في الوقت الذي يتم فيه تقديم مشروع قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا في الولايات المتحدة، ترسل الإدارة الأمريكية مبعوثها العسكري إلى غرب آسيا لطمأنة حلفائها في الكيان المؤقت والأكراد في سوريا، وليقول بأن الاستمرار في احتلال مناطق من سوريا "يستحق المخاطرة"، تحت ذريعة محاربة وخطر داعش الإرهابية، وهي ذريعة أصبحت – حتى إعلاميًا وشعبويًا- غير قابلة للتصديق. فالمنطقة الاستراتيجية التي تحتلها القوات الأمريكية، والتي تصل بين العراق وسوريا ولبنان، بالإضافة الصراع بين المعسكر الغربي وروسيا في أوكرانيا، ينبئ بأسباب أخرى للبقاء هناك، خاصة أن المنطقة هي طريق بإمكانه وصل محور المقاومة بعضه ببعض، وأن الولايات المتحدة لن تسمح بقواعد عسكرية روسية في سوريا دون أن يكون لها نفوذ مكافئ في تلك المنطقة المهمة للمشروع الأوراسي في غرب آسيا.
بعد زيارة غير معلنة للكيان المؤقت، حضر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارك ميلي بشكل مفاجئ في قاعدة عسكرية أمريكية شمال شرق سوريا، حيث نقلت وكالة رويترز بأنه زار سوريا "لتقييم مهمة عمرها ثمانية أعوام تقريبًاً لمحاربة تنظيم داعش ومراجعة إجراءات حماية القوات الأمريكية من أي هجوم".
وأفادت الوكالة عن الجنرال ميلي في تصريح للصحفيين المسافرين معه إنه يعتقد أن القوات الأمريكية وشركاءها السوريين الذين يقودهم الأكراد يحرزون تقدماً في ضمان إلحاق هزيمة دائمة لداعش. وعند سؤاله عما إذا كان يعتقد أن مهمة سوريا تستحق المخاطرة، ربط ميلي المهمة بأمن الولايات المتحدة وحلفائها، قائلاً "إذا كان (سؤالك هو) هل هذه المهمة ضرورية؟، فإن الإجابة هي نعم".
أما في زيارته إلى الكيان فقد ناقش ميلي ما سمّي قضايا الأمن الإقليمي و"تنسيق الدفاع ضدّ التهديدات التي تشكلها إيران" في محادثاته مع رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية: "سوريا تدين بشدة الزيارة غير الشرعية لرئيس هيئة الأركان الأمريكي إلى قاعدة عسكرية أمريكية غير شرعية في شمال شرق سوريا وتؤكد أنها انتهاك صارخ لسيادة وحرمة أراضيها ووحدتها". وأكد المصدر أن "سوريا تطالب الإدارة الأمريكية بالتوقف فورًا عن انتهاكاتها الممنهجة والمستمرة للقانون الدولي ووقف دعمها لميليشيات مسلحة انفصالية.. وسوريا تؤكد أن هذه الممارسات الأمريكية لن تحرفها عن نهجها في مكافحة الإرهاب والحفاظ على سيادتها وأمنها واستقرارها". وأضاف المصدر أن سوريا تتوجه إلى الدول التي تنشد الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم لإدانة هذه الانتهاكات الأمريكية ووقفها.
الكاتب: غرفة التحرير