أنهت سوريا بالأمس الأحد، انتخابات مجالس الإدارات المحلية في المناطق والمحافظات، والتي اضطرت اللجنة القضائية العليا الى تمديد فترة الاقتراع لها في جميع المراكز، حتى الساعة التاسعة مساء. حيث شهدت هذه المراكز ازدياداً في نسبة مشاركة المواطنين في الانتخابات، حتى الساعة الأخيرة من المدة المحددة للعملية.
وبهذا تؤكد سوريا ودولتها، على استرداد عافيتها بشكل كبير، في أغلب المناطق المحررة والتي لم يعد فيها مجموعات إرهابية، في استكمال لباقي الاستحقاقات الدستورية الأخرى. وهذا ما عبّر عنه من وزير الخارجية فيصل المقداد حينما قال بأن الاستحقاقات الدستورية لم تتوقف طيلة السنوات الماضية، وأن الشعب السوري استمر في ممارسة حقه وواجبه في هذه الاستحقاقات. متابعا بأن رئيس الجمهورية بشار الأسد يؤكد على ضرورة ممارسة كل الاستحقاقات الانتخابية، سواء كانت الإدارة المحلية، مجلس الشعب، أو الانتخابات الرئاسية في مواعيدها المحددة.
أما رئيس الوزراء حسين عرنوس فقد شدد على أهمية انتخابات المجالس المحلية، معتبراً بأن الأخيرة تشكّل صلة المواطن المباشرة مع الدولة والأداة التنفيذية للحكومة للنهوض بالمجتمع. كاشفاً بأن هذه الانتخابات ستؤدي إلى نقل العديد من الصلاحيات المركزية إلى الإدارة المحلية، ضمن توجه الدولة لاستكمال الخطة الوطنية اللامركزية الإدارية.
لذلك فإن أعضاء المجالس المحلية يتم انتخابهم لـ 4 سنوات على مستوى البلديات ومجالس المدن، ومجالس المحافظات، وتتعلق مسؤولياتهم الأساسية بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، في الإدارات التي ينتخبون فيها، ويمتلكون الاستقلالية في إدارة مشاريع التطوير المحلية، والتي تعتبر من الجوهرية في صياغة عملية إعادة الإعمار.
تفاصيل العملية الانتخابية
أما بالنسبة لتفاصيل العملية الانتخابية، فقد بلغ عدد المراكز الاقتراع 7348 مركزاً، بزيادة 1200 مركز عن الانتخابات التي أُجريت في العام 2018، بهدف تأمين وصول الناخب إلى مركز الانتخاب بسهولة ويسر.وتنافس خلالها 59498 مرشحاً على 19086 مقعدا. بحيث تقسم سورية إلى 1470 وحدة إدارية، موزعةً على 14 محافظة و158 مدينة و572 بلدة و726 بلدية.
الفرز وإعلان النتائج
وفور انتهاء عملية الاقتراع، بدأت عملية فرز الأصوات، التي أوضح رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات القاضي المستشار جهاد مراد بأنها أجريت بحضور من يرغب من المرشحين أو وكلائهم أو وسائل الإعلام. لافتاً بأن إعلان النتائج يتم من قبل اللجنة القضائية الفرعية في كل محافظة بعد استلامها كل محاضر اللجان الانتخابية، فيما تقوم اللجنة القضائية العليا بتنظيم محضر نهائي بأسماء الفائزين وإرسال نسخة منه إلى وزيري الإدارة المحلية والداخلية.
التسقيط الإعلامي الخارجي
وكعادتهم في محاولة ضرب هذه الإنجازات السورية وتسقيطها، سارعت وسائل إعلام عربية وأجنبية عدّة معادية لسوريا، الى تشويه هذه العملية وبث الأضاليل والشائعات حولها، فيما غُيّبت عن بعض الوسائل عمداً. فهذا المعسكر لا يناسبه إطلاقاً، تقديم حقيقة ما يجري فيها، من عودة للهدوء وانتظام في الحياة المدنية، ليستمروا في مشاريع الاستثمار السياسي لتحصيل المكاسب، وفي مقدمتها مشروع إعادة الإعمار، الذي تقدّره بعض الجهات الدولية بعشرات مليارات الدولارات.
الكاتب: غرفة التحرير