الشهيد خالد الدحدوح، من القادة البارزين في سرايا القدس الذين كانت مسيرتهم الجهادية من الاسرار الأمنية لحركة الجهاد الإسلامي، فلم يُكشف تفاصيل مسؤولياتهم ومهامهم والإنجازات التي قدّموها في سبيل المقاومة وتحرير قطاع غزّة عام 2005 وعلى طريق تحرير القدس وكامل الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
فمن هو القائد الدحدوح؟
انتمى القائد الدحدوح الى صفوف حركة الجهاد الإسلامي منذ التسعينيات، وشارك في الفعاليات الشعبية التي كانت تقيمها الحركة. وبعد عملية الشهيد فخري الدحدوح – "مفجّر" ثورة السكاكين - التي نفذها في "تل أبيب" بتاريخ 15-1- 1993، وأدت لمقتل اثنين من الجنود وجرح 10 آخرين، قامت قوات الاحتلال بحملة اعتقالات واسعة طالت العديد من أبناء عائلة الدحدوح وكوادر الحركة. وكان على رأس المعتقلين القائد خالد ليقضي ثلاثة سنوات في سجون الاحتلال.
كما كان واحداً من أبرز قادة "السرايا" خلال الانتفاضة الثانية عام 2000 حيث شارك في فعاليتها وجهّز العديد من العمليات التي استهدفت جيش الاحتلال في غزّة وخاصة عمليات إطلاق الصواريخ واقتحام المواقع العسكرية والمستوطنات.
القائد العام لسرايا القدس
تدرّج القائد في المسؤوليات الرفيعة للجهاز العسكري، فكان المسؤول عن وحدة الهندسة والتصنيع التابعة للسرايا في غزة، كما تسّلم الإشراف على الوحدة التقنية فيها. وتولى قيادة مجلسها العسكري أو القائد العام لسرايا القدس حتى العام 2006. . وتقول مصادر الاعلام الحربي في السرايا "أن الدحدوح يحمل صفة رئيس المجلس العسكري لسرايا القدس، وتحمّله المخابرات الصهيونية العامة "الشاباك" مسؤولية جميع عمليات إطلاق صواريخ محلية الصنع، التي تقوم بها الحركة ضد البلدات الصهيونية في منطقة النقب الغربي، جنوب الكيان".
وكما كان للقائد الدور الكبير في دعم المقاومة الفلسطينية بالعتاد والسلاح والمال، وكان من أبرز المنسقين لعمليات السرايا في الضفة الغربية المحتلة
وكذلك أشرف على تخريج العديد من المجاهدين في الدورات العسكرية للسرايا. واستطاع مدّ شبكة علاقات قوية مع جميع قادة الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية. فضلاً عن علاقاته المتينة مع العائلات الفلسطينية.
العائلة في خدمة المقاومة أيضاً
لم تكن هذه الشخصية القيادية والجهادية للقائد الا نتيجة نشأته في عائلة آمنت بفكر حركة الجهاد الإسلامي منذ تأسيس نواتها الأولى، ولم تتوانَ عن تقديم أبنائها في سبيل المقاومة والقضية الفلسطينية فمنهم الأسرى ومنهم الجرحى، بالإضافة الى 15 شهيدا ً أغبهم من قادة السرايا: الشهيد أمين حمدان الدحدوح، والشهيد كريم مروان الدحدوح، والشهيد مهدي مروان الدحدوح، والأشقاء الشهداء أيمن وخالد ومحمد شعبان الدحدوح، والشهيد كامل خالد الدحدوح نجل الشهيد القائد خالد، وأخيراً الشهيد القائد شعبان سليمان الدحدوح.
وكذلك لم تبخل العائلة بتوفير الدعم المادي أيضاً للمقاومة حيث ساعدت ظروفها الاقتصادية وعملها في التجارة والزراعة على إيجاد أمكان سكن للعديد المجاهدين وتأمين العتاد العسكرية لهم، وفي العام 1968 اعتقل الحاج شعبان الدحدوح (والد الشهيد القائد خالد الدحدوح) بـ "تهمة" دعم المقاومين وتوفير سبل الأمان لهم.
الاستشهاد
كان اسم القائد الدحدوح يتصدر قائمة مكونة من 70 إسم من قادة وكوادر حركات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مطلوباً حياً أو ميّتاً للاحتلال.
وفي 1- 3- 2006، اغتال الاحتلال القائد من خلال تفجير سيارة مفخخة وضعت على جانب الطريق أثناء سيره قرب وزارة المالية الفلسطينية في تل الهوا غرب مدينة غزة، وقالت السرايا في بيانها ان السيارة تفجّرت " عن بعد بواسطة أحد العملاء أو عن طريق طائرات الاستطلاع التي كانت تحلق بكثافة في سماء المنطقة لحظة مرور الشهيد بمحاذاتها".
الكاتب: غرفة التحرير