"عيد الفصح اليهودي" وبالعبرية "بيسح"، يعتبر من الأعياد الرئيسية لليهود و"يحتفلون" به مدّة سبة أيام تبدأ من 15 نيسان / أبريل وتنتهي في 22 منه، وذلك بمناسبة "الفترة التي خرج بها بنو إسرائيل من مصر". وفي إطار التحضيرات يقتحم المستوطنون منذ أيام باحات المسجد الأقصى بكثافة حيث اقتحم صباح اليوم فقط 81 مستوطناً. ويقدّم اليهود لهذه المناسبة "القرابين"، حسب ما يزعموه من "تعاليم توراتية" ويجب ذبحها في المسجد الأقصى عشية اليوم الأول و"أن ينثر دمها عند قبة السلسلة التي يزعم المتطرفون أنها بُنيت داخل ساحات المسجد الأقصى لإخفاء آثار المذبح التوراتي"، بالإضافة الى أكل خبر الفطير وأداء "الصلاة التلمودية".
"الذبح" في الأقصى: لأول مرة في تاريخ الاحتلال
ليس هذا العام هو الأوّل الذي يحي فيه اليهود وخاصة المتطرفون "عيد الفصح" حيث أنهم كانوا يذبحون "القرابين" في المستوطنات وقد حاولوا سنة بعد سنة اختيار المستوطنات أو الأماكن الأقرب الى المسجد، الى أن وصلوا عام 2017 الى حارة المغاربة بالبلدة القديمة، وعام 2018 قُدمت "القرابين" قرب سور المسجد الأقصى الجنوبي وفي العام 2019 قُدمت في البلدة القديمة من جديد، وتوقفت في العام 202 بسبب انتشار جائحة كورونا لتعود العام الماضي ويتم تنفيذها في أحد الكنائس القريبة من حائط البراق.
لكنّ اليهود هذا العام يصرّون على اقتحام "الأقصى" وتنفيذ مخططاتهم التهويدية - لأول مرّة منذ احتلال الكيان الإسرائيلي لفلسطين - وسط محفزات للمستوطنين (بهدف حشد أكبر عدد ممكن) حيث أعلنت جماعات اليمين المتطرف عن تقديمها "المكافآت" المالية التي تتوزع على الشكل الآتي:
_ المستوطن الذي يستطيع اقتحام "الأقصى" يحصل على 400 شيكل
_ المستوطن الذي يقتحم مع خاروفه يحصل على 800 شيكل
_ اما المستوطن الذي "يتمكن" من الاقتحام وذبح القربان داخل المسجد الأقصى المبارك يحصل على 10000 شيكل
وسيحشد الكيان الإسرائيلي كل أذرعه من شرطة وجيش ووحدات أمنية لـ "تأمين" هذه الاقتحامات.
وذكرت أوساط فلسطينية ان جماعات ما يسمى "الهيكل" ألصقت منشورات بالقرب من الباحات تطلب فيها من المسلمين إخلاء المسجد الأقصى لأجل "عيد الفصح".
هل يشعل الاستفزاز اليهودي معركة جديدة؟
دعت الفصائل الفلسطينية كل مكونات الشعب الفلسطيني للرباط في المسجد الأقصى المبارك يوم الجمعة المرافق لـ 14 شهر رمضان (حسب التقويم الهجري) والتصدي لاقتحامات المستوطنين ومنع مخططاتهم التي اعتبرها القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب "اعتداء على العقيدة" وحسم الموقف الفلسطيني بالقول " ولن نسمح به على أي حال...لن نسمح أبداً بالمساس بالمسجد الأقصى مهما كلف الأمر". وبدورها أصدرت حركة حماس بياناً دعت فيه "الدول العربية والإسلامية إلى التحرّك العاجل، ومنع انتهاك الاحتلال الخطير لحرمة الأقصى"، وأكّدت أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بتنفيذ مخططاته مهما كان الثمن".
فهل يعيد كيان الاحتلال تجربة المساس القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية على غرار السنة الماضية ويفتح على نفسه وجبهة الداخلية – المتشرذمة سياسياً – نيران صواريخ غزّة؟ لا سيما أن الكيان لا يزال تحت تأثير الصفعات الأمنية التي أحدثها العمليات الفدائية في الداخل المحتل وكذلك يتعرّض الاحتلال لمواجهات "كتيبة جنين" في المخيّم جنين ومختلف مناطق الضفة الغربية.
حكومة الاحتلال تمارس التضليل
يعمد مكتب رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بنيت الى نشر بيانات تزعم أن الأنباء عن نية المستوطنين ذبح "القرابين" في الأقصى "كاذبة" في إطار ممارسة التضليل على الفلسطينيين والرأي العام، الا أن هذه الخديعة كان قد استخدمها رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو العام الماضي لإحداث تراجع في عزيمة المرابطين في المسجد الأقصى وانسحابهم من الباحات، فيما انتظر اليهود المتطرفون اللحظة المناسبة لتنفيذ المخطط على جسر المغاربة بحماية شرطة الاحتلال. ومن ناحية ثانية لا يعترف الاحتلال بساحات المسجد الأقصى كجزء منه بل يقتصر على الجامع القبلي فقط بالتالي يريد بنيت القول بأن المستوطنين لا ينون الذبح في الجامع القبلي، وهو تحايل ولعب على المفاهيم والمصطلحات.
الكاتب: غرفة التحرير