"سنستقبلُكَ على خناجرِ بنادقنا"، تلك كانت آخر كلمات الرئيس الشهيد صالح الصماد، في وجه السفير الأميركي لدى اليمن.
ولد رئيس المجلس السياسي الأعلى اليمني الشهيد صالح علي الصماد عام 1979 في صعدة. وعمل مدرساً في مدارسها، فيما شارك في صفوف أنصار الله بحروبها ضد الحكومة اليمنية التي كانت تقوم بالتضييق على اليمنيين.
برزت شخصية الشهيد الصماد في حرب صعدة الثالثة عام 2007 كقائد ميداني في صفوف حركة "أنصار الله" عندما قام بفتح جبهة عسكرية مقاومة لتخفيف الضغط الميداني على ضحيان ومران ونشور، حيث قام بفك الحصار عن منطقة فلة، ليُعيّن مسؤولاً اجتماعياً للحركة عام 2008.
شارك الرئيس الشهيد في الحرب السادسة على صعدة بفعالية، ليُصار إلى تعيينه مسؤولاً ثقافياً ل "أنصار الله" عام 2009. وذلك لقدرته الخطابية التي تلعب دوراً هاماً في استقطاب الجماهير في مناسبات عديدة.
بتكليف من قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي مثّل الشهيد الصماد الحركة في التواصل مع لجان "الوساطة" التي بُعثت من صنعاء لمناقشة الأوضاع في صعدة، ليشارك بعدها في "مؤتمر الحوار الوطني" في صنعاء ويقدّم مقترحات الحركة بشأن النظام السياسي اليمني.
عام 2014 ومع دخول الحركة إلى صنعاء قام الرئيس المنتهية ولايته عبد ربّه منصور هادي بتعيينه مستشاراً له وكان يشغل في الوقت عينه منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، والتي قامت بالتحالف مع حزب "المؤتمر" بقيادة علي عبد الله صالح، ليشكل الطرفان مجلساً سياسياً كان الرئيس الصماد عضواً فيه ليُعيّن بعدها رئيساً. وقد حقق رغم الحصار الاقتصادي- العسكري نجاحاً في إدارة الشؤون في صنعاء أمنياً وإدارياً وعسكرياً.
بعد محاولة علي عبد الله صالح الانقلاب على الحركة، وتغلب الحركة على هذا الانقلاب، عُيّن الصماد رئيساً للجمهورية، وكان ذلك في عام 2016. حيث استمر بعقد جلسات البرلمان واتمام العمل السياسي.
كان الرئيس الشهيد يعرف بشجاعته التي رافقته دائماً على الخطوط الأمامية للمواجهة، وبمناقبيته العالية، ونزاهته ومواجهته للفساد الإداري والمالي طيلة مدة رئاسته، حيث ظهر ذات مرة بلباسه العسكري وبندقيته في جبال جيزان.
اغتيل الرئيس الصماد عام 2018 بغارة جوية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية عام 2018، ودُفن في صنعاء.
المصدر: وكالات
الكاتب: غرفة التحرير