الجمعة 05 آب , 2022 04:19

إسرائيل اليوم:نصرالله يدرك اللعبة جيداً!

ترسيم الحدود البحرية

بعيد زيارة رئيس الوفد الأميركي المفاوض، عاموس هوكشتاين، إلى لبنان، ارتفعت الأصوات المحتجة في كيان الاحتلال، والتي ترى ان "إسرائيل" مستمرة في تقديم التنازلات فيما يخص ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية- الفلسطينية. صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية اعتبرت في مقال لها ان "أتعرفون لماذا "طرأ تقدم مهم" في المفاوضات، لأن إسرائيل استسلمت مرة أخرى لـ"حزب الله". مشيرة إلى ان "إسرائيل تعطي أرضاً مع حقل غاز غني، وتتلقى أرضاً مع بحر".

النص المترجم:

نشر في اليوم الأخير أنه طرأ تقدم في المفاوضات بين حكومتي إسرائيل ولبنان في موضوع تنقيبات الغاز الطبيعي. القصة المعقدة هي كالآتي: في الحدود بين إسرائيل ولبنان، في مكان ما قرب رأس الناقورة، يوجد حقلا غاز: الأول كاريش، وهو في المياه الاقتصادية الإسرائيلية بشكل كامل، ولكنه محاذ للحدود؛ والآخر حقل صيدا- قانا، وهو بين طرفي خط الحدود. بعضه بيقين في الجانب اللبناني، وبعضه بيقين في الجانب الإسرائيلي، وقسم آخر محل خلاف. خط الحدود البحري بين إسرائيل ولبنان لم يهم أحداً إلى أن اكتشف حقل الغاز هذا، كون الحديث يدور عملياً عن مليارات الدولارات. الغاز الطبيعي ليس مسـألة محلية بين إسرائيل ولبنان. في الواقع الجغرافي السياسي العالمي لعصرنا، واقع الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا وأزمة طاقة كبرى في أوروبا، فإن توريد الغاز من هذين الحقلين كفيل بأن يجعل إسرائيل قوة عظمى ويرفعها إ إلى مكانة عالية في مصاف القوى الاستراتيجية في العالم. الكل يضغط قبيل الشتاء القادم وأزمة الطاقة الناشئة. دول أوروبا وكذا الولايات المتحدة يضغطون للوصول إلى توافقات لاستخراج الغاز بالسرعة الممكنة من بطن البحر.

أتعرفون لماذا "طرأ تقدم مهم" في المفاوضات، لأن إسرائيل استسلمت مرة أخرى لتنظيم الإرهاب، "حزب الله". المفاوضات تجري بهدوء تام، لكن إذا كان ما يسرب منها صحيحاً، فيبدو أن إسرائيل وافقت على إعطاء اللبنانيين مطلبهم الأصلي، بل وفائض صغير- كبير: تبادل للأراضي. كونوا معي للحظة: نحو ربع حقل الغاز الذي هو موضع خلاف، صيدا- قانا، موجود بيقين في الأراضي الإسرائيلية. إسرائيل، وفقاً لتلك التقارير، وافقت على منح لبنان كل حقل غاز "قانا" بما في ذلك القسم الإسرائيلي الطفيف، مقابل "تبادل للأراضي". وأنتم تعرفون ما قيمة تبادل الأراضي في البحر، صحيح؟ إسرائيل تعطي أرضاً مع حقل غاز غني، وتتلقى أرضاً مع بحر.

قبل بضعة أسابيع، اقتبس عن نصر الله في أحاديث مغلقة حين قال إنهم "يرفعون المستوى كي تستسلم إسرائيل في مسألة الغاز". وكما يذكر، في بداية تموز أطلق "حزب الله" ثلاث مسيرات نحو طوافة الغاز كاريش، التي يفترض أن تبدأ إسرائيل إنتاج الغاز منها في أيلول المقبل. يفهم نصر الله اللعبة وخريطة المصالح العالمية؛ فقد قال إن "أهمية المعادلة اليوم تكمن في حاجة أوروبا للنفط والغاز. وإلا فإن سكان القارة سيواجهون مصيبة حقيقية، وهم متعلقون بروسيا". وعليه، بعث بتلك المسيرات في وقت تجثم فيه أوروبا على ركبتيها. نصر الله يدرك اللعبة بل ويتحكم بها أيضاً، يطلق تهديدات تحقق إنجازات سياسية واقتصادية. "نـأمل ألا نطلق رصاصة أو صاروخاً ويتراجع عدونا. ننتظر التطورات ومستعدون لكل شيء". وإسرائيل؟ استسلمت، وستوقع على اتفاق محمل بالمصائر، يتعلق على ما يبدو مع القانون الأساس، في حكومة انتقالية عديمة المسؤولية. في الشرق الأوسط المنفلت، بدلاً من أن تطالب أكثر، ها هي إسرائيل تستسلم للأحابيل اللبنانية في المفاوضات. وبدلاً من نصب حائط حديدي في وجه التهديدات ومحاولات المس اللبنانية، هربت وانثنت. وبدلاً من أن تحرص على المصالح الاقتصادية والسياسية في المدى البعيد، نعزز قوة الوحش من الشمال.


المصدر: إسرائيل هيوم

الكاتب: سارة هعتنسي كوهن




روزنامة المحور