تستمر المناورة العسكرية بعنوان "الركن الشديد 2" التي تنظمها "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية"، والتي تأتي في سياق التدريب والتجهيز للمواجهة مع الكيان الإسرائيلي، حيث تكون من ضمن الفعاليات العسكرية للمناورة اطلاق الصواريخ التجريبية، واقتحام مواقع الاحتلال وإمكانية أسر الجنود بهدف إتمام صفقات التبادل لتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية، وكذلك تكون المناورة فرصة لتبادل آخر الخبرات والتقنيات بين الفصائل والإبقاء على مستوى عال من التنسيق والجهوزية، لتصبح جميع الأجنحة العسكرية على مستوى واحد من القوة، وكلّ موحّد لا يتجزّأ في المواجهة. وكانت الغرفة المشتركة قد أجرت مناورتها الأولى عام 2020 (الركن الشديد 1).
فما هي "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية"؟
هي غرفة عمليات عسكرية مشتركة تأسست عام 2006، في البداية، كانت تقتصر على حركتي حماس والجهاد الإسلامي لتنسيق الخطوات الميدانية العسكرية خلال الحروب الإسرائيلية على قطاع غزّة، ونصّت وثيقة "الوفاق الوطني" آنذاك (الصادرة في أيار 2006) في بندها العاشر على: "العمل على تشكيل جبهة مقاومة موحدة باسم جبهة المقاومة الفلسطينية، لقيادة وخوض المقاومة ضد الاحتلال وتوحيد وتنسيق العمل والفعل للمقاومة وتشكيل مرجعية سياسية موحدة لها".
لكنها توسّعت وتطوّرت عام 2018، خلال مسيرات العودة عند السياج الفاصل على حدود غزّة، وشملت كلّ الفصائل الفلسطينية بهدف الوحدة والاتحاد من أجل الصراع مع كيان الاحتلال في فلسطين وصدّ هجماته واعتداءاته المتكرّرة على المناطق المحتلّة كافة.
وبحسب ما يشير اسمها، فان الغرفة تضمّ جميع الأجنحة العسكرية – دون استثناء –والتي تُعد 12 جناحاً هم:
_ حركة حماس: كتائب الشهيد عز الدين القسّام
_ حركة الجهاد الإسلامي: سرايا القدس
_ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: كتائب الشهيد أبو علي مصطفى
_ حركة فتح: كتائب شهداء الأقصى: لواء نضال العامودي
جيش العاصفة
مجموعات الشهيد أيمن جودة
كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني
_ لجان المقاومة الشعبية: ألوية الناصر صلاح الدين
_ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية
_ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة): كتائب الشهيد جهاد جبريل
_ حركة الأحرار الفلسطينية: كتائب الأنصار
_ كتائب المجاهدين
أهميتها في المواجهة
كانت الغرفة المشتركة إيذاناً بدخول المقاومة الفلسطينية مرحلة جديدة ومتقدمة من العمل المشترك والتعاون والتنسيق الميداني في أعلى المستويات حيث أنها:
_ أمّنت أوسع "قاعدة شعبية فصائلية داعمة للمقاومة"، وأكّدت على الوحدة في القرار السياسي والخيار بين كلّ الشعب الفلسطيني وخاصة حول أن المقاومة والمواجهة المسلّحة مع الاحتلال هي الحلّ لتحرير القدس وكل فلسطين المحتلّة لا التسويات السياسية التي لم تقدّم شيئاً للشعب الفلسطيني ولم تُرجع له حقاً.
_ وأذابت الغرفة المشتركة أشكال النزاعات الصغيرة أو الحواجز التي قد توجد بين الفصائل الفلسطينية مما لا يترك للاحتلال مساحة لاختراق الشارع الفلسطيني او زرع الفتن والحساسيات.
_ كما تكمن أهميتها في تبادل الخبرات العسكرية، حيث يشرح كلّ فصيل للفصائل الأخرى أهم الإنجازات التقنية والتكتيكات الميدانية التي توصّل إليها، بما يعني أن كلّ قدرة عسكرية تصل الى فصيل سيستفيد منها الجميع، ومن هنا يمكن قراءة المعادلات الاستراتيجية بالنسبة للكيان الإسرائيلي وما ستشكّله من تهديد بحيث ان أي معركة لن تكون أمام قدرات وقوّة فصيل أو جناح عسكري واحد إنما سيكون أمام مواجهة "الكلّ"، وقدرات الجميع.
_ أصبحت الغرفة العسكرية المشتركة للمقاومة هي المسؤولة عن تنظيم إدارة وتوجيه العمل العسكري للمقاومة.
_ تؤمن الغرفة المشتركة نوع من التنسيق الميداني خلال الحروب، بما سيسمح بتوزيع الأدوار والخطط العسكرية وضمان الهجوم والدفاع في حلقة من العمل العسكري المتكامل، وذلك سيسمح بالتالي بتوجيه ضربات أقوى للاحتلال وإبقاء الجبهة الداخلية للمقاومة في غزّة متماسكة.
وقد وصف رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار الغرفة المشتركة بأنها "تمثّل نواة جيش التحرير، ونموذجًا للعمل المشترك الذي يمكن أن يُبنى عليه"، فيما قال جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "إن غرفة العمليات المشتركة حققت إنجازًا مهمًا في المعركة الأخيرة ضد الاحتلال، تمثّل في توحيد الفعل العسكري لقوى المقاومة". وعبّر عنها الناطق باسم سرايا القدس آنذاك "أبو أحمد"، بأنها "تهدف لتمتين جبهة الدفاع والتوحد استعداداً للمرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية".
وتصدر الغرفة اليوم البيانات باسمها تعاليقاً وتثبيتاً للموقف الفلسطيني من كلّ الأحداث التي تشهدها الساحة الفلسطينية ومن كلّ اعتداء لقوات الاحتلال.
الكاتب: غرفة التحرير