منذ سنتين وفي خضم معركة سيف القدس التي كان سببها الرئيسي حماية حرمة المسجد الأقصى المبارك أطلق قادة محور المقاومة هدفاَ مركزياً بعد استخلاص دروسها وعبرها يثبت نتائج تلك المعركة للمراكمة عليها.
تمثل ذلك نظرياً بتثبيت ورسم خط أحمر عريض حول المسجد الأقصى المبارك واعتبار أي انتهاك قادم له ولرواده إعلاناً من الكيان المؤقت للحرب التي قد تتدحرج لتتحول إلى حرب إقليمية.
كان ذاك الخط الأحمر الذي وضعته صواريخ المقاومة الفلسطينية وثبته سماحة السيد حسن نصر الله ومعظم تشكيلات محور المقاومة المدماك التأسيسي لمنظومة جرى العمل عليها لسنتين ليخرج منها مفهوم "وحدة الساحات" من طوره النظري إلى طوره العملي في الأيام العشر الأوائل من شهر نيسان عام 2023 التي تصادفت مع شهر رمضان المبارك.
فخلال سنتين من الجهد اليومي فرضت غزة معادلة حمايتها وربطت بها حراسة المسجد الأقصى من الانتهاكات من خلال صواريخها وفصائلها.
وفي رفع لمستوى التحدي وتماهياً مع معركة سيف القدس خرج شكل من أشكال المقاومة في القدس والضفة الغربية المحتلة وأراضي ال 1948 أطلقت فيه المقاومة الفلسطينية أسلوباً مبدعاً لقتال موجع ولا حل له عند العدو تجلى في عمليات الأسود المنفردة التي طالت العمق الصهيوني في تل أبيب وبئر السبع والنقب وبنفس الزخم في القدس ونابلس ومع تطور أشكال المقاومة المعتمدة على الأسود المنفردة خرجت داخل الضفة الغربية محاضن وقلاع لتشكيلات جديدة للمقاومة المسلحة في جنين ونابلس وطولكرم مضافاً إليها نقاط اشتباك مدنية ومسلحة يومية في القدس وفي مخيم شعفاط وفي أقصى الشرق في أريحا.
وقد حاول العدو الهروب من الاستهداف اليومي له في عمقه وفي الضفة الغربية بافتعال معركة حاول فيها شق المقاومة في غزة من خلال استفراد سرايا القدس بضربة إجهاضيه والمس بكامل قيادتها ومحاولة تحطيمها.
بين (5-7) آب 2022، أطلقت حركة الجهاد الاسلامي من خلال غرفة عمليات المقاومة الفلسطينية معركة "وحدة الساحات" تحمل فيها الكيان المؤقت خلال 56 ساعة مئات الصواريخ الثقيلة التي شلت كل شيء في مدنه الرئيسية (تل أبيب – اشدود – عسقلان – القدس – كامل غلاف غزة) وفرضت على الكيان استجداء وقف النار من الجهة التي حاول استفرادها.
كانت النتيجة المباشرة لمعركة "وحدة الساحات" حماية الإنجاز الاستراتيجي المتحقق في معركة "سيف القدس"، وذلك من خلال فصيل واحد قاتل بقوته الصاروخية فقط فيما وقفت كل فصائل غرفة عمليات المقاومة وبطلب من سرايا القدس على جهوزية. وقد راكمت المقاومة من خلال فصيل واحد من فصائلها قدرتها على فرض الردع على العدو الذي سارع إلى وقف إطلاق النار. لتتولى منظومته العسكرية والأمنية دراسة السبل لاستعادة الردع المفقود على أعتاب غزة.
أخضعت المؤسسة الأمنية الصهيونية هذه "الظاهرة" حسب تعبيرها إلى دراسة معمقة وخلصت التوصيات إلى أن مخططي اغتيال قادة سرايا القدس الذين دفعت بهم تقديراتهم إلى التوصية بالعملية والجزم بأنها ستشق صف المقاومة في غزة. وخلصت عملية الدراسة الصهيونية أن هذه العملية كلفت الردع الصهيوني ثمناً باهظاً ينبغي دفعه في غزة من خلال القبول بالأمر الواقع وفرضت عليه التعامل من جديد مع الميدان الداخلي (الضفة الغربية والقدس) اللذين شن معركته في غزة للهروب منهما.
