بعيد المناورة التي أجراها كيان الاحتلال في قبرص، والتي تحاكي سيناريو المواجهة مع حزب الله، وتزامناً مع مستجدات ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، ووصول السفينة اليونانية "إينرجيان باور" إلى حقل كاريش لبدء أعمال التنقيب، وما لحقه من مطالبات لبنانية للدولة من جهة، ولحزب الله من جهة أخرى للتدخل ومنع "إسرائيل" من سرقة النفط اللبناني، كما تفعل بالنفط الفلسطيني، تتهيّأ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لسيناريو المواجهة.
وهو ما أعاد الحديث من جديد عن الترسانة الصاروخية التي يمتلكها حزب الله، حيث زعمت صحيفة معاريف العبرية ان الحزب بات يمتلك ترسانة صواريخ ضخمة منها ما هو موجه بالـ GPS.
النص المترجم:
مر قرابة 16 عاماً على 12 تموز/ يوليو 2006، وهو اليوم الذي بدأت فيه حرب لبنان الثانية. منذ ذلك الحين، شهدت الحدود الشمالية حوادث أمنية، لكنها ظلت هادئة نسبيًا. ومع ذلك، لا تنس أن الجرح يمكن أن يحترق في أي لحظة. في شهر أيار/ مايو، عقدت المؤسسة الدفاعية والجيش الإسرائيلي مناورة "عربات النار". تحاكي الحرب القادمة من الشمال. وتشير التقديرات إلى أنّه من المتوقع أن يتم إطلاق نحو 1500 صاروخ يومياً على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ما قد ينذر بسقوط 300 قتيل بين مدنيين ومقاتلين بواقع يومي.
الخوف له ما يبرره، فترسانة صواريخ حزب الله وعددها الهائل يجعلها أداة قاتلة ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وتشير التقديرات إلى أنّه عشية حرب لبنان الثانية، كان بحوزة حزب الله 15 ألف صاروخ وأطلق نحو 4000 صاروخ باتجاه الشمال. في المقابل فإنّ لدى المنظمة اليوم أكثر من 100000 صاروخ، حسبما يقدر مسؤولون أمنيون إسرائيليون.
تتكون مجموعة صواريخ حزب الله أرض - أرض في الغالب من صواريخ "كاتيوشا" الروسية الصنع. وفقاً لموقع "Missile Threat"، تحتوي هذه الصواريخ على رأس حربي يصل إلى 20 كجم ويصل مداها إلى 40 كم. ويقدّر محللون في الغرب أنّ "الكاتيوشا" تشكل غالبية قوة حزب الله الصاروخية.
ويمتلك التنظيم اللبناني صواريخ "فجر" المطورة إيرانياً، إذ يبلغ مدى صاروخ "فجر 3" 43 كلم ويحمل رأساً متفجراً وزنه 45 كيلوغرام، هذا فضلاً عن "فجر 5" الأكثر تطوراً الذي يصل مداه إلى 75 كيلومتر وله رأس متفجر يبلغ 90 كغم.
حرب لبنان الثانية لا تُذكر بالكم الهائل من الصواريخ التي أطلقت على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. في السبعينيات، طور الاتحاد السوفيتي نظام "BM-27"، وهو صواريخ يصل مداها إلى 70 كم ورأس حربي يبلغ 50 كجم. سيطر حزب الله على الصواريخ في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وغيّر نفطه إلى RAD-2 وRAD-3 وأطلقها بنجاح لأول مرة في "إسرائيل"، في 16 يوليو/ تموز 2006، بعد أربعة أيام من الحرب.
يذكر أنّ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ألقى خطاباً، في شباط/فبراير الماضي، قال فيه: "لدينا القدرة على جعل آلاف الصواريخ دقيقة". وأضاف نصر الله أنّ "العدو الإسرائيلي يحاول منع وصول السلاح المتقدم إلى لبنان عن طريق استهداف الشحنات في سوريا. لدينا المقدرة على تحويل صواريخنا وجعلها دقيقة. بل إننا نفعل ذلك منذ سنوات".
وناهيك عن "رائد 2" و"رائد 3"، هنالك أيضاً في الترسانة النسخة الإيرانية من الصاروخ الروسي "FROG-7"، ولديه القدرة على التصويب في عمق "إسرائيل". وأفاد موقع "Missile Threat" بأنّ حزب الله وإيران يعملان على تحسين دقة الصواريخ الصاروخية المتقدمة هذه، والنتيجة نسخة "زلزال" المطورة. يبلغ مدى الصاروخ "زلزال 1" 160-125 كلم ويحمل رأساً متفجراً يبلغ 600 كغم. و"زلزال 2" يعتبر أكثر تقدماً يبلغ مداه 210 كيلومترات، وله رأس حربي مماثل يبلغ 600 كيلومتر.
وتشتمل ترسانة حزب الله الصاروخية كذلك على "فاتح -110"، وهو صاروخ باليستي إيراني قصير المدى، ويبدو أنه نسخة مختلفة عن "زلزال 2". يبلغ مدى الصاروخ 300-250 كلم، مما يجعله سلاحاً بعيد المدى في مخزون حزب الله، وله رأس حربي يصل إلى 500 كيلوغرام وهو موجه بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS). وفقاً لتقارير في الغرب، قدمت إيران مثل هذه الصواريخ إلى حزب الله في وقت مبكر من العام 2007.
المصدر: معاريف
الكاتب: شاهار بيرديشيفسكي