سجل التضخم في الولايات المتحدة رقماً قياساً هو الأعلى منذ 40 عاماً، حيث بلغت نسبته 8.6% خلال شهر حزيران/ يونيو الحالي، حسب مؤشر أسعار المستهلكين الذي أصدرته وزارة العمل الأمريكية، نتج عن ذلك أزمة اقتصادية خانقة للمواطنين الأميركيين انعكست بشكل مباشر على حياتهم المعيشية، خاصة فيما يتعلق بالوقود، الذي لم يعد باستطاعتهم دفع ثمنه وهو الأمر الذي بات يضطرهم لرهن ممتلكاتهم لقاء ذلك، حسبما رصدت الصحف ووسائل الاعلام الأميركية.
مجلة "نيوزويك" الأميركية قالت في تحقيق لها إن العديد من الأميركيين يلجأون إلى محلات الرهن للحصول على المال، نتيجة استمرار أسعار الوقود في الضغط على المستهلكين في جميع أنحاء البلاد.
مالك محل رهن في تكساس إيلسيل غارسيا، قال في حديثه مع محطة الأخبار المحلية "فوكس 34 نيوز"، أن السكان المحليين قد تحولوا بشكل متزايد إلى رهن ممتلكاتهم الشخصية من أجل شراء وقود السيارات. وهم يقومون برهن أشياء مثل الأسلحة النارية، والمعدات، وأجهزة الكمبيوتر، والهواتف، وأجهزة ألعاب الفيديو، وحتى العناصر ذات القيمة العاطفية، مثل المجوهرات والموروثات.
وأوضح غارسيا: "إنهم يأتون ويقومون برهن أغراضهم الشخصية لمساعدتهم على الخروج، ونحن هنا لمساعدتهم". وأضاف: "يتعين على الناس الذهاب إلى العمل في بعض الأحيان، وهذا الصباح جاءني أحد العملاء وكانوا بلا وقود وقاموا برهن بعض الأشياء الشخصية لمساعدتهم.. أحياناً يكون الشيء المرهون موروثاً من جدتهم أو والدتهم أو حتى خاتم الزواج".
وعلق السناتور الجمهوري عن تكساس تيد كروز على تقرير فوكس 34 السبت وانتقد السياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي جو بايدن، وغرد قائلاً: "الأميركيون يرهنون أشياء شخصية لدفع ثمن الوقود. هل هذا ما قصده بايدن عندما قال: نحن نغيّر حياة الناس؟".
وفي تكساس بشكل عام، يبلغ متوسط سعر غالون البنزين حالياً 4.66 دولاراً، وهو أدنى الأسعار على مستوى البلاد. ويبلغ المتوسط الوطني حالياً حوالى 4.98 دولار للغالون.
بينما يشير العديد من هؤلاء العملاء إلى حاجتهم إلى دفع ثمن الوقود بسبب تنقلاتهم إلى العمل، تحدثت أحدهم إلى القناة حول حاجتها إلى رهن زوج من سماعات الأذن من أجل السفر لحالات الطوارئ العائلية.
وأوضحت كايتلين باترسون: "يجب أن أعود إلى المنزل لرؤية جدتي، ربما لن أتمكن من الوصول إليها. لقد كانت في المستشفى لبضعة أيام."
وظهرت تقارير أيضاً من منطقة دالاس فورت وورث حول الزيادات في أعمال متاجر الرهن. وتحدث باتريك ويد، مالك متجر للرهن في دالاس، حول أسباب بيع العملاء لأغراضهم. وأوضح أن "البنزين والبقالة أمران شائعان يومياً. يجب أن أطعم عائلتي. لا أستطيع العمل".
وقال وايد إنه في حين أن عدد العملاء قد ارتفع بشكل كبير في مواجهة التضخم، فإن المبيعات تراجعت، مما يترك فائضاً من البضائع غير المباعة على أرففهم. وأضاف "إنه أمر غير مسبوق. لدينا أشياء تأتي كل يوم أكثر مما رأيناه في أي وقت مضى. ما نقوم بعرضه للبيع عندما لا يدفع شخص ما رهنه، يتزايد، مما يقلل من تكلفة البضائع."
وقالت "نيوزويك" إنه في حين أن الأسعار لا تزال مرتفعة، يمكن للمستهلكين توقع تراجع طفيف قريباً، حيث من المقرر أن تشهد أسعار الوقود أول انخفاض أسبوعي لها منذ نيسان / أبريل الماضي، نتيجة لانخفاض تكاليف الوقود، وانخفاض طلب المستهلكين.
المصدر: نيوزويك
الكاتب: Thomas Kika