أخرج المخططون العسكريون الصهاينة خطة "جز العشب" من الأدراج وشنوا عدة عمليات واسعة في مدن وبلدات الضفة ومخيمات القدس على غرار العمليات التي شنت خلال انتفاضة الاقصى بين عامي (2001 - 2002) والتي انهت تقريباً مع نهاية عملية مخيم جنين عام 2002 كل هيكلية مسلحة كبيرة للمقاومة منذ ذلك الوقت في الضفة الغربية المحتلة.
إلا أن المؤسسة العسكرية الصهيونية تفاجأت بأن الوضع العسكري في القدس والضفة الغربية عام 2022 بات بالغ التعقيد وأن البنية العسكرية للمقاومة لم يعد بالإمكان القضاء عليها.
ولم تسعف الانتخابات البرلمانية الصهيونية الجديدة في تشرين ثاني 2022، الكيان المؤقت بإعادة انتاج سلطته بل أنتجت حكماً يمينياً مغال في التطرف جعل من أولوياته على الساحة الداخلية التعامل مع الضفة والقدس بالقبضة الحديدية وإلباس تلك القبضة قفازاً دينياً متطرفاً. مما خلق مساراً طبيعياً للتصعيد غير المقيد انفجر على شكل حرب دينية في مدن وبلدات وقرى الاحتكاك (العربي الصهيوني) في الضفة والقدس وبدا من خلال رفع الطرفين (العرب واليهود) سقف التحدي والنزاع بأن الامور تكاد تخرج عن السيطرة وباتت تتجه بسرعة قياسية إلى الصدام الكبير.
أعدت المؤسسة العسكرية مجدداً كل عدتها لشهر رمضان وخططت لاحتواء الحراك السنوي الرمضاني في المسجد الأقصى متبعة أساليبها المعتادة في استفراد الساحات وفصل الميادين عن بعضها إلا أنها أعادت ارتكاب خطأ يشبه إلى حد كبير خطأ العام 2021 الذي أشعل معركة سيف القدس وعلى مدى أيام قامت القوات المسلحة الصهيونية بانتهاك حرمة المسجد الأقصى والتنكيل بالمعتكفين فيه. مما أعاد كل الأمور والأسباب إلى اللحظة التي فجرت معركة سيف القدس مخرجة خطة " وحدة الساحات " إلى العلن.
أدار محور المقاومة عمليات "وحدة الساحات" الافتتاحية عسكرياً وسياسياً بأسلوب لم يكن يألفه أو يتوقعه الاحتلال الذي كان يتعامل بشكل منفرد مع كل الساحات التي تعاملت معه بالقوة بين 6 و 8 نيسان 2023 ومقدماً لكل ساحة حججه لاستهدافها على حدة.
في سوريا الخاصرة التي تؤلمه تعامل العدو مع الميدان السوري من خلال اسلوب المعركة بين الحروب.
في فلسطين تعامل مع الضفة الغربية باستراتيجية ومع غزة باستراتيجية أخرى فاصلاً بين الساحات محيداً غزة وتعامل مع المسجد الأقصى كبقعة أرض منعزلة عن فلسطين وعن المسلمين في العالم.
في لبنان أبقى العدو الساحة اللبنانية "محيدة" معتقداً أن الأزمة المعقدة التي يعيشها ذلك البلد المأزوم تردع المقاومة فيه وتفرض على حزب الله (حزب المقاومة) كابحاً يمنعه من أي تصرف تصعيدي تجاه الكيان المؤقت في حال حصول تصاعد.
أكدت التقديرات الامنية والمعلومات الاستخبارية أن "أعداء إسرائيل مردوعين" وأوصت "بالمضي قدماً بعملية تحييد الساحات والتخلص من معضلة المسجد الأقصى في شهر رمضان التي تتكرر كل عام وتوسع الثقب في جدار الردع الصهيوني"، وقد رأت المؤسسة العسكرية الصهيونية أن مجموعة الاختبارات التي أجرتها في الميدانين السوري (استهداف المستشارين الايرانيين 4 مرات خلال اسبوع واحد) والفلسطيني (التأكيد عبر الوسطاء المصريين والقطريين بأن الاجراءات التي تتخذها المؤسسة العسكرية الصهيونية في القدس وبعض أنحاء الضفة الغربية وأراضي 1948 هدفها تمرير قطوع شهر رمضان).
