يبدو أن الدولة التركية، لم تكتف باحتلالها لأراضٍ في العراق وسوريا، وانشاء قواعد ونقاط ومواقع عسكرية لها هناك، في الشمال العراقي وفي الشمال السوري. فقد نفذت بالأمس الثلاثاء، أكثر من 20 غارة في هذين البلدين، في إطار عملية جوية أسمتها "نسر الشتاء"، ضد من وصفتهم بـ"الإرهابيين" المتواجدين في تلك المناطق. وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان لها، أن هذه العملية تهدف إلى تحييد مسلحي حزب العمال الكردستاني "بي كا كا - ك ج ك - ي ب ك" وغيرهم، والقضاء على الهجمات التي يشنونها انطلاقاً من شمال العراق وسوريا (القواعد المتواجدة في مناطق المالكية ـ ديريك، وسنجار وقراجق)، التي تستهدف مواطنيهم والقوات الأمنية، ولضمان أمن حدود البلاد. مشيرة الى أن العمليات استهدفت المخابئ والكهوف والأنفاق، ومستودعات الذخيرة ومقرات القيادة ومعسكرات التدريب التابعة لهذه الجماعات.
لكن قائمقام قضاء مخمور في العراق قد أفاد، بأن القصف التركي استهدف مواقعاً ضمن مخيّم مخمور، للاجئين الأكراد الهاربين من تركيا وبالقرب منه. ما يعني استهدافاً للمدنيين العزل، خاصةً بعد تسجبل وقوع العديد من الإصابات نتيجة لهذا القصف، بحيث سقط 8 قتلى وعشرات الجرحى، إضافة لخسائر مادية كبيرة.
أما في منطقة شمال شرقي سوريا، فقد نفذت طائرة بدون طيار تركية بالقرب من حقول الرميلان النفطية، التي تسيطر عليها ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
سلسلة الهجمات التركية هذه، دفعت بالحكومة العراقية الى إدانة هذه العمليات. فقد أصدرت خلية الإعلام الأمني الحكومية بياناً، أدانت فيه القصف التركي الذي طال مناطق شمالي البلاد الليلة الماضية. داعيةً الجانب التركي إلى الالتزام بحسن الجوار وفقاً للاتفاقيات الدولية، وإيقاف هذه الانتهاكات احتراما والتزاما بالمصالح المشتركة بين البلدين. مؤكدة على استعداد العراق للتعاون مع تركيا، وضبط الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة.
الشيخ الخزعلي: "مقاومو العراق سيلقنون الاحتلال التركي درساً قاسياً"
وقد أدان الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي هذا الانتهاك التركي للسيادة، متهماً إباها بالتمادي في استهداف المدنيين الآمنين بحجج وذرائع، محذراً من أنه سيأتي الوقت المناسب، "ليلقن فيه مقاومو العراق الاحتلال التركي الدروس القاسية".
صراع تركيا وحزب العمال الكردستاني في هذه المناطق
_ طوال الـ25 سنة الماضية، أنشأت الدولة التركية بحكم الأمر الواقع، عشرات القواعد العسكرية لها في إقليم كردستان العراق، وسط صمت من إدارة الإقليم الحكومة العراقية. وفي ربيع العام 2021، شنّ الجيش التركي حملة عسكرية كبيرة، ضدّ حزب العمال الكردستاني في تلك المنطقة، تخلّلها تنفيذ العشرات من الغارات الجوية، وبعض العمليات البرية.
_ لحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا "تنظيماً إرهابياً"، قواعد خلفية ومعسكرات تدريب، في منطقة سنجار والمناطق الجبلية بإقليم كردستان العراق.
_ يخوض هذا الحزب حرباً مع تركيا منذ العام 1984، التي لقي خلالها أكثر من 40 ألف شخص مصرعهم.
الكاتب: غرفة التحرير