حرص كيان الاحتلال دائماً على حماية منشآته النفطية والحيوية حيث أنها تعتبر أهدافاً استراتيجية لقطاع غزة والفصائل الفلسطينية المقاومة من جهة ولحزب الله من جهة أخرى. فيما زادت وتيرة هذا الحرص في الآونة الأخيرة خاصة بعد أزمة النفط التي نتجت عن ارتفاع الأسعار جراء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي تطمح "إسرائيل" ان تستغل هذه الفرصة لزيادة واردتها من انتاج وبيع النفط الفلسطيني.
صحيفة تايمز أوف إسرائيل أشارت في مقال لها إلى ان "حقل "تمار" وحقل الغاز الطبيعي في مكانهما قبالة سواحل قطاع غزة وسيبقوا هدفًا ممكنًا بالنسبة لحماس في حال اندلاع أي تصعيد مع إسرائيل".
النص المترجم:
بعد اغتيال القائد الإيراني، حسن صياد خدايي، نائب قائد وحدة 840 في فيلق القدس، هدد الجنرال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني بالانتقام من إسرائيل بعد أن اتهمها بشكل صريح بالاغتيال. كما يتهم الإيرانيون إسرائيل أيضًا باغتيال أبو النووي الإيراني محسن فخري زاده.
أحد المخاوف التي تقلق إسرائيل هي أن تستخدم إيران أحد وكلائها في الشرق الأوسط من أجل تنفيذ عملية انتقامية ضد إسرائيل.
هذا ونقلت صحيفة "العربي الجديد" في 2 يونيو عن مصادر مصرية رفيعة المستوى أن إسرائيل توجهت لمصر بطلب أن تمارس الضغط على حماس من أجل تجنب أي عملية على منشآت الغاز الطبيعي والنفط الإسرائيلي في البحر المتوسط أمام شواطئ قطاع غزة.
كما تجري مشاورات أمنية متواصلة بين مصر وإسرائيل على مستوى رفيع. إسرائيل بدورها أطلعت الاستخبارات المصرية بمعلومات استخباراتية لديها حول خطة الكوماندو البحري للذراع العسكري لحماس بضرب منصات الغاز ومنشآت النفط الإسرائيلية في البحر المتوسط، من خلال قوارب متفجرة سريعة أو من خلال صواريخ بحر بحر.
هذا وأوضح مسؤولون أمنيون رفيعو المستوى لمصر أن أي مساس بمنشآت الغاز الطبيعي والنفط الخاصة بإسرائيل على يد الذراع العسكري لحماس ستضر بتوريد الغاز الإسرائيلي لمصر، أوروبا ولدول عربية أخرى.
في ظل القلق الإسرائيلي تمت زيادة التعاون بين إسرائيل ومصر في مجالات مختلفة، وتم تشديد الإجراءات الأمنية في البحر الأحمر، منطقة الحدود البرية بين إسرائيل ومصر وفي شمال سيناء ضد قوات داعش في هذه المنطقة.
كما نقل مسؤولون مصريون أن مصر تعمل على إدراج مسألة تأمين منشآت الغاز الطبيعي والنفط الإسرائيلي ضمن تفاهمات التهدئة بين إسرائيل وحماس. هذا مع التأكيد على أن أي ضرر من طرف حماس تلك في المنشآت هو سيضر في المصالح المصرية.
هذا وادعى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن الذراع العسكري لحماس لديه قوارب سريعة قادرة على حمل مواد متفجرة حتى 50 كيلو غرام، موجهة من خلال أجهزة GPS وقادرة على تنفيذ عمليات دقيقة نحو أهداف في قلب البحر. تمامًا مثلما ينفذ الحوثيون في اليمن عمليات من خلال استخدام قوارب كهذه ضد أهداف سعودية.
خلال عملية "حارس الحدود" كان هناك محاولة من طرف الذراع العسكري لحماس، تمت احباطها، لضرب منشأة الغاز الطبيعي "تمار" أمام شواطئ غزة، من خلال غواصات صغيرة
تمت تطويرها على يد مهندس حماس محمد الزواري، المهندس الذي تم اغتياله في تونس على يد الموساد الإسرائيلي عام 2016.
كما حاولت حماس خلال عملية "حارس الأسوار" أن تطلق عشرات الصواريخ نحو منشأة الغاز "تمار" أمام شواطئ عسقلان وحاولت ضربها من خلال طائرة غير مأهولة.
من جانبها، تجنبت حماس تنفيذ أي خطوة يوم القدس لعدة أسباب:
أولها أن القطاع ما زال في المراحل الأولى للإعمار جرّاء ما تركته الحرب الأخيرة. كما أن حماس لم تنته بعد من إعمار البنى التحتية العسكرية الخاصة بها التي تضررت خلال عملية "حرس الأسوار" قبل عام، بما فيها الأنفاق وتجديد مخازن الصواريخ.
بالإضافة إلى ذلك، مارست مصر ضغوطات شديدة على حماس لعدم خرق اتفاقية التهدئة مع إسرائيل، الأمر الذي سيؤدي إلى إنهاء اتفاقيات التهدئة: إلغاء خطة إعادة إعمار المنازل والبنية التحتية في القطاع، منع دخول آلاف العاملين من غزة لإسرائيل ووقف المشاريع الانسانية في القطاع.
ومع ذلك، سيبقى حقل "تمار" وحقل الغاز الطبيعي في مكانهما قبالة سواحل قطاع غزة وسيبقوا هدفًا ممكنًا بالنسبة لحماس في حال اندلاع أي تصعيد مع إسرائيل.
حماس ليس لديها الآن مصلحة في التصعيد، لكن الأمور قد تتغير بسرعة وبشكل مفاجئ، لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل. كل شيء ممكن في الشرق الأوسط.
المصدر: تايمز أوف إسرائيل
الكاتب: يوني بن مناحيم