وأرسلت قيادة العدو رسالة تطمين ظنت أنها خادعة إلا أنها برسالتها تلك والاجراءات العسكرية التي سبقتها وواكبتها أكدت لمحور المقاومة أن العدو يتجه سريعاً إلى تكرار ارتكاب خطأ شهر رمضان عام 2021.
تمكن محور المقاومة من تمرير خطة خداعه الاستراتيجي على مدى أشهر في أكثر من ثلاث ساحات وذلك باعتماد سياسة دمجت بين الصبر الاستراتيجي الذي يوحي بأن المقاومة قد رُدعت، وبين إجراءات مررت رسائل للعدو ولحاضنه الامريكي بأن التوجه الأساسي للمحور يستهدف الحفاظ على "الستاتيكو" الراهن الذي انتجته اتفاقية الترسيم البحري بين لبنان والعدو والامريكيين وكان ذلك أحد أهم عناصر الخداع الاستراتيجي للطرفين الامريكي والصهيوني.
بدأت عملية إخراج نظرية "وحدة الساحات" إلى الحيز العملي فعلياً في 13 آذار 2023 خلال عملية "مجدو " التي شكلت محاولة سبر غور للمؤسسة الامنية الصهيونية ورغم أن العديد من الاستراتيجيين والعسكريين الصهاينة قرأوا عملية مجدو بأنها تحمل رسالة جهوزية للحرب من محور المقاومة إلا أن المؤسسة الامنية الصهيونية قرأتها من جانب واحد وهي أن حزب الله يستغل المشاكل السياسية في الكيان المؤقت لمحاولة التأثير في الوضع الصهيوني العام وزيادة المشاكل في البيئة الاستراتيجية للعدو.
وفي هذا الظرف الحساس ارتكب نتنياهو خطأً كبيراً بإقالة وزير دفاعه "يؤاف غالنت" وأوعز لسلاح الجو بتنفيذ سلسلة ضربات متتالية في الميدان السوري مفضلاً الرد على جرأة حزب الله في الميدان السوري. تأكد لقادة محور المقاومة أن خطة الخداع الاستراتيجي قد أفلحت بإقناع صانع القرار الصهيوني بأن المحور "مقيد اليدين" وأنه يركز عملياته على دعم المقاومة الناشئة في الضفة.
إلا أن كل شيء تغير دفعة واحدة ظهيرة يوم 6 نيسان 2023 وعشية يوم 8 نيسان 2023 حيث رأى العالم بأم العين أولى مظاهر "وحدة الساحات" من لبنان وفلسطين وسوريا. والمفاجأة الاستراتيجية في ذلك كانت الدفعة الكبيرة من الصواريخ التي أطلقت من لبنان. في المقابل كان الأداء الصهيوني المردوع بصدمة سوء التقدير أكثر مفاجأة للمراقبين.
رأي خبراء العدو بالتطبيق العملي لـ" وحدة الساحات " بين 6 و 8 نيسان 2023:
ماذا قال الخبراء والمختصين والمخططين العسكريين حول تجربة وحدة الساحات بين 6 و 8 نيسان 2023 يمكننا أن نرى كل ما تقدم في الخلاصات التي خرجت عن الخبراء والمختصين والمخططين الاستراتيجيين الصهاينة الحاليين والسابقين. وقد قمنا بجمع تلك الاقتباسات والاشارة إلى مصادرها دون تدخل ودون تحليل لأنها تعبر عن نفسها وعن ما يجول الآن داخل الكيان المؤقت وكيف يتعامل مع إخراج "وحدة الساحات" إلى حيزها التطبيقي بين 6 نيسان 2023 و 8 نيسان 2023.
عاموس هارئيل[1]: إسرائيل لا تبحث عن حرب مع إيران، إن حرباً في الشمال (إذا لم نتحدث عن مواجهة متعددة الساحات) تبدو وكأنها الأمر الأخير في العالم الذي تحتاج إليه البلاد. الأزمة الداخلية في إسرائيل تضر بردعها الإستراتيجي وتثير لدى خصومها تفكير بأنه يمكن تحديها بإستفزازات عسكرية، لأن مجال المناورة للحكومة تقلص.
