شنّ نواب ألمان حملة عنصرية مسّت بالإسلام وبأعلى مقام ديني وسياسي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عبر وضع صورة فتاة تعتدي على العمامة الإسلامية شعاراً على ما ارتدوه من زيّ رسمي في "البوندستاغ" (البرلمان الألماني)، داعمين بهذه الخطوة مثيري الشغب وأعمال العنف في إيران لزعزعة الاستقرار في البلد ومحاولة توجيه ضربة للنظام الإسلامي القائم، لكن هل نسيت ألمانيا أزمتها السياسية والأمنية الأخيرة؟
تحدّث صحيفة "الإندبندنت" البريطانية منذ الثامن من الشهر الحالي عن "مخططً غريب ومجنون وصعب التنفيذ"، إذا انتشرت ثلاثة آلاف وحدة من الشرطة والقوات الخاصة الألمانية في 11 من أصل 16 ولاية ألمانية، واعتقلت 25 شخصًا في 140 مداهمة، من بينهم نواب سابقون وعسكريون وحتى قائد في القوات الخاصة الألمانية، كانوا يخططون لانقلاب ضد الحكومة الألمانية الحالية.
وكشفت التحقيقات الألمانية أن العناصر الذين حاولوا تنفيذ الانقلاب ينتمون بأغلبهم الى منظمة Reichsbürger (الرايخسبيرغر) التي تعني "مواطنو الرايخ" (الرايخ: القيصرية الألمانية وتسمى الرايخ الثاني، هي إمبراطورية تأسست عام 1871 من 27 مقاطعة أساسية، وحكمت بواسطة العائلات المالكة). وهي منظمة يمينية متطرفة تأسست عام 1949، وتتبنى الأفكار الأيديولوجية للنازية و"النازيون الجدد"، وتؤمن بالعودة إلى الحدود الألمانية لما قبل هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية،
وتتأّلّف من 21 الى 25 ألف عضو لا يعتقدون بشرعية الدولة الألمانية الحديثة. وبعد انتهاء ولاية المستشارة الألمانية أنجيلا مريكل، استطاعت هذه الجماعات اليمينية المتطرّفة الوصول الى مراكز ومناصب في الدولة الألمانية ومؤسساتها خاصة الأمن والدفاع.
وقال مكتب المدعي العام الألماني أن "الأشخاص الذين تم اعتقالهم خططوا لإقامة حكومة عسكرية مؤقتة وأرادوا البدء بمفاوضات مع الحلفاء السابقين بعد نتائج الحرب العالمية الثانية، إنشاء جيش جديد في ألمانيا". فيما نفى وجود أدلّة تثبت " ضلوع أي من المسؤولين الروس في دعم مخطط الانقلاب". وبحسب البيان المكتب، "فإن الزعيم المفترض للمجموعة المتهمة، تواصل مع ممثلي السفارة الروسية في ألمانيا، لكن الادعاء العام لا يمتلك أدلة تشير إلى استجابتهم لطلبه".
وكانت هذه المنظمة والجماعات اليمينة تخطط لمثل هذه الأعمال منذ تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2021، أي قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في شباط / فبراير الماضي. كما سبق أن نفذت هذه المنظمة محاولة لاغتيال وزير الصحة الألماني، وأحبطت لها العديد من العمليات الأخرى. لكن هذه المنظمة تحاول توظيف الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها برلين بعد الحرب في أوكرانيا، لتنفيذ أجندتها في تفكيك الدولة.
بدورها، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه "خلال عمليات البحث والتفتيش، تم اكتشاف أكثر من 100 وثيقة حول عدم إفشاء الأسرار.. أقسم فيها الموقّعون على الاحتفاظ بالخطط السرية للمجموعة".
وفيما ادعت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أن بلادها "تعتزم تشديد قوانين السلاح بعد كشف المؤامرة"، مضيفة أن "حركة مواطني الرايخ تشكل تهديداً متنامياً لألمانيا بالنظر إلى اتساع قاعدتها من ألفين إلى 23 ألفاً في العام الماضي". الا أن أسلحة هذه المنظمة مصرّحة لدى السلطات الألمانية!
ترى قناة "روسيا اليوم" الروسية، أن "هناك شعور متزايد بين الطبقة الوسطى لدى الغرب وخاصة لدى الدول الأوروبية بأنه من المستحيل تغيير مسار البلاد قانونيا، ما يدفع نحو الإرهاب الفردي أو محاولات الانقلاب المماثلة".
الكاتب: غرفة التحرير