نفذت تركيا بالأمس الاثنين، عملية عسكرية في شمالي العراق، تحت اسم مخلب القفل، ضد مجموعات حزب العمال الكردستاني المتمركزة هناك. لكن اللافت أن إعلان بدء هذه العملية وتنفيذها، لم يقابل بأي ردة فعل رسمية من حكومة الكاظمي، أو من حكومة إقليم كردستان أو من أغلب القوى السياسية العراقية، الذين لطالما تغنوا بحرصهم على سيادة الدولة، بما يؤكد وجود ازدواجية المعايير عندهم.
خاصةً وأن زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، كان قد أصدر بيان استنكار للعملية، عبر تغريدة له على موقع تويتر. إلّا أن بيانه لم يكن حادّ اللهجة بتاتاً، وكأنه صدر كـ"رفع عتب"، بعد أن تفهم مبررات "الجارة تركيا"، محذراً من أنه سيكون له موقف آخر في حال تكرار هكذا عملية (مع العلم بأن هذه العملية ما زالت مستمرة فهي على مراحل)، داعياً سلطاتها الى اللجوء الى ما سماه بـ"الأطر الدبلوماسية المعمول بها".
أمّا صمت سلطات الإقليم، فربما يعود ذلك الى تنسيق مسبق بين الطرفين، لأن العملية جاءت بعد يومين من زيارة نادرة من نوعها، قام بها رئيس حكومة الإقليم "مسرور بارزاني" إلى تركيا. والتي رحّب فيها بارزاني عقب محادثاته مع الرئيس التركي "رجب طيب إردوغان"، بتوسيع التعاون ودعم الاستقرار والأمن في شمالي العراق. وتشير بعض التحليلات، إلى أن هنالك توتر في العلاقة بين حكومة الإقليم ومقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذين يعقّد وجودهم في المنطقة، علاقات سلطات الإقليم التجارية المربحة مع تركيا (بشكل رئيسي تجارة النفط).
تفاصيل العملية
من جهة أخرى، قاد العملية وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي حضر الى غرفة العمليات، وقد أعلن أن هدف هذه العملية "منع الهجمات الإرهابية على شعبنا وقوات أمننا من شمالي العراق، وضمان أمن حدودنا". كاشفاً بأن العملية مستمرة بنجاح حتى الآن كما هو مخطط لها، وأنه تم اعتقال الأهداف التي تم تحديدها في المرحلة الأولى (ما يؤكد بأن هذه العملية على مراحل عدة).
وفي نفس السياق أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن العملية بدأت من خلال قيام الطائرات الحربية والهليكوبتر والطائرات بدون طيار والمدفعية الأرضية، بقصف أهداف لمسلحين أكراد شمالي العراق، في عملية جوية وبرية (عبر قوات كوماندوس برية وجوية)، تستهدف منشآت تختلف ما بين بين معسكرات ومخازن للذخيرة، في مناطق "ميتينا"، "زاب"، و"أفاشين – باسيان". مضيفةً بأن هذا الهجوم يعدّ جزءاً من حملة تركية مستمرة في العراق وسوريا، ضد مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" وما يسمى بـ "وحدات حماية الشعب الكردية" السورية، اللتان تعدهما أنقرة من الجماعات الإرهابية. وقد أعلنت في وقت لاحق من نهار الإثنين، تحييد 19 مسلحاً كردياً، والسيطرة على عدة أهداف.
وبالتزامن مع تنفيذ العملية في شمالي العراق، قام الجيش التركي أيضاً، باغتيال قادة أكراد في الوحدات بغارة جوية في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، بينهم شخصية بارزة في حزب العمال الكردستاني يدعى "قهرمان آيدن" في منطقة الدرباسية.
ودائماً ما تنفّذ تركيا هجمات في العراق، حيث لحزب العمال قواعد ومعسكرات تدريب في منطقة سنجار وفي المناطق الجبلية الحدودية مع تركيا. أما هذه العملية فتأتي بعد عمليتي "مخلب النمر" و"مخلب النسر» اللتين أطلقهما الجيش التركي في العام 2020.
الكاتب: غرفة التحرير