ما هي مهام طائرة Su-57 في أوكرانيا؟

تعدّ الطائرة الحربية Su-57 من أكثر وأهم الطائرات المقاتلة الروسية، التي تشارك في العملية العسكرية في أوكرانيا حالياً. فهذه الطائرة تتمتع بمزايا رئيسية متعددة، جعلتها تتفوق حتى على طائرة F-22 الأمريكية، التي تعدّ منافستها بسبب امتلاكهما معاً الكثير من الصفات المشتركة وأبرزها ميزة الشبحية. فمن أبرز المزايا التي تتمتع بها الـ Su-57 على صعيد القتال الجوي، هي قدرتها على حمل صواريخ جو - جو حديثة وبمديات بعيدة، بالإضافة الى إمكانياتها الكبرى على إجراء المناورة، واستخدام 6 رادارات بدلاً من رادار واحد، وقدرة رادارها على العمل بـ"دون توقيع" من خلال استخدام مستشعر الأشعة تحت الحمراء.

وبعكس طائرة F-22 التي لم تصمم لتنفيذ مهام خارج القتال الجوي، فإن باستطاعة Su-57 تنفيذ مهام ضد أهداف أرضية أيضاً، حيث تم تصمميها منذ البداية على القيام بذلك، حيث يمكنها شن ضربات هجومية أرضية بمدى يصل الى 300 كم، وتنفيذ ضربات ضد الآليات والمدرعات المتنقلة، وحتى القيام بعمليات حرب إلكترونية.

وقد تم اختبار هذه الطائرة ومزاياها، حتى قبل دخولها في الخدمة رسمياً، نظرًا لقدرتها على توجيه ضربات صاروخية طويلة المدى للغاية، حيث تم نشر نماذج أولية منها في سوريا في شباط / فبراير 2018، لدعم جهود الحكومة السورية في تحرير الأراضي من التنظيمات الإرهابية. وبعد سوريا، بدأ استخدام هذه الطائرة في العديد من العمليات في أوكرانيا، حيث بدأ نشاطها في آذار /مارس الماضي، لكي تساعد في توجيه ضربات دقيقة ضد القوات الأوكرانية وحلفائها من التنظيمات القومية المتطرفة والنازية.

فما هي أبرز المهام التكتيكية الممكنة لهذه الطائرة في أوكرانيا؟

_ القيام بالهجمات الإلكترونية: فهذه الطائرة تمتلك تفوق على أكثر الطائرات الروسية في هذا المجال من الحروب، من خلال راداراتها، مما أتاح لها قدرة كبيرة على تعطيل اتصالات الجانب الأوكراني وإعاقة دفاعاته الجوية.

_ اختبار مجسات استشعار الطائرة وشبكات قيادتها، حيث تستطيع كل طائرة تتبع ما يصل إلى 60 هدف في وقت واحد. وبالتالي ستتاح أما طواقم قيادة هذه الطائرات الفرصة على اختبار وعيهم الظرفي، وتحسين مجموعة أجهزة الاستشعار الخاصة بهم بسرعة أكبر، لا سيما بوجود أكبر قوة دبابات في أوروبا (التابعة للقوات الأوكرانية) ، وتحليق عشرات الطائرات بدون طيار التابعة لكييف أيضاً. الأمر سيوفر أحد أفضل مسارح المحاكاة لبيئة ساحة المعركة المعقدة.

كما ستتمكن هذه الطائرة من اختبار قدراتها على الترابط والتواصل ومشاركة البيانات وقيادة الطائرات الأخرى، مثل طائرات Su-35.

_ تجربة حيّة للمشترين المحتملين: تشكّل هذه الطائرة إحدى المنظومات الأساسية، التي تأمل روسيا في أن تلقى طلبات شراء ضخمة لها في العالم. ولذلك ستتاح للدول التي ترغب بشرائها فرصة مشاهدة أدائها والثقة بها، بظروف أكثر واقعية. وأبرز هذه الدول: الجزائر، الهند، العراق، كازاخستان، فيتنام، وميانمار.

_ اختبار أسلحتها: من المؤكد أن هذه الطائرة ستستخدم لتحييد الأهداف الأوكرانية من مسافات آمنة وبعيدة، لتجربتها في المقام الأول ولكن أيضًا للمساهمة في المجهود الحربي. مثل صاروخ كروز Kh-59MK2، الذي تم استخدامه لأول مرة في سوريا، والذي تم تصميمه ليكون سلاح الطائرة الأساسي ضد الأهداف الأرضية، ولتحييد الأهداف الصغيرة المحصنة في نطاقات قصوى، وليوفر قدرة هجومية لا يمكن أن يضاهيها سوى عدد قليل جدًا من الطائرات في العالم. كما يمكن استخدام هذه الطائرة في ضرب الطائرة بدون طيار الأوكرانية، ما يجعلها أول مقاتلة من جيلها تكسب انتصارًا جويًا جويًا بعيد المدى.