551 أسيراً فلسطينياً يقضون أحكاماً مؤبدة في سجون الاحتلال لمرة واحدة أو لعدّة مرات، وارتفعت قائمة عمداء الأسرى لتصل الى 261 مع دخول عدد من الأسرى عامهم الـ 21 على التوالي في السجون. فيما يعمد الاحتلال الى التنقل بهم من سجن الى آخر على نحو تعسفي كل 6 أشهر اذ أبلغت مصلة السجون الأسرى أنها ستبدأ بفرض إجراءات التضييق على المؤبدات من خلال عمليات النقل المتكررة من الغرف، والأقسام، والسّجون، بهدف "إفقاد الأسير استقراره وانسجامه مع محيطه الذي فرض عليه" حسب ما اعتبرت الحركة الأسيرة. كما يمارس الاحتلال سياسة العزل بحقهم لفترات طويلة.
احتجاجاً على ذلك وعلى نقض الاحتلال للتفاهمات الماضية (في آذار / مارس الماضي) التي أوقفت هجمة مصلحة السجون على الأسرى منذ أيلول 2021 بعد عملية "نفق الحرية" وتحرّر الأسرى الـ 6، الى جانب التّأكيد على جملة من المطالب التي تتعلّق بتحسين الحياة في السجن والتي يماطل الاحتلال في تنفيذها، يستأنف الأسرى معركتهم "عبر خطوات تكتيكية" تصاعدية
تتمثّل الخطوات الأولى و"التحذيرية الأخيرة" بـ:
_ إرجاع الأسرى لوجبات الطعام في جميع السجون والمعتقلات، وعدم استلام اي مواد غذائية.
_ عدم الخروج من الغرف للفحص الأمني، وهي عملية يومية روتينية، حيث تقوم ادارة السجون بإخراج كافة الأسرى من الغرف وفحص الشبابيك والحمام وارضية الغرفة، وتقوم عناصر الادارة بذلك من خلال عدد من السجانين المحصنين بالأسلحة والكلاب البوليسية، ويتم خلالها الطرق على الابواب والشبابيك بطريقة استفزازية، ويسمح لأسير واحد فقط بالتواجد داخل الغرفة اثناء هذه العملية.
وقد أفاد نادي الأسير الفلسطيني أن "أكثر من 4500 أسير يمتنعون اليوم عن الخروج إلى ما يسمى "الفحص الأمني" ويرجعون وجبات الطعام".
منحت الحركة الاسيرة الاحتلال مدّة أسبوعين فقط قبل التراجع عن ممارساته على تنقل الى إضراب مفتوح عن الطعام تشارك فيه "فصائل العمل الوطني كافة". وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس أن الاضراب هو "الإجراء الأساسي الذي سيذهب إليه الأسرى مجتمعين بكل فصائلهم وللمرة الأولى منذ سنوات".
وأكدت لجنة طوارئ الحركة الأسيرة التي أعيد تفعيلها في الأيام الماضية على جاهزيتها للتصدي لأي اعتداء قد تقوم به ادارة السجون، وان كل التهديدات من اقتحام الاقسام والاستعانة بوحدات القمع لا تثنيها عن مواصلة هذه الخطوات النضالية الموحدة لكافة فصائل العمل الوطني والاسلامي.
وتتواصل الحركة الأسيرة مع العديد من المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى، داعيةً "الكل الفلسطيني بفصائله الحية والمقاومة للوقوف موحدين خلف هذه التضحيات الجسام وفي هذه المعركة".
واقتحمت وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، صباح اليوم، إحدى غرف الأسرى في سجن "هداريم"، وأجرت تفتيشاً استفزازياً. فيما يواصل لأسير خليل عواودة اضرابه عن الطعام لليوم الـ 163 على التوالي ويتنّعت الاحتلال في عدم الافراج، كما يواصل الأسيران في سجن "عوفر" الشقيقان أحمد وعدال حسين موسى اضرابهما المفتوح عن الطعام منذ أكثر من 10 أيام رفضًا لاعتقالهما الإداري.
كذلك يعاني الأسرى البالغ عددهم حالياً 4450 من بينهم 27 سيدة أسيرة و175 طفلاً من ظروف اعتقال صعبة وحرمان من الحقوق الطبية وسط انسداد أفق الحل مع مصلحة السجون ومن بين الأسرى المرضى عبد الرحمن عز الدين برقان، نور الدين جربوع، وأحمد مناصرة وإياد عمر وناصر ابو حميد وفؤاد الشوبكي ومحمود فارس...وغيرهم فعدد الأسرى المرضى وصل الى 500 أسير. أمّا أسرى "نفق الحرية" (محمود العارضة، زكريا الزبيدي، يعقوب القادري، محمد العارضة، أيهم كممجي، مناضل نفيعات) فيستمر الاحتلال بعزلهم لمدّة ستصل الى العام الكامل ويتعرّضون لاقتحامات استفزازية وحرمان من الحقوق.
وقد خاض الأسرى في الفترة الماضية معركة للتصدي للهجمة الانتقامية لمصلحة السجون بعد عملية "نفق الحرية" وصلت الى دخول 250 أسيراً من حركة الجهاد الإسلامي الاضراب عن الطعام على أن يلتحق بهم الأسرى من الفصائل الفلسطينية كافة في إطار برنامج تصاعدي كاد ان يؤدي الى حلّ التنظيمات الفلسطينية والتمرّد على الحياة الروتينية داخل السجون قبل أن يتراجع الاحتلال ويقبل بشروط الأسرى.
الكاتب: غرفة التحرير