نير ديفوري[2]: في تقدير وضع للمؤسسة الأمنية يدركون أن إطلاق الصواريخ من لبنان هو رد فلسطيني على الأحداث في الحرم القدسي. مع ذلك، لا يمكن تحديد ما إذا كان حزب الله علم بذلك أو أنه غض النظر. إسرائيل وجهتها ليست للحرب مع لبنان.
أيهود يعاري[3]: أمر كهذا لم يحصل من دون تحضير مسبق أو مشاركة كاملة من حزب الله، حتى ولو كان يستخدم منظمات فلسطينية.
أوهاد حيمو[4]: الساحات تتصل ببعضها البعض- حادثة الحرم القدسي تصوّر حولها حدثاً إرهابياً من جميع الجهات. من الصعب التصديق أن حزب الله لم يعرفها. إنه ليس مجرد إطلاق منفرد، هذا شيء أوسع.
اللواء إحتياط عاموس يدلين[5]: إسرائيل يجب أن تأخذ قراراً حول الجهة التي ستحملها المسؤولية. ليس هناك سبب بالدخول في معركة بسرعة، إنما عندما تكون الظروف ملائمة لنا.
اللواء إحتياط يسرائيل زيف[6]: نحن نبني دائماً على الرد لكن أحياناً يكون من الحكمة أن لا نكون لعبة بأيديهم.. يجب الإنتظار. يجب النظر إلى المعلومات الإستخبارية. هل الوقت مناسب للتصعيد الآن؟ الجواب هو كلا.
يوآف ليمور (محلل الشؤون العسكرية في صحيفة اسرائيل هايوم)[7]: تجد إسرائيل نفسها، في ذروة عيد الفصح، في معضلة أمنية معقّدة: كيفية الرد على التصعيد المبادَر إليه في الشمال وفي غزة من دون التدهور إلى حربٍ متعددة الجبهات غير محبّذة. ظاهريًا، يبدو ان الحادثتين - القصف نحو غلاف غزة والقصف بعد ظهر أمس نحو الجليل الغربي - كانتا منسقتين.
يوآف ليمور[8] : إذا امتنعت إسرائيل عن رد أو اختارت ردًا أدنى، إنها تبث إشارة لكل الجهات المعادية في المنطقة - وعلى رأسهم إيران - بأنها ضعيفة، وقد يحاولون تحدّيها أكثر قريبًا.
يوآف ليمور[9]: لواء الأبحاث في أمان حذّر مؤخرًا المستوى السياسي من أن الردع الإسرائيلي تآكل بصورة مهمة في الأشهر الأخيرة، أعداء إسرائيل يلحظون هذا، وزادوا في الأسابيع الأخيرة التنسيق فيما بينهم فيما بدا كأنه إعداد لتصعيد يبدو انه يجري الآن.
موقع واللا[10]: كان الهدف الرئيسي لإسرائيل في جولة التصعيد الحالية هو تجنب اندلاع تصعيد واسع مع حزب الله في الشمال في توقيت غير مناسب لإسرائيل يوحد بين الساحة اللبنانية وساحتي غزة والضفة الغربية، وهو ما كان سيشكل إنجازًا لحماس. أحد الاعتبارات المقدمة في اجتماع مجلس الوزراء هو أن إسرائيل ليس لديها مصلحة في الوقت الحالي في الانجرار إلى حرب مع لبنان من المرجح أن تتحول إلى صراع متعدد الساحات.
جوناثان سباير[11]: إن الاطلاع على تفاصيل هذه الأحداث يوضح مدى ارتباط كل الجبهات، وعلى وجه التحديد مدى تشكّل المصلحة الإيرانية التي يمثلها الحرس الثوري الإيراني ومركّباته المختلفة مشروعًا واحدًا، ومكوناته المختلفة تساعد وتعمل على أساسه، نيابة عن بعضها البعض بطرق عملية مختلفة.
موقع القناة 12[12]: في ظل الأزمة الداخلية في إسرائيل، تشخص المنظمات الإرهابية الضعف وتحاول ربط القاعدة الدينية لشهر رمضان والأحداث في جبل الهيكل كي تفرض معادلة "توحيد الساحات".
