باسيل في موسكو لحل العقدة الحكومية

بعد أسبوع من عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من روسيا، حط رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في موسكو بعد تلقيه دعوة لزيارتها بهدف البحث في قضية تأليف الحكومة بعدما وُصف بأنه "المعرقل الأول". وكان باسيل قد استهل زيارته أمس بلقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف إضافة إلى ومسؤولين آخرين، على أن تستكمل اللقاءات على مدى يومين آخرين.

وجاءت هذه الدعوة بعد أن تأكدت روسيا من نية باسيل في قضية الحكومة، وقد نُقل عن بوغودنوف أن "اجتماع لافروف بباسيل جاء بعد تأكيدات وصلتنا بأنّ رئيس التيار الوطني الحر سيُبدي مرونة وسيقدم تسهيلات في الملف الحكومي، ثم إن الرجل هو رئيس أكبر تكتل نيابي مسيحي ولا يمكننا أن لا نستقبله".

وفور انتهاء اللقاء أمس صرح باسيل في مؤتمر صحفي أن لبنان - ونتيجة الضغوطات التي تمارس عليه إضافة إلى الفساد المنتشر داخله – قد انهار "ويلزمه إصلاحات جذرية وبنيوية لانهاضه"، مشيرًا إلى أن الإصلاحات في لبنان "تتطلّب قراراً سياسياً لبنانياً غير مكتملة عناصره، وتلزمها حكومة من الاختصاصيين تكون مدعومة من القوى السياسية والبرلمانية الأساسية لكي تتمكن من تحقيق هذه الإصلاحات، من دون أن يكون فيها القدرة لأحد على السيطرة عليها وعلى منع هذه الإصلاحات من التحقّق".

وتحدث باسيل عن الوضع الأمني في لبنان ودوره في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا على ضرورة أن يأخذ كل حقوقه وأن توقف "إسرائيل" اعتداءاتها البرية والبحرية والجوية على الأراضي اللبنانية ومحاولات قضم ثروته لما يؤمن ذلك من ضمان للأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.

وحول الدور الروسي في المنطقة أشار باسيل إلى أن "لروسيا أدوار عديدة في المنطقة ولبنان، تصب في مصلحتنا ومنها إحقاق التوازن الدولي في المنطقة، ولعب دور إيجابي في عملية السلام على قاعدة الحقوق وليس على قاعدة العنف والقوة"، كما لفت إلى أن "موسكو لعبت دوراً محورياً في عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، حفاظاً على وحدة سوريا" آملًا في أن تستكمل هذا الدور من خلال إعادة المسيحيين الذين تم تهجيرهم من الشرق نتيجة سياسات بعض الدول.

وخلال مقابلة تلفزيونية أجراها أمس على قناة روسيا اليوم شدد باسيل على موقف التيار من تشكيل الحكومة ومن الرئيس المكلف قائلًا "نريد من الحريري ان يؤلف، لكن اذا لم يستطع عليه ان يتحمل مسؤوليته ولا يمكن لأحد ان يحاول الاستفادة من الأزمة الكبيرة ليحاول فرض شروط جديدة" مضيفًا أن "النظام السياسي في لبنان فاشل ولا يعمل ، وان تأليف الحكومة غير ممكن من خلال شخص واحد".