في 12 آذار/ مارس عام 2015، قادت سرايا القدس عملية أطلقت عليها اسم "كسر الصمت" رداً على العدوان الاحتلال على الضفة واختراق الهدنة في قطاع غزة واستهداف ثلاثة من مجاهدي السرايا هم عبد الشافي معمر، إسماعيل أبو جودة، شاهر أبو شنب.
ولأن العملية جاءت بعد فترة قصيرة من تصدي السرايا للعدوان على غزة عام 2014 الذي استمر أكثر من 51 يوماً، فقد حملت العملية في 20 دقيقة فقط العديد من الرسائل الاستراتيجية والعسكرية.
عنصرا المفاجأة والمبادرة
عادة ما يعتمد كيان الاحتلال في معاركه على "الصدمة" الا ان سرايا القدس استطاعت مباغتة الكيان وامتصاص استراتيجية "الصدمة"، والاحتفاظ بزمام المبادرة والرد بالطريقة التي تراها مناسبة مقابل الانتهاكات. وقد أكّد القائد الشهيد صلاح الدين أبو حسنين في تصريحاته عن العملية "أننا وضعنا خطة مسبقة للرد على العدوان وكنا ننتظر اللحظة المناسبة للتصعيد". في حين أشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية رون بن يشاي الى ان "الجيش الإسرائيلي والاستخبارات فوجئوا بهذه الهجمات".
ومن ناحية أخرى فإن توقيت العملية يؤكّد أن محاولات الاحتلال "استنزاف" المقاومة في المعارك الكبيرة والطويلة لن يؤخّرها عن جهوزيتها في حماية المعادلات والشعب الفلسطيني.
فشل استخباراتي إسرائيلي!
استخدمت السرايا راجمة صواريخ أرضية للمرة الأولى سُمح أمنياً بالكشف عنها، لكنها نجحت في إبقاء أماكنها تحت الأرض ومنصات إطلاقها بعيداً عن رصد طائرات الاحتلال الحربية التي كثّفت تواجدها في سماء القطاع دون جدوى. وتضيف الصحيفة العبرية ان "إسرائيل فشلت استخباراتياً في توقع الصواريخ، وان سرايا القدس قامت بعملية تضليل محترفة"، وتتابع بأن "ما يثير قلق الأجهزة الأمنية هو عدم رصد التحركات اللوجستية والاتصالات بين أعضاء سرايا القدس والتنبه لعمليات إطلاق الصواريخ".
القوة الصاروخية
كما أطلقت السرايا 130 صاروخاً وعدداً من القذائف، عبّروا عن كثافة النيران في فترة زمنية قصيرة جدا والمخزون الصاروخي (خاصة أنها بعد أشهر من إطلاق السرايا 3246 صاروخ وقذيفة في معركة "البنيان المرصوص). وعلّق ضابط في جيش الاحتلال على العملية بالقول "إنه وابل لم نشهد مثله منذ عامين". وقد تمكنت الصواريخ – بأغلبها – من تجاوز القبة الحديدة وتحقيق أضرار مادية واسعة في الجبهة الداخلية والمستوطنات.. وبدوره قال رئيس بلدية الاحتلال في "سديروت" أن قوة سرايا القدس "تهدّد كلّ إسرائيل ونحن نصلي ليعود الهدوء بأسرع وقت".
تهديدات السرايا حسمت العملية
في المقابل أمعن الاحتلال باختراق الهدنة زاعماً ضرب عدد من المواقع للسرايا في غزّة، فهدّد الأمين العام للحركة الراحل الراحل الدكتور رمضان شلّح بمزيد من الضربات إذ ما واصل الكيان عدوانه، و أضاف الشهيد القائد أبو حسنين ان السرايا "ستوسّع نطاق الرد في حال استمر العدوان وجاهزة لتقديم الشهداء".
الا أن كثافة النيران والتهديدات أجبرت الكيان المؤقت على الإذعان لشروط المقاومة، ووضع القاهرة كوسيط للتوصّل الى "التهدئة".
الكاتب: غرفة التحرير