقاً سعودياً خلال 24 ساعة من مغادرة السفير للبلاد، من بينها استحداث تحصينات قتالية، في خطوة "تكشف السياسة السعودية تجاه اليمن والقائمة على الغوغائية والتعنت ويوضح سبب حذر صنعاء الشديد بالتعامل مع وعود السفير"، بحسب ما أشارت مصادر مطلعة في حديثها لموقع "الخنادق".
تستعد صنعاء اليوم لاستقبال الدفعة الثانية من الأسرى البالغ عددهم 350 أسيراً في السجون السعودية والساحل الغربي. وبحسب رئيس لجنة شؤون الأسرى، عبد القادر مرتضى، فإن الطائرة الاولى تحمل أكثر من 106 أسرى قادمة من مطار أبها في خميس مشيط. مشيراً إلى ان الأسرى سيصلون تباعاً إلى صنعاء عبر رحلة على متن الخطوط اليمنية و3 رحلات على متن طائرات تابعة للصليب الأحمر.
وفي الوقت الذي أكد فيه مرتضى على انه "-وعدنا- جميع أهالي الأسرى المتبقين في سجون الأعداء أننا سنواصل الجهود حتى تحرير كل الأسرى"، كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات ان صنعاء عرضت الإفراج عن مئات الأسرى ضمن صفقة التبادل، لكن الطرف السعودية لديها انتقائية كبيرة وفضلوا الإفراج عن بعض القيادات.
من ناحية أخرى كشف مرتضى، ان الأسرى تعرضوا للضرب والتعذيب، وأكد ان هناك فرقاً طبية تعمل على فرز الأسرى واجراء فحوصات لهم وهناك 4 حالات تم اسعافهم للمستشفيات -في الدفعة الأولى- نتيجة التعذيب في سجون العدوان.
وكشفت مصادر مطلعة على هذا الملف، ان قوات الحزام الأمني في مطار عدن، حاولت القاء القبض على عدد من الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى مع صنعاء. وهم القيادي في لواء الأماجد في أبين، والقيادي في جبهات الحدود، قائد قطاع في جبهة الحازمية في البيضاء. وتشير المصادر إلى ان قائد قوات درع الوطن، بشير الصبيحي استطاع ايقاف عملية الخطف، قبل ان يتطور الخلاف إلى اشتباكات مسلحة مع أبناء أبين والبيضاء.
بالمقابل، أشار رئيس الوفد اليمني المفاوض، محمد عبد السلام، أن جولة من المشاورات أنهيت مع الوفد السعودي بحضور وساطة عمانية في العاصمة صنعاء، سادتها أجواء إيجابية وجدية. وقال "خضنا مشاورات صعبة ومكثفة جداً ناقشت قضايا شائكة ومتشابكة في الملف الانساني والعسكري والسياسي". مضيفاً "أحرزنا تقدماً في بعض الملفات ولم تستكمل ملفات أخرى والوفد السعودي لمزيد من المشاورات...اتفقنا على الاستمرار في أجواء التهدئة القائمة المنسحبة على الهدنة وإبقاء التواصل قائماً".
أما بالنسبة للملفات العالقة، فتشير مصادر صحافية، انها تتعلق بموعد تنفيذ الشروط، خاصة بشأن صرف الرواتب. إلا ان جملة الاتفاقات التي كان قد تم الحديث عنها، رهن جدية الرياض في المفاوضات، اذ ان آل جابر، كان حتى اللحظة الأخيرة قبيل مغادرته صنعاء، يصر على اعتماد اسلوب المناورة لكسب مكاسب ما.
من جهته علّق عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، انه منذ اول جولة حوار، "احد أسباب الجولات ان مَن يصل للحوار رسل وليسوا أصحاب قرار".
الكاتب: مريم السبلاني