تنتهي اليوم عملية الاستفتاء لضم أربع أقاليم من أوكرانيا إلى روسيا، والتي بدأت الجمعة الماضية في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا الأوكرانية. وقد جاءت هذه العملية، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب متلفز، أن بلاده ستدعم القرار الذي سيتم اتخاذه في الاستفتاء من قبل سكان هذه المناطق.
وبحسب الجهات التي تدير الأمور السياسية والعسكرية في هذه المناطق، فإن هذه الخطوة قد جاءت "استجابة لطلبات من المنظمات العامة وسكان المنطقة".
ووفقاً لأخر الإحصاءات، فقد تخطت نسبة المشاركة في الاستفتاء في هذه المناطق عتبة الـ 50 % من عدد سكانها، بحيث بلغت أكثر من 80% في لوغانسك ودونيتسك، وأكثر من 60% في زابورجيا وخيرسون. وهذا ما اعتبرته روسيا نجاحاً للاستفتاء، بانتظار ما سيعكسه من نتائج، مع الإشارة الى استطلاعات الرأي التي سبقت هذه الخطوة، قد عكست غالبية شعبية مؤيدة لهذا الضم.
وبعد إغلاق صناديق الاقتراع مساءاً، سيتم فرز الأصوات وإعلان النتائج، لتبدأ من بعدها عملية ضم هذه المناطق إلى روسيا رسمياً، من خلال مصادقة البرلمان الروسي والرئيس بوتين، ومن بعدها تعديل الدستور ليشمل هذه المدن.
تأثير السياسي لهذا الاستفتاء
منذ أن أعلن قرار إجراء الاستفتاء في هذه المناطق، سرت حالة من الهستيريا غير مسبوقة لدى السلطات الأوكرانية، التي تخوض منذ أيام معارك عنيفة ضد القوات الروسية، في سعي لإفشال هذا الاستفتاء. وطالبت البعثة الأوكرانية في الأمم المتحدة بعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء لبحث هذا الموضوع، والتي قد يقدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فيها إفادة إلى أعضاء المجلس بشأن هذا الموضوع.
وأثار الاستفتاء أيضاً، مواقف الإدانة والشجب لدى الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي وبريطانيا، الذين أعلنوا رفضهم المسبق الاعتراف بنتائجه، مهددين بفرض عقوبات جديدة على روسيا.
وعليه، فإنه وبعد ضم هذه المناطق رسمياً الى روسيا، سندخل حينها في مرحلة جديدة، قد يصعب فيها الوصول الى تسوية سياسية لهذا الصراع. بحيث سترفض روسيا أن تكون هذه المناطق المنضمّة جزءا من أي تفاوض مستقبلي، لأن استفتاء الانضمام وفقاً لها قد تمّ في إطار ما تسمح به المواثيق الدولية.
أما الأخطر من ذلك، هو ما كشف عنه المسؤولون الروسيون، من استعداد للدفاع عن الأراضي والمواطنين الروس بكافة الوسائل والأسلحة. وبالتالي فقد تقرر الدولة الروسية عندها الدفاع عن هذه المناطق، بالأسلحة النووية التكتيكية وبما الاستراتيجية أيضاً.
بعض النتائج الاقتصادية
_ تتمتع هذه المناطق بإمكانات اقتصادية وصناعية وبشرية كبيرة، فأراضيها مكونة من التربة السوداء الغنية بالرواسب المعدنية والمفيدة جداً للنشاطات الزراعية.
_كما تعتبر هذه المناطق من الأهم في أوكرانيا على صعيد توليد وإنتاج الطاقة وصناعة التعدين المتطورة، وتمتلك شبكة نقل استراتيجية، وكذلك تعتبر منطقة مهمة على صعيد تطوير النشاطات السياحية.
الكاتب: غرفة التحرير