تزامناً مع دخول الهدنة أسبوعها الرابع، تتكثف الجهود التي تقودها سلطنة عمان والأمم المتحدة لترميم الثقة بين حكومة صنعاء التي تتلمس كل يوم عدم جدية الطرف الآخر في وقف اطلاق النار وفك الحصار، وبين السعودية التي لا تزال تمنّي نفسها بالحصول على مكسب ما في الربع الساعة الأخير، من خلال إعادة هيكلة ميليشياتها. حيث وصلت طائرة قادمة من مسقط إلى مطار صنعاء الدولي، تقل وفداً عمانياً يرافقه رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام، تأتي في "إطار متابعة الحوار مع رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط"، حسب ما أفادت وكالة سبأ اليمنية.
ومن المتوقع ان يشهد الأحد تقدماً جديداً في هذا الإطار، مع اقلاع أول طائرة تجارية إلى العاصمة الأردنية، عمان، منذ 6 سنوات، فيما يستمر التحالف في "احتجاز سفينتين نفطيتين بمحمولة تبلغ 60834 طناً من مادة الديزل على الرغم من استكمالها كافة إجراءات الفحص والتدقيق عبر آلية بعثة التحقق والتفتيش في جيبوتي وحصولها على التصاريح الأممية التي تؤكد مطابقة الحمولة للشروط المنصوص عليها ما يؤكد مخالفة قواعد القانون الدولي الإنساني وقانون الصراع المسلح" حسب ما أكدت شركة النفط اليمنية YPC.
ووسط مخاوف متزايدة من انفجار الوضع الأمني في عدن، التي باتت تشهد تحركات لميليشيات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وأخرى التابعة لما يسمى "ألوية المقاومة الجنوبية" بلباس مدني، يرى مراقبون ان حجم الخلافات بين الجماعات المنضوية والمتمثلة في المجلس السياسي الذي شكل برعاية سعودية في الرياض، بات أكبر من ان يتم احتواؤه، وهو الأمر الذي لم تكن القيادة السعودية قد حسبت له حساباً مع رهانها على أنها قادرة على احتضان الجميع تحت لوائها، وعلى ما يبدو فقد فشلت في ذلك. حيث تشير المعلومات الواردة من عدن، ان مختلف المناطق الجنوبية قد تصبح قنبلة موقوتة إذا ما أصر كل طرف على تنفيذ مشروعه الخاص، واشعال فتيل المواجهة، نظراً إلى ان الأعضاء الثمانية التي يتألف منها المجلس هم زعماء ميليشيات يتقاسمون النفوذ في هذه المناطق، كعيدروس الزبيدي الذي يقود ميليشيا "الحزام الأمني" و"ألوية الدعم والاسناد" والتي خاضت في الفترة الماضية عمليات عسكرية لمواجهة القوات التابعة للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، بغية السيطرة على عدن وبعض المحافظات الجنوبية. وطارق صالح الذي كان يتولى قيادة "اللواء الثالث في الحرس الجمهوري" إضافة لقيادة "الحرس الخاص" حتى عام 2012، إلى ان مال نحو الدعم الاماراتي ويشكل قوات "المقاومة الوطنية". أما بالنسبة لعبد الرحمن أبو زرعة المحرمي وهو قد عرف بمرجعيته السلفية المليشياوية خاصة بعد انخراطه في صفوف ما يسمى "المقاومة الجنوبية السفلية".
وفيما وردت معلومات عن هروب عدد من العناصر الإرهابية المنتمية إلى القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي الوهابي من سجن سيئون، ارتفعت المخاوف من تنفيذ عمليات أمنية في المحافظات الجنوبية على وجه التحديد، بعدما أكد مطلعون ان السجن يقع تحت الرعاية السعودية-الإماراتية وما جرى قد تم بناء على قرار قد اتخذ وليس محض صدفة.
الكاتب: غرفة التحرير