"ينتظر أوكرانيا انهيار الاقتصاد والتضخم المفرط" لخص المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف الوضع الحالي في كييف بعد خمسة أشهر من بدأ العملية العسكرية الروسية. اذ تتالت الأزمات الاقتصادية والمالية على كييف منذ أن قررت التموضع في المربّع الغربي لتتصدر واجهة الصراع الأمريكي مع روسيا.
شتاء أوكرانيا جليدي: ديون الغاز لم تسدد
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منتصف الأسبوع الحالي عجز بلاده عن تسديد ديون شركة الغاز المحلية "نفتوغاز" مطالباً الولايات المتحدة، التي تفتقر هي نفسها الى الوفرة في الغاز والمشتقات النفطية، بتزويد أوكرانيا بالغاز لفصل الشتاء. وأضاف "نازاروف" أن كييف تفتقد إلى 8 مليارات دولار لشراء الغاز". وكانت "نفتوغاز" قد طلبت من دائنيها الدوليين تأجيل سداد ديونها التي استحقت في 19 حزيران / يوليو الماضي لمدة عامين.
ومن ناحية أخرى، أشارت صحيفة "بلومبرغ" الى أن أوكرانيا تعيش أزمة سداد ديونها الخارجية فـ" لديها مهلة حتى الأول من أيلول / سبتمبر المقبل، حيث يتوجب عليها تسديد مبلغ 1.4 مليار دولار يشمل الفوائد، "، بينما " تدرس كييف إمكانية إعادة هيكلة الدين السيادي، لأن خيارات التمويل تقترب من النفاد". وذكرت الصحيفة أن الدين الخارجي للبلد يبلغ 56.83 مليار دولار، ويجب تسديد 3.4 مليار دولار منها بحلول نهاية هذا العام.
20% تضخم
تابع المحلل الروسي "نازاروف" أن "خزانة الدولة خاوية" و"أوكرانيا تفتقر إلى 5 مليارات دولار شهريا لتغطية نفقات الحكومة، التي بدأت في طباعة النقود الورقية" وسط تصريح عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوكراني فاسيلي فورمان، بأن التضخم السنوي في أوكرانيا بلغ في شهر نيسان / أبريل الماضي مستوى 16% متوقعاً أن يتفاقم الى مستوى 20% على مدار العام. وسجلّت العملة الأوكرانية "الغريفنا" تراجعاُ ملحوظاً في قيمتها أمام الدولار الأمريكي الذي ارتفع سعر صرفه الى حوالي 37 "هريفنا" مقابل 29 "هريفنيا" للدولار الواحد في 24 شباط / فبراير الماضي.
البنك الدولي: أوكرانيا تسير في "الاتجاه الهبوطي"
في نيسان الماضي، توقعت دراسة اقتصادية للبنك الدولي نتيجة أسوأ لأوكرانيا مما كان متصوراً في السابق، إذ أوضح البنك إن الإنتاج سينكمش بنسبة 45.1 في المئة هذا العام بسبب إغلاق الشركات وانهيار الصادرات وتأثير "الحرب" على المزارعين. بالتزامن، قال وزير المالية الأوكراني، سيرهي مارشينكو، "أن الناتج المحلي الإجمالي الأوكراني قد ينخفض ما بين 30% إلى 50 % هذا العام". وقد رسم البنك سيناريو "الاتجاه الهبوطي" الذي يجعل كييف تهبط الى نسبة 75% من الانكماش في الناتج المحلي الإجمالي.
زيلينسكي: "دمية تقرع طبول الحرب بناء على أوامر"
أمام هذا الوضع المتدهور والخيارات السياسية الخاطئة لرئيس البلد زيلينسكي انتشرت مطلع الشهر الماضي حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تسخر من الرئيس وتصفه بـ "أسوء زعيم في التاريخ". كما علّق أحد الناشطين بالقول " "أنت أحمق إذا كنت تؤمن بهذا...الخطة الأمريكية الوحيدة هي إقناعكم جميعًا بأن أوكرانيا لديها فرصة، بينما تواصل واشنطن إرسال الأسلحة والمال إلى كييف". وكتب أخر "زيلينسكي هو دمية تدق طبول الحرب بناءً على أوامر. وينفق بايدن 40 مليار دولار على أسلحة إضافية بدلاً من مساعدة العائلات والعمال الأمريكيين".
الكاتب: مروة ناصر