يقول مصدر عسكري مطلع على قنوات الاتصال التي كانت تجري بين صنعاء والرياض منذ العام الثالث على بدء الحرب على اليمن، ان "السعودية طلبت غير مرة ضرورة إيقاف عمل الاعلام الحربي ومواكبة العملية العسكرية على مختلف الجبهات إعلامياً وتصوير الأحداث التي تجري في الميدان بشكل مباشر، باعتبار ذلك شرطاً أساسياً للدخول في محادثات جدية". وهو ما كشف عن حجم التهديد الذي بات يشكله الاعلام الحربي اليمني على صورة المملكة في العالمين العربي والإسلامي إضافة إلى العالم الغربي والتي صرف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لأجل تحسينها مئات ملايين الدولارات، من جهة، وكشف زيف ادعاءات آلة الاعلام السعودية حول الانتصارات الوهمية، وبالتالي تقديم الدليل بالصوت والصورة، تماماً كما جرى بالفيلم الاماراتي "الكمين"، من جهة أخرى.
إبداع وقوة واستفادة من تراكم خبرات محور المقاومة
يرتكز عمل الاعلام الحربي اليمني على عدد من النقاط التي يواكب بها العمليات العسكرية والتي كانت الأساس في تطويره خلال سنوات الحرب الماضية:
-مرافقة المقاتلين على الخطوط الأمامية ومواكبة العملية منذ انطلاقتها، وبالتالي الإحاطة بكل التفاصيل وتوثيقها بما في ذلك عمل القادة في الجبهات والمقاتلين الذين يستشهدون لاحقاً.
-اختلاف أشكال التصوير والوثيق، من خلال اعتماد أساليب تصوير متعددة، بما في ذلك مواكبة عمليات الهجوم والاقتحام والكمائن، والتصوير الجوي لعمليات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.
-عملت القوات المسلحة على تدريب وتجهيز الاعلام الحربي بكل العتاد والعديد اللازم إلى ان أصبحت منذ أكثر من 4 أعوام بكامل جهوزيتها، حتى على صعيد القدرات البشرية أيضاً، حيث تم إعداد وتدريب المراسلين الحربيين واطلاعهم على كامل الأساليب والتقنيات المعتمدة في الميدان. واللافت هنا، ان المراسلين الحربيين لأي وسيلة إعلامية -غربية- على وجه التحديد، يصرف على تجهيزاته بوسائل الحماية والسلامة ضد الأسلحة الاشعاعية والكيميائية والدروع والقبعات الواقية والمستلزمات الحياتية الأخرى، آلاف الدولارات إضافة لبوليصة التأمين على الحياة والسلامة، ليقوموا بنصف العمل الذي يقوم به المراسل الحربي اليمني "حافياً" في بعض الأحيان.
-القدرة على تحقيق الهدف من الصورة والدقة في التصوير رغم الظروف القاهرة في أرض المعركة وهو ما يجعل من هذه العملية أمراً بمنتهى الصعوبة مع عدم توفر الأرضية الثابتة على سبيل المثال.
-وضع المواد الاعلامية في خدمة القوات المسلحة لاستخدامها كورقة ضغط والاستفادة منها بالأوقات المناسبة.
وهنا تجدر الإشارة، إلى أنه في شباط/ فبراير الماضي إدعى التحالف على لسان المتحدث باسمه تركي المالكي، عن استخدام الجيش واللجان للأعيان المدنية والوزارات لإطلاق الطائرات المسيرة، لتحقيق غايتين: الأولى، إيجاد ذريعة لاستهداف وتدمير المنشآت الحيوية والمرافق المدنية على أنها تستخدم لأغراض عسكرية، والثانية لـ "شيطنة" القوات المسلحة اليمينة في جلسة مجلس الأمن التي كانت ستعقد حينها. هنا، كانت استفادة حكومة صنعاء من المشاهد التي وثّقتها عدسة الاعلام الحربي -وكانت لطائرات من نوع "صماد 3" خلال تنفيذ عملية إعصار اليمن- بأن عمليات الاطلاق تتم من أراضٍ خالية وبعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان والمرافق العامة.
-كما استفاد الاعلام الحربي اليمني من "تراكم الخبرات لدى كل من لبنان وسوريا، حتى أصبحت العدسة اليمنية نموذجاً مثيراً للاهتمام نظراً لشراسة المعركة وطبيعة الأرض والتضاريس إضافة للحصار الخانق"، حسب ما أشار المصدر، والذي أكد على ان "وجود أرشيف ضخم لم ينشر حتى الآن، وعن عمليات لم يعلن عنها بعد".
شهداء الاعلام الحربي اليمني
نتيجة اقدام المراسلين الحربيين ومواكبتهم للمواجهات على الخطوط الأمامية وفي ظل عدم احترام القوات السعودية والميليشيات المدعومة من التحالف لقوانين الانسان وقوانين الاعلام والصحافة، كان الاعتداء على الصحفيين أمراً يحصل باستمرار وعن سابق تصميم في بعض الأحيان كما يؤكد المصدر، حيث تجاوز عدد الشهداء الـ 300 شهيد منذ بدء العدوان. ومن بين هؤلاء الشهداء:
الشهيد الإعلامي العقيد جلال علي ناصر دغفل
الشهيد الإعلامي منصور عاطف
الشهيد الإعلامي علي أحمد علي أمين الأهدل
الشهيد الإعلامي عابد عبدالله أحمد الصعفاني
الشهيد الإعلامي يحيى حسيت غالب قاسم العزي
الشهيد الإعلامي هاشم حسين علي محمد القماشي
الشهيد الإعلامي يحيى محمد ناصر مفلح الوارصي
الكاتب: غرفة التحرير