موجة من الانتقادات المختلفة يتعرّض لها المستوى السياسي ومسؤوليه من أطرافه الداخلية، فمن "استسلام حكومة يائير لابيد" أمام تهديدات حركة الجهاد الإسلامي الى التحركات في "الشارع" التي تتهم الكيان المؤقت بالتخلي عن الجنود الاسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ 8 سنوات. وقد نشرت الحركة مقطعي فيديو في الشهرين الماضيين يأججان هذه الانتقادات نتيجة البقاء على سياسة الضبابية حول مصير اثنين من الجنود هم هشام السيد وهدار غولدين.
اتهم تسور غولدين شقيق الأسير هدار الكيان الإسرائيلي "بأنه تخلى تماماً عن إعادة أبنائه" مضيفاً أن "إسرائيل لا تقاتل بشكل شامل من أجل جنودها ونجد أنفسنا وحدنا". واعتبر أن " الدولة ببساطة تستسلم بالمعنى الكامل للكلمة، ثماني سنوات؟ هل يعقل هذا؟ بعد ثماني سنوات من اختطاف أخي لم تقاتل إسرائيل من أجله، ولم تتخذ ولو إجراء واحد". وتابع "أخي موجود على أرض غزة، وممثلو إسرائيل رؤساء وزراء إسرائيل يدوسون عليه... نحن في وضع تترك فيه إسرائيل جنوداً ورائها...هم يقومون بذلك منذ ثماني سنوات بشكل واضح ومستمر".
لذلك دعت العائلة الى مسيرة احتجاجية انطلقت يوم الأربعاء الماضي من "كفار سابا" (قرب "تل ابيب") وتمر من "ريشون لتسيون" (وسط الداخل المحتل، جنوب "تل ابيب") ثمّ تصل الى "اسدود" ومستوطنات غلاف غزّة لتنتهي اليوم الجمعة عند حاجز "إيرز" شمال حدود غزّة. تضغط من خلالها على الحكومة الحالية أو أي حكومة قادمة لإعادة الجنود الأسرى من غزة.
وفي ظلّ الإجراءات الأمنية المشدّدة التي فرضها إعلان النفير العام في الجناح العسكري "للجهاد الإسلامي" سرايا القدس، وقعت مواجهات بين شرطة الاحتلال والمستوطنين ومنعتهم من الاقتراب نحو حدود القطاع. فيما قالت والدة الجندي هدار "إن الشرطة قاموا بخنقي. وإني لمستمرة في المسيرة نحو معبر إيرز. والشخص الوحيد الذي سوف أوافق أن يوقفني هو قائد المنطقة الجنوبية وذلك بعد أن يقنعني بأنه سوف يستعيد بشكل فعلي أبناءنا الأسرى".
من هي عائلة الأسير جولدين؟
تقود عائلة "جولدين" المسيرة المطالبة بإعادة الجنود الأسرى لدى "حماس"، وهي عائلة "أشكنازية" ثرية، واليهود الأشكاز ينحدرون من الجماعات اليهودية في أوروبا الوسطى والشرقية. يشكلون واحدة من أكبر التقسيمات العرقية اليهودية في الكيان ويتمسّكون بالأيديولوجية الصهيونية ويميلون في انتماءاتهم السياسية الى الأحزاب اليسارية.
تتمتع العائلة بالنفوذ والمناصب داخل الكيان، إذ إن سمحا غولدين والد هدار هو بروفيسور في تاريخ "الشعب اليهودي" في جامعة "تل أبيب" ورئيس مركز "غولدشتاين" لدراسات الشتات اليهودي وله عدة مؤلفات، وكان قائد كتيبة في الاحتياط. أما الوالدة "ليئا" فهي دكتورة في هندسة البرمجة ومحاضرة في عدة كليات ومديرة شركة "غولدين سيلوشن" للاستشارات البرمجية، وقد عملت في الصناعات العسكرية في شركة "رفائيل" وشركة الصناعة الجوية العسكرية. كذلك شقيق جولدين " خاميه" يعمل كمحامي ومستشار قانوني لجمعية "تواصل" التي تقدم خدمات للأطفال ذووي الاحتياجات الخاصة. ويوأم الجندي هدار " تسور" يعمل كمحامي في مجال التقنية العالية "الهايتك". بينما شقيقة هدار "اييلت" تعمل في منظمة "الحارس الجديد" كمديرة لبرامج "إرشاد سياحي ليهود الخارج للتعرف على إسرائيل". كما أن وزير الجيش الأسبق "موشيه يعالون" هو قريب العائلة حيث إن جدته تكون شقيقة والدة "سمحا" وبين الطرفين علاقات أسرية جيدة.
لذا تشكّل المسيرة مأزقاً جدياً للحكومة الحالية لما قد تخلق هذه العائلة من تأثيرات في الرأي العام الإسرائيلي وسط مراوغة الاحتلال في مفاوضات صفقة التبادل مع "حماس".
الكاتب: غرفة التحرير