شكّلت وزارة الداخلية في صنعاء هدفاً دائماً للتحالف طيلة سنوات الحرب الماضية، حيث أقدم على ضرب قواتها الأمنية بمختلف تشكيلاتها، وبنيتها التحتية من مقرات وإدارات أمن وأقسام شرطة والنقاط الأمنية والسجون.. اليوم، بعد 8 سنوات "نراها وهي تقدم عرضاً نموذجياً ورمزياً لوحدات من منتسبيها ونراها حاضرة بقوة وفاعلية عالية، كما أن لها برنامجها المهم في البناء والتصحيح والتطوير" حسب ما وصفها قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي في كلمته له خلال العرض العسكري للقوات والوحدات التابعة لوزارة الداخلية.
وبمناسبة العيد الثامن لثورة 21 سبتمبر، أشار السيد الحوثي إلى ان "أن الأمن ضرورة لاستقرار الحياة ودعامة أساسية للنهضة والبناء...هو في سلم المسؤوليات ومن أهمها". مؤكداً على ان الرسالة من هذا العرض هي ان "وزارة الداخلية، ومختلف تشكيلاتها، تتحرك في إطار مهامها المقدسة في حماية الشعب، وترسيخ الأمن والاستقرار... بالاستناد إلى تجربة عملية كبيرة ورصيد حافل بالإنجازات لإفشال مساعي الأعداء الإجرامية لاستهداف الشعب اليمني".
فيما عرض خلال كلمته مختلف الأساليب التي انتهجها التحالف وفي مقدمته السعودية بمحاولة منه لتفريغ الوزارة والقوات الأمنية التابعة لها من قوتها، ولخصها بعدد من النقاط:
-تحالف العدوان، وبالإضافة إلى عدوانه العسكري الشامل وارتكابه لجرائم الإبادة الجماعية من خلال غاراته التي استهدف بها كل التجمعات في المساجد والأسواق والمستشفيات والمدارس ومختلف المناسبات الاجتماعية، قد فتح قبل المعركة العسكرية عدوانا يستهدف الشعب اليمني في أمنه واستقراره، واستخدم وحرّك كل وسائله وأدواته لتحقيق أهدافه الشيطانية.
-العدو عمل بكل جهد مستخدما التكفيريين وغيرهم من مختلف التشكيلات الإجرامية لتنفيذ الكثير من المخططات الإجرامية، بالتفجيرات لكنه فشل في أغلبها نتيجة للجهود المبذولة لوزارة الداخلية وتشكيلاتها ومختلف الأجهزة الأمنية التي تعاونت معها في التصدي لمؤامرات الأعداء.
-إلى جانب مساعي العدو في إحداث التفجيرات والاستهداف الجماعي للشعب، كان هناك نشاط ومؤامرات كبيرة تهدف إلى تنفيذ الكثير من عمليات الاغتيالات لرجالات الدولة والبلد، وأبناء الشعب من مختلف تياراته ومكوناته التي لها موقف واضح من العدوان، وحتى على مستوى أوسع من ذلك، لكنه فشل أيضا في أكثر مساعيه في هذا الاتجاه.
-كان للعدو نشاط كبير ومؤامرات متعددة حرك فيها إمكانياته المادية ووسائله وأياديه الإجرامية في محاولة للتخريب، وإثارة الفوضى وضرب الأمن والاستقرار تحت عناوين سياسية، وأيضا على مستوى القضايا والمشاكل الاجتماعية
-الجريمة المنظمة شملت أشكالا متنوعة من الجرائم، مثل القتل والسطو والنهب والسرقة والاختلاس ومحاولات تشويه الأجهزة الأمنية، إضافة إلى العمل الدؤوب لنشر المخدرات، والتي فشل أيضاً في الكثير منها بالجهود الكبيرة لوزارة الداخلية وتشكيلاتها المختلفة وقيامها بمهامها ...لو نجح العدو ووجد بيئة مفتوحة وسهلة لا يجد فيها من يتصدّى له لتحوّلت يوميات شعبنا إلى مجازر وحشية وإجرامية رهيبة من خلال التكفيريين.
حاضرون للإسهام في التعاون الأمني
ولفت إلى ضرورة مواكبة التحديات والنهوض بالمسؤولية.. منوها بالتنسيق العالي بين وزارة الداخلية وبقية الأجهزة الأمنية وعلاقتها القوية مع أبناء الشعب، الذي له أيضا أهمية كبيرة في نجاحها في أداء مهامها ومسؤولياتها.
وقال: "رسالتنا اليوم للأعداء، في هذا الاستعراض الرمزي، بأن ما وصلت إليه وزارة الداخلية بعد الاستهداف الكبير يبيّن بشكل واضح فشل مساعي الأعداء في الوصول بهذه المؤسسة وأجهزتها الأمنية إلى الانهيار، فهي اليوم أقوى وأكثر فاعلية في القيام بمهامها وأكثر نجاحا".
كما أكد السيد الحوثي، أن أمن اليمن هو لصالح كل الشعوب المجاورة والعربية والإسلامية وأن اليمن حاضر للإسهام في التعاون الأمني لصالح الأمة، والتنسيق الأمني لما فيه حماية شعوبها.
وعرفاناً بالجميل حضر شهداء وزارة الداخلية في العرض العسكري، وقال السيد الحوثي: "نترحم في هذا اليوم وهذا العرض المهيب، على شهيد وزارة الداخلية طه المداني، وكل شهداء الوزارة الذين كانوا وإلى جانب مهامهم الأمنية، حاضرين على الدوام في مختلف الجبهات للدفاع عن بلدنا وشعبنا".
الكاتب: غرفة التحرير