عادت في الآونة الأخيرة التفجيرات الإرهابية إلى الساحة العراقية، وذلك بعد مرور مدة على الهدوء النسبي الذي شهدته المحافظات العراقية وخصوصًا تلك التي كانت مسرحاً للإرهاب مثل محافظة ديالى، صلاح الدين وكركوك، واليوم أعلن الاعلام الأمني العراقي في بيان له عن "استشهاد مدني ومنتسبين اثنين من الشرطة واصابة 4 آخرين بجروح نتيجة لانفجار عبوتين ناسفتين في محافظة ديالى شرقي البلاد".
هذا التفجير سبقه آخر منذ نحو أسبوع، إضافة إلى العديد من عمليات قنص وعنف تشهدها هذه المناطق، وبحسب ضباط في شرطة محافظة ديالى فإن هذه الاعمال وراءها عناصر من تنظيم داعش الإرهابي الذي كان قد تبنى عملية التفجير التي وقعت الأسبوع الماضي، وهذا يدل على العودة التدريجية التي يعتمدها "داعش" لإعادة سيطرته على الأراضي العراقية، وكانت قوات الحشد الشعبي قد أعلنت عن هزيمة التنظيم مع نهاية العام 2017.
عودة "داعش" إلى العراق والسبب؟!
ويأتي النشاط المتزايد لتنظيم داعش في العراق، نتيجة لعدة أمور أهمها التعقيدات في الداخل العراقي، والانقسام الحاد بين القوى السياسية العراقية، إضافة إلى ارتفاع موجة المطالبة بانسحاب الاحتلال الأمريكي من العراق، تبعا لاستراتيجية "الطرد" التي انطلقت بُعيد استشهاد القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في بداية عام 2020.
هل انسحاب القوات الأمريكية فرصة لداعش؟
يحاول بايدن على عكس سلفه ترامب استعادة ما يسميه الأعراف الديمقراطية وفق تصريحات فريقه السياسي، حيث يضع ضمن أولوياته في الظاهر الاتفاق النووي الإيراني، والأمن الإسرائيلي، وعمليات التطبيع بين العرب وكيان الاحتلال، بالإضافة إلى إنهاء الحرب في ليبيا واليمن، وقضايا حقوق الإنسان، ولا يخفى أنها محاولة لاستعادة مكانة أمريكا في العالم من خلال القوة الناعمة، وهو الذي قال "أمريكا عادت، ونحن لن نعود إلى الوراء".
حديث بايدن عن سحب قوات أمريكية من قواعدها في العراق، بدا يستفيد منه تنظيم داعش ويعود بالمنفعة عليه، مستغلاً حالة الفلتان الأمني، فعمل على التغلغل من جديد في محاولة للإمساك بالأرض، وانشاء دولة سنية بديلة له، مستفيدًا من الإنقسام المذهبي الذي تسعى الإدارة الأمريكية إلى تشديده في هذا البلد.
التفجيرات في العراق فرصة لبايدن
من جهة ثانية، لم يضع تنظيم داعش في الحسبان بأن اعتداءاته الإرهابية ستمنح بايدن الذريعة مجددًا لإعادة القوات الامريكية إلى العراق بحجة الإنقاذ، وبحسب خبراء فإن "الوضع الحالي في العراق، خاصة بعد عودة ظهور داعش، قد أعطى الولايات المتحدة فرصة جيدة لتقديم دورها كقائدة ومنقذة عالمية". وتجدر الإشارة إلى أن بايدن كان من بين من صوتوا على قرار الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003 بصفته رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي آنذاك.
موقف العراق حيال عودة داعش
وبين مصالح أمريكا ومشروع داعش التخريبي يقف العراق في المنتصف، محاولًا لملمة صفوف قواته الأمنية لمنع موجة جديدة من العنف في هذا البلد، حيث دعا المتحدث الرسمي لحركة النجباء نصر الشمري في تغريدة على حسابه على تويتر الحكومة العراقية إلى شن حملة عسكرية أمنية واسعة، وأضاف "إن ما يحدث في بعض المحافظات والمناطق المحررة وآخرها ما حدث في محافظة ديالى من محاولات إعادة انعاش تنظيم داعش الإرهابي واستهداف المدنيين الأبرياء العزل يحتاج إلى موقف جدي وواضح من الحكومة العراقية بشن حملة عسكرية أمنية واسعة في مثل هذه المناطق تشارك فيها القوات الأمنية المختصة في مثل هذا النوع من القتال وفي طليعتها الحشد الشعبي، وإلا فإن الوضع الأمني في هذه المناطق يسير عمدًا أو إهمالًا إلى منحدر خطير لا تحمد عواقبه".
من جهته أكد رئيس التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في تغريدة له على تويتر تحت وسم #السلام_مطلبنا على حاجة العراق إلى السلام وقال"... إن عراقنا يحتاج إلى ذلك السلم والسلام بلا بعث ولا هدام ولا إرهاب ولا احتلال ولا تطبيع ولا عنف ولا اقتتال ولا اغتيالات...".
الكاتب: غرفة التحرير