يعدّ رئيس الأركان الروسية الجنرال "فاليري غيراسيموف"، أحد أقرب القادة والضباط العسكريين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذا ما تؤكده مسيرته والمسؤوليات التي تولاها. فهو الذي استطاع بتوجيه من وزير الدفاع "سيرغي شويغو"، من تحويل الأهداف العامة للدولة إلى أهداف عسكرية، وصياغتها في عقيدة للقوات العسكرية، وإعادة هيكلة هذه القوات لتستطيع تحقيق الاستراتيجيات الى واقع ميداني، ظهر في كل من شبه جزيرة القرم (2014) و خلال الدفاع عن سوريا (2015).
فما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرة "غيراسيموف"؟ وما هي نظريته فيما يخص الحرب الهجينة؟
_ من مواليد أيلول / سبتمبر من العام 1955، في كازان بتتارستان.
_تخرج من مدرسة كازان سوفوروف العسكرية في العام 1973، ومن مدرسة كازان العليا للدبابات وأكاديمية مالينوفسكي للقوات المدرعة العسكرية في العام 1987، ومن ثم الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة عام 1997.
_ أولى المسؤوليات التي تولاها كانت قيادة فصيل مشاة ميكانيكي ثم سرية ومن بعدها كتيبة في منطقة الشرق الأقصى العسكرية.
وفي وقت لاحق تم تعيينه رئيس أركان فوج دبابات، ثم قسم بنادق آلية في منطقة البلطيق العسكرية.
_من العام 1993 إلى العام 1995، تولى قيادة الفرقة 144 في منطقة البلطيق العسكرية، ثم مجموعة القوات الشمالية الغربية.
_بعد تخرجه من أكاديمية الأركان العامة، تم تعيينه نائباً أول لقائد الجيش في منطقة موسكو العسكرية. ومن بعدها كان قائد الجيش الثامن والخمسين في منطقة شمال القوقاز العسكرية خلال حرب الشيشان الثانية بين شباط / فبراير 2001 وآذار / مارس 2003.
_ في العام 2006 عيّن قائداً لمنطقة لينينغراد العسكرية. وفي العام 2009 انتقل إلى منصب قائد منطقة موسكو العسكرية. ثم أصبح قائد المنطقة العسكرية المركزية في العام 2012. وفي نهاية العام 2010 تم تعيينه نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة.
_ قاد الموكب العسكري ليوم النصر في الساحة الحمراء أربع مرات من العام 2009 إلى 2012(الذكرى السنوية للانتصار على النازية خلال الحرب العالمية الثانية الذي يعدّ كل سنة في الـ 9 من أيار / مايو).
_تم تعيينه رئيسًا للأركان العامة ونائباً أول لوزير الدفاع خلفاً للجنرال "نيكولاي ماكاروف"، بعد إقالة وزير الدفاع "أناتولي سيرديوكوف" في الـ 6 من تشرين الثاني / نوفمبر 2012، والذي حلّ مكانه "سيرغي شويغو".
_ في بداية العام 2013، قدم تقريرًا إلى الاجتماع العام لأكاديمية العلوم العسكرية حول موضوع "الاتجاهات الرئيسية في تطوير أشكال وأساليب استخدام القوات المسلحة، والمهام الملحة للعلوم العسكرية لتحسينها، والتي عرفت بـ"عقيدة غيراسيموف"، التي ضمنها تصوره للحرب الهجينة، والتي تجمع بين التكتيكات العسكرية والتكنولوجية والمعلوماتية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، من أجل تحقيق أهداف استراتيجية.
_ وفقًا لجهاز الأمن الأوكراني، كان "غيراسيموف" القائد العام لجميع عناصر القوات الروسية وقوات إقليم "دونباس" خلال انتصارهم الاستراتيجي الحاسم في معركة "إيلوفيسك" عام 2014، والتي قُتل فيها أكثر من 1000 جندي أوكراني.
_هو الذي نظّم العملية العسكرية الروسية في سوريا، التي انطلقت في أيلول / سبتمبر من العام 2015. وفي أيار / مايو من العام 2016، منحه الرئيس بوتين لقب بطل الإتحاد الروسي (أعلى جائزة رسمية) تقديراً للشجاعة والبطولة التي ظهرت في أداءه للواجب العسكري.
_ فرض عليه منذ العام 2014 عقوبات أوروبية، وخلال العملية الحالية فرضت عليه عقوبات أمريكية.
_مشهود له بأنه ضابط ذو مهارات استثنائية، ويقوم بعمله في الأركان وفق منهج صارم، يجمع فيه ما بين التنبؤ العسكري الاستراتيجي والاستجابة الديناميكية بشكل حاسم، وأهمية تطوير تفوق عسكري ساحق ضد أي تهديد، معلوماً كان أم غير معلوم، بدلاً من الاستعداد لنوع واحد من الحروب.
عقيدة غيراسيموف
تدعو العقيدة إلى نسبة 75% للمهام غير العسكرية، مقابل 25% للمهام العسكرية:
_المهام العسكرية:
1)تدابير الردع العسكرية الاستراتيجية.
2)الانتشار الاستراتيجي.
3)حرب.
4)عمليات حفظ السلام.
_المهام غير العسكرية:
1)تشكيل الائتلافات والتحالفات.
2)الضغط السياسي والدبلوماسي.
3)العقوبات الاقتصادية.
4)حصار اقتصادي.
5)انهيار العلاقات الدبلوماسية.
6)تشكيل المعارضة السياسية.
7)عمل قوى المعارضة.
8)تحويل اقتصاد الدولة التي تواجه روسيا بطريقة تخدم العملية العسكرية.
9)إيجاد طرق لحل الصراع.
10)تغيير القيادة السياسية للبلاد في مواجهة روسيا.
11)تنفيذ مجموعة من الإجراءات للحد من التوترات في العلاقات بعد تغيير القيادة السياسية.
12)تفترض العقيدة "مواجهة المعلومات"، دون تحديد ما إذا كانت هذه الأنشطة عسكرية أم غير عسكرية.
الكاتب: غرفة التحرير