الجنرال "سيرغي سوروفكين"، منهم من وصفه بـ"جنرال هرمجدون" التي يقال بأنها المعركة الأخيرة الكبرى في تاريخ البشرية، ومنهم من أطلق عليه توصيفات أخرى. لكنه ببساطة وبعيداً عن كل التوصيفات، هو القائد الجديد للقوات الروسية المشتركة في العملية العسكرية في أوكرانيا، الذي أعلن عن تعيينه في هذا المنصب بقرار من وزير الدفاع "سيرغي شويغو"، بعد ساعات من الانفجار الذي استهدف جسر القرم.
ويرى مراقبون وخبراء روس بأن تعيين "سوروفيكين" سيكون تحولا نوعياً جديداً في المواجهة، خاصة مع وجود توقعات بتطور العملية العسكرية الى أساليب مختلفة، عما شهدناه في الأشهر السابقة، لكي تترقى العملية الى حرب ضد "إرهاب الدولة"، وهو المصطلح الذي أطلقته الدولة الروسية على العمليات التي يقوم بها جهاز الاستخبارات الاوكراني (اغتيال داريا دوغينا، تفجير جسر القرم،...).
فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة "سوروفكين"، وما هي الصفات التي أهلتّه لاستلام هذه المهمة؟
_ من مواليد الـ 11 من تشرين الأول / أكتوبر للعام 1966 في نوفوسيبيرسك.
_ في العام 1987، تخرج من مدرسة "أومسك" للقيادة العسكرية العليا، ثم تم تعيينه في وحدة للقوات الخاصة "سبيتسناز" تتواجد في أفغانستان.
_ التحق بموازاة خدمته العسكرية بالعديد من الدورات والأكاديميات العسكرية، وكانت ثاني مشاركاته الخارجية في طاجيكستان.
_ في العام 2002، تخرج من الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة، وعين قائداً للفرقة 34 بندقية آلية في يكاترينبورغ.
_ وفي حزيران / يونيو من العام 2004، قاد فرقة الحرس 42 للبنادق الآلية، المتمركزة في الشيشان.
_تولى منصب رئيس أركان جيش الحرس العشرين منذ عام 2005. وفي نيسان / أبريل من العام 2008 أصبح قائداً له.
_ في تشرين الثاني / نوفمبر 2008، تولى رئاسة مديرية العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة. وفي كانون الثاني / يناير 2010، أصبح رئيس أركان منطقة فولغا - الأورال العسكرية، التي سرعان ما أصبحت جزءًا من المنطقة العسكرية المركزية.
_ تولى إنشاء الشرطة العسكرية اعتبارًا من تشرين الثاني / نوفمبر 2011. وفي تشرين الأول / أكتوبر 2012، أصبح رئيساً لأركان المنطقة العسكرية الشرقية. أما في تشرين الأول / أكتوبر 2013 فقد قائداً للمنطقة، وبعدها بأيام رقيّ إلى رتبة عقيد.
_ في 9 حزيران / يونيو 2017، تم الإعلان عنه قائداً للقوات الروسية المنتشرة في سوريا، وكان قد استلم مهامه في آذار / مارس من ذلك العام.
_ وتولى أيضاً في تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2017 قيادة قوات الفضاء الروسية. وفي 28من كانون الأول / ديسمبر، منحه الرئيس فلاديمير بوتين لقب بطل روسيا الاتحادية لقيادته مجموعة القوات في سوريا. ويُقال بأنه في ظل قيادته تمكنت سوريا من تحقيق نقطة تحول مهمة في القتال ضد الحرب المفروضة عليها، بحيث استعادت الحكومة السورية السيطرة على سوريا أكثر من 50% من مساحتها، بعد سلسلة من الحملات العسكرية الناجحة. وينسب اليه الفضل في نجاح إطلاق سراح فصيلة من 29 عسكري روسي تابع للشرطة العسكرية، الذين كانوا محاصرين بقوات متفوقة من المجموعات الإرهابية في أيلول / سبتمبر 2017، من دون خسائر روسية بل وبخسائر جسيمة للإرهابيين.
_وقد تولى قيادة القوات الروسية في سوريا مرة أخرى من كانون الثاني / يناير إلى نيسان / أبريل من العام 2019، حيث كان المسؤول عن الحملة التي حصلت في إدلب شمالي سوريا.
_في العام 2021، تمت ترقيته إلى رتبة جنرال في الجيش، ما دفع بالبعض الى التكهن بأنه قد يكون خليفة رئيس أركان القوات المسلحة الروسية الحالي الجنرال "فاليري غيراسيموف" عندما تنتهي مهامه.
_ في حزيران / يونيو 2022، تم تعيينه قائداً لمجموعة جيش "الجنوب" خلال العملية العسكرية في أوكرانيا.
_ في شباط / فبراير 2022، أُضيف اسمه إلى قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي بسبب دوره في العملية العسكرية في أوكرانيا.
_ وفي الـ 8 من تشرين الأول / أكتوبر، أُعلن بأنه سيكون قائدًا لجميع القوات الروسية في أوكرانيا، خلفاً للجنرال "ألكسندر دفورنيكوف".
صفاته
_ بعد الإعلان عن تعيينه الأخير، أكدّ الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، بأن "سوروفيكين" سيصحح أخطاء العملية العسكرية، معتبراً أن القوات الروسية أصبحت الآن في أيد أمينة.
فيما يعتبر بعض الخبراء العسكريين بأنه قادر على أخذ زمام الأمور نتيجة لخبرته العسكرية الطويلة، وتميّزه بالصرامة العسكرية فهو يعرف كيف يستعيد النظام في الوحدات الموكلة إليه، والإصرار على تحقيق الأهداف الموكلة إليه.
وشبّهه البعض بـ"رجل إطفاء"، كون مهامه دائماً ما تكون في أكثر المناطق قابلية للاشتعال كالشيشان وسوريا وأوكرانيا. وبفضله مؤخراً، لم تتمكن القوات المسلحة الأوكرانية من تحقيق أي نجاح جاد في جبهة خيرسون/زاباروجيا، بالرغم من تفوقها من الناحية العددية.
الكاتب: غرفة التحرير