موقع القناة 12[13]: يبدو أنّ صليات القذائف الصاروخية من جنوب لبنان على مستوطنات الشمال- من شأنها أن تغير قواعد اللعبة. كل الأحداث ترتبط ببعضها البعض الآخر وهناك من يوجه هذه الموجة التي من المحتمل أن تجر إسرائيل إلى الإحتدام، على الرغم من محاولات التمنع عن ذلك وتهدئة النفوس.
تويتر اللواء احتياط عاموس يدلين[14]: صباح اليوم تلقينا نموذجًا لتكتل الساحات. كل واحدٍ من اللاعبين يريد إشعال ساحة أحدٍ ما آخر: حماس والجهاد الإسلامي تسعيان لإشعال القدس ويهودا والسامرة (الضفة)، وإيران وحزب الله يحاولان إشعال الساحة الفلسطينية والمهاجمة من سوريا.
عمير ربابورت[15]: كلّ اللاعبين الإقليميين موجودون في ذروة معركة على "قواعد لعب" جديدة قد يمتدّ تأثيرها سنوات. المعركة على قواعد اللعب قد تنزلق بسهولة إلى تصعيد إقليمي متعدّد الساحات.
عمير ربابورت[16]: هذا التغيّر يشجّع إيران وحزب الله على محاولة تغيير معادلة المعركة بين الحروب التي تضمّنت حتى الآن ردّا محدودا على هجمات إسرائيلية داخل الأراضي السورية. في كلّ الأحوال، واضح جدا أنّ حسن نصر الله يقف خلفها، وهو غير معنيّ بفتح حرب شاملة ضدّ إسرائيل. وكان هدفه إرسال رسالة إلى إسرائيل بأنّها كما تستهدفه على الأراضي السورية وأحيانا في لبنان، بمقدوره أن ينفّذ عمليات استراتيجية في إسرائيل.
اللواء احتياط اودي افينتال[17]: إن سلسلة الهجمات في سوريا هي إشارة من إسرائيل لإيران وحزب الله على عدم ارتكاب في تقدير تصميمها. في الواقع، تحاول إسرائيل استعادة قوة الردع التي تضررت بعد التحرك غير العادي الذي بدأه حزب الله في منتصف آذار، عندما أرسل إرهابياً مسلحاً محملا بالعبوات الناسفة وحزاماً ناسفاً الى عمق إسرائيل. يبدو أن إسرائيل، التي تعمل على إعادة الردع، تحصر الهجمات "الصاخبة" ضد أهداف إيران وحزب الله في سوريا، وتمتنع عن الرد مباشرة في لبنان.
اللواء احتياط عاموس يدلين[18]: من المتوقع أن يؤدي التصعيد في جيل الهيكل (المسجد الأقصى) إلى زيادة الضغط على حماس لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وإذا استمر تبادل الضربات في الشمال، فقد تغذي الساحتان بعضهما البعض وخلق منحدر زلق مع احتمال حدوث تصعيد متعدد الساحات.
الميجر جنرال أهارون حاليڤا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية [19]: طالبو الشر لنا، وهم غير قليلين، لا يرتاحون في هذه الأيام أيضًا. إيران، بأذرعها الكثيرة، تحاول تأجيج الساحة والدفع إلى حريق.
قناة كان[20]: في المحصّلة كلّ هذه الساحات تتحرّك كثيرًا، والخشية دائمًا في المؤسّسة الأمنيّة، وبالتأكيد في فترة [شهر] رمضان، من أنّ كبسولة واحدة تُحدِث تصعيدًا في الساحات كلّها في آن معًا.
القناة الثانية عشر[21] : سواء لأسباب داخلية في المجتمع الإسرائيلي أو بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، باستطاعتها حث لاعبين لتحاول الوصول إلى تلك المعركة متعددة الساحات، هذا هو في نهاية المطاف حلم كل اللاعبين الذين يحيطون بنا، التجربة كانت في حارس الأسوار والهدف هو فعل هذا في المرة المقبلة ربما بشكل أعمق وأكثر تأثيرا وعلينا أن نكون يقظين لهذا الأمر.
القناة الثانية عشر[22]: فهي [إيران] تموّل وتُوجه اعتداءات من غزة، يهودا والسامرة، وسوريا وكذلك رأينا من لبنان، وهذه معركة متعددة الساحات، فمنذ سنوات عديدة كان لإسرائيل الامتياز للمواجهة في كل مرة مع إحداها لكن ليس بعد الآن، الوضع متفجّر للغاية، كل ساحة تؤثر على أخرى، وهذا يستلزم استخبارات دقيقة واستعدادات صحيحة وأيضًا وحدة واستقرارًا بدءًا من المستوى السياسي مرورًا بموقع وزير الأمن وانتهاء بالجيش.
قناة كان [23]: إجمالاً، كلّ القطاعات وكلّ الساحات مهتزّة جدًا، وعليه دائمًا ينتاب المؤسسة الأمنية مخاوف، مع التأكيد على فترة [شهر] رمضان، من أنّ مٌفجّرًا واحدًا قد يتسبب بتصعيد في كلّ القطاعات معًا.
عيرن عتسيون - نائب رئيس مجلس الامن القومي سابقا [24]: مصلحة إسرائيل التمييز بين الساحات، وإخراج حزب الله من الحدث.
اللواء في الاحتياط يوم طوف سامية [25]: يجب فهم الخارطة الشاملة وفيها ستة ساحات مع مخرج واحد اسمه ايران وانا لا ابرئها من أي ساحة من هذه الساحات: قطاع غزة، القدس والاقصى، يهودا والسامرة والعمليات، ساحتنا الداخلية القرى والمدن العربية والمختلطة، لبنان، سوريا. هذه الساحات الستة بالظاهر مختلفة الواحدة عن الأخرى لكن الوقود المحرك لها وحيث تقريبا في كل مكان يوجد إصبع إيراني. لمواجهة ستّة ساحات بآن واحد يحتاج الجيش الى معلومات استخبارية والى شاباك يعمل على مدار الساعة والى شرطة قوية.
تال بيري رئيس مركز ألما [26]: يظهر حزب الله الشيعي وحركة حماس السنية وحدة في المصالح، خاصة ضد إسرائيل. بدلاً من أيديولوجية دينية مختلفة، تم إنشاء عقيدة أيديولوجية مشتركة - "أيديولوجية فلسطين".
خلاصة واستنتاج:
مما تقدم يمكن تحديد أهمية وقوة انجاز "وحدة الساحات" بهذه السرعة القياسية لتصل حسب بعض خبراء العدو إلى ست ساحات متكاملة بالعناوين التالية:
- اخراج " وحدة الساحات " من حيزها النظري إلى مجالها العملي خلال أقل من 24 شهراً.
- تأكيد فعالية " وحدة الساحات " في أي معركة قادمة.
- نجاح خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذها محور المقاومة.
- الحفاظ على المبادأة الاستراتيجية وتثبيت الردع بيد المقاومة.
- نجاح تطبيقات التعاون وتوزيع القوى بين عناصر المحور.
- اختبار ردة فعل الصهاينة وحلفائهم الامريكيين تجاه "وحدة الساحات".
- الإدارة الناجحة لمحور المقاومة لـ"وحدة الساحات" وحسن استخدام الطاقات وعناصر الثقل النوعي لكل عنصر من عناصره.
- تحقيق الأهداف الرئيسية لوحدة الساحات بنسبة عالية من النجاح من خلال جهد مشترك ومنسق.
- حصر التداخل والتشويش الذي يمكن أن تمارسه الأطراف المؤيدة للكيان المؤقت في المنطقة وجعله عنصر خسارة مضاعفة للعدو.
- تحييد كل شركاء العدو في المنطقة وجعلهم بلا فائدة.
- حصر الاستهداف بالعدو وجعل شريكته الكبرى أمريكا في حالة المتفرج الفاقد الصلاحية للتدخل في هكذا نزاع.
- توجيه رسالة ردعية للعدو بأن الأحلاف العسكرية كالسانتكوم لن تحميه من ضربات محور المقاومة.
- اثبات فعالية "وحدة الساحات" مما يمكن من إدخال عناصر جديدة إليها كالجزائر.
- تعطيل أي فعالية لمجلس الأمن الدولي يستفيد منها العدو كما كان يحصل ذلك دائماً في جميع الحروب والأزمات التي كان يتورط فيها العدو.
- انتاج شكل جديد من الصراع خاص بمحور المقاومة يشبه كثيراً اسلوب "المعركة بين الحروب" حيث أن وحدة الساحات سمحت للميدان اللبناني والسوري بنسب مختلفة بشن "معركته بين الحروب".
- جذب العدو لصراع غير مجد في "منطقته الرمادية" وتقييد أذرعته.
- جزمت "وحدة الساحات" ان كل الكلام الصادر عن العدو حول استهداف إيران وبرنامجها النووي هو عبارة عن كلام تحريضي في الهواء ولا أثر عملي له إلا في حرب الظلال المستعرة بين إيران والكيان المؤقت.
[1] إطلاق الصواريخ في الشمال يضع إسرائيل في وضع أكثر تعقيداً منذ إنتهاء حرب لبنان الثانية - هأرتس- عاموس هرئيل 06/04/2023
[2] نير دفوري: موقع القناة 12: 06-04-2023
[3] نفس المصدر.
[4] نفس المصدر
[5] نفس المصدر
[6] نفس المصدر
[7] أعداء إسرائيل زادوا التنسيق فيما بينهم - وأعدّوا الأرضية لتصعيد - إسرائيل هيوم - يوآف ليمور (محلل الشؤون العسكرية) 2023-04-07
[8] أعداء إسرائيل زادوا التنسيق فيما بينهم - وأعدّوا الأرضية لتصعيد - إسرائيل هيوم - يوآف ليمور (محلل الشؤون العسكرية) 2023-04-07
[9] نفس المصدر
[10] التحذيرات من حرب شاملة والجدل حول طبيعة الرد كانت وراء قرار المهاجمة في لبنان وغزة - موقع واللا / 2023-04-07
[11] الحرس الثوري الإيراني يُظهر يده: الهجمات الأخيرة تكشف المزاج السائد وسط المحور الذي تقوده إيران - جيروزاليم بوست - جوناثان سباير2023-04-08
[12] الصلية على الشمال: تأريخ تصعيد أدى إلى سحق الردع- وتوحيد الساحات في شهر رمضان - موقع القناة 12 / 06-04-2023
[13] الصلية على الشمال: تأريخ تصعيد أدى إلى سحق الردع- وتوحيد الساحات في شهر رمضان - موقع القناة 12 / 06-04-2023
[14] الانقلاب السلطوي فتت بسرعة الردع الإسرائيلي ودعم الولايات المتحدة - تويتر اللواء احتياط عاموس يادلين، رئيس "أمان" سابقًا / 06-04-2023
[15] المعركة على قواعد اللعب الجديدة، التي قد تقود إلى انفجار إقليمي - عمير ربابورت / موقع إسرائيل ديفنس / 05-04-2023
[16] نفس المصدر
[17] إذا استمر تبادل الضربات في الشمال، فقد تغذي الساحتان بعضهما البعض وخلق منحدر زلق مع احتمال حدوث تصعيد متعدد الساحات - موقع القناة ال12 - الضابطان في الاحتياط عاموس يادلين واودي افينتال / 2023-04-05
[18] نفس المصدر
[19] رئيس "أمان": "إيران تحاول تأجيج الساحة والدفع إلى حريق" - ليلاخ شوفال (مراسلة الشؤون العسكرية) إسرائيل هيوم -/ 04-04-2023
[20] العدوّ يعمل بما لا يجرّ إلى حرب وإسرائيل تتّحد في المواجهة - قناة كان 2023/04/04
[21] أربع هجمات على سوريا في أقل من أسبوع ما قد يدفع المنطقة إلى تصعيد شامل ومرحلة جديدة من عدم الاستقرار- القناة الثانية عشر 2023/04/04
[22] إسرائيل تواصل غاراتها على سوريا وتضرب أهدافًا ومقرات للحرس الثوري الإيراني - القناة الثانية عشر 2023/04/04
[23] مخاوف في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من التصعيد - قناة كان 2023/04/05
[24] قاعدة لبنان ليست كقاعدة غزة - القناة الثالثة عشر 2023/04/06 - عيرن عتسيون - نائب رئيس مجلس الامن القومي سابقا.
[25] اللواء يوم طوف سامية ايران تدير ستة ساحات ضد إسرائيل: القناة الثانية عشر 2023/04/07
[26] التصعيد في الشمال ملخص للهجمات الصاروخية من لبنان على إسرائيل (6 أبريل). مركز ألما - تال بيري-9 أبريل 2023.
المصدر: مركز دراسات غرب آسيا