يعود تاريخ دخول الجيش التركي والتمركز في منطقة شمال العراق، إلى العام 1983حينما وقع البلدان اتفاقية "التعاون وأمن الحدود"، التي تسمح لتركيا بالدخول إلى عمق 10 كم في هذا المنطقة، حينما يتعرض أمنها إلى أي تهديد من قبل عناصر حزب "العمال الكردستاني".
ففي العام 1982، عقد هذا الحزب الذي تصنفه الدولة التركية على أنه جماعة إرهابية، مؤتمرًا في لبنان قرر خلاله التمركز في شمال العراق، بهدف التحضير لمشروع دولة كردستان، ومستغلًا الحرب العراقية الإيرانية. لذا بدأ بإرسال مقاتليه وقياداته، للتموضع في معسكر "لولان"، على الحدود العراقية التركية الإيرانية. الأمر الذي أقلق تركيا، ودفعها إلى توقيع هذه الاتفاقية مع رئيس العراق حينذاك صدّام حسين.
التدخلات المتكررة
_ بعد هذا الاتفاق، عبر الجيش التركي الحدود الشمالية للعراق عدة مرات في 1992 و1995 و1996 و1997. حيث شهدت سنة 97 خاصة، إنشاء عدة قواعد في أجزاء من محافظة دهوك، بعد أن اتفق الأتراك مع رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني.
_ علق العراق العمل بهذه الاتفاقية، بين عامي 1988 و1991، ما دفع بتركيا إلى تعليق العمليات على الأراضي العراقية خلال هذه السنوات.
_ أما في العام 2014، وبعدما اجتاح تنظيم داعش المحافظات العراقية الشمالية، ووصوله إلى مشارف العاصمة بغداد. نقلت تركيا أكثر من 1200 جندي إلى مدينة بعشيقة (تقع شمال شرق مدينة الموصل بعيدة عنها 16 كم تقريباً)، ما أدى إلى اندلاع العديد من الاحتجاجات الداخلية والخارجية.
_ وفي العام 2018 تقدم الأتراك مسافة 30 كيلومترًا داخل الأراضي العراقية، حيث أرسلوا قواتهم الخاصة إلى قريتي "برميز" و"شبان" في منطقة "سيدان" وجبل "برادوست".
الوجود التركي الحالي
وبحسب مجموعة من الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية، يوجد في شمال العراق حالياً، أكثر من 3000 جندي تركي، يتواجدون حالياً في 37 موقعا عسكريا ما بين قاعدة ونقطة عسكرية، أو مركز استخبارات علني.
_تتواجد القواعد في كل من مناطق بامرني، شيلادزي، باتوفان، كاني ماسي، كيريبز، سنكي، سيري، كوبكي، كومري، كوخي سبي، سري زير، وادي زاخو والعمادية.
_ بعد العام 2014، أنشأت قواعد أخرى في بعشيقة وصوران وقلعة جولان، وتم تحويل المقر العسكري في منطقة "حرير" القريبة من أربيل إلى قاعدة عسكرية، إلى جانب معسكر "زمار" لتدريب الجنود.
_ تمتد مناطق انتشار هذه القواعد، على طول الحدود بدءاً من "معبر خابور" وصولاً إلى منطقة "صوران".
_ ومن أجل إحكام السيطرة على مناطق "خنير وخاوكورك وكيلاشين"، قامت أنقرة ببناء "قاعدة سيدكان" وبضع مقرات عسكرية في منطقتي "ديانا وجومان" القريبتين من جبال قنديل.
أما في منطقة زاب على الحدود مع إقليم كردستان العراق، فقد تم بناء المركز العسكري (49)، الذي ترتبط به مراكز عسكرية متنوعة الاختصاصات وتغطي كامل المنطقة الحدودية.
الكاتب: غرفة